أقوى عضلة في جسم الإنسان
قد يكون من الصعب إعطاء إجابة قاطعة عن سؤال “ما هي أقوى عضلة في جسم الإنسان؟” بشكل دقيق، حيث توجد عدة معايير يمكن قياس قوة العضلات من خلالها، مثل:
- قوة المرونة الخاصة بالعضلة.
- القوة الديناميكية التي تشير إلى قدرة العضلة على استجابة للحركات المتكررة.
- قوة التحمل، وهي تلك القدرة التي تُمكن العضلة من تحمل التعب.
- القوة المطلقة، والتي تعبر عن أقصى قوة يمكن أن تحققها العضلة.
علاوة على ذلك، تعتمد قوة العضلة على عدة عوامل بيوميكانيكية، مثل نقطة ارتكازها على العظم وطولها. ومن المهم الإشارة إلى تحديات تحديد قوة العضلة بشكل فردي، نظرًا لأن عضلات الجسم تعمل بشكل متكامل. على سبيل المثال، لا يمكن فحص العضلة المستقيمة الفخذية (بالإنجليزية: Rectus femoris) بمعزل عن باقي عضلات الفخذ الرباعية (بالإنجليزية: Quadriceps) ومقارنتها بقوة العضلات الأخرى بشكل منفصل. فيما يلي عرض لأقوى العضلات في جسم الإنسان استنادًا إلى عدة معايير:
العضلة الماضغة
تعتبر العضلة الماضغة (بالإنجليزية: Masseter muscle) من أقوى العضلات في الجسم من حيث القوة المطلقة، حيث تمتلك القدرة على توليد أقصى مستويات القوة. تلعب هذه العضلة دورًا رئيسيًا في عملية المضغ بالتعاون مع ثلاث عضلات إضافية؛ وهي العضلة الجناحية الوسطية (بالإنجليزية: Medial pterygoid muscle)، والعضلة الصدغية (بالإنجليزية: Temporalis muscle)، والعضلة الجناحية الجانبية (بالإنجليزية: Lateral pterygoid muscle). تساهم العضلة الماضغة أيضًا في رفع الفك السفلي، ودعم المحفظة المفصلية للمفصل الصدغي الفكي (بالإنجليزية: Temporomandibular joint) وإغلاق الفم. بالاشتراك مع عضلات الفك الأخرى، يمكن أن تصل القوة المطبقة على الأضراس عند إغلاق الفم إلى حوالي 90 كيلوغرامًا، وعلى القواطع نحو 25 كيلوغرامًا. يُعتقد أن قوة هذه العضلة أعلى لدى الرجال مقارنةً بالنساء، ويُذكر أن الفرد يمتلك عضلتين ماضغتين تقعان على جانبي الفك السفلي.
العضلة الألوية الكبرى
تُعتبر العضلة الألوية الكبرى (بالإنجليزية: Gluteus maximus muscle) واحدة من أقوى وأكبر عضلات الجسم، حيث تقع في منطقة الحوض وترتبط بالعظام المحيطة وعظم العصعص (بالإنجليزية: Coccyx). تُعد هذه العضلة مسؤولة عن:
- التصدي لتأثير الجاذبية على الجسم.
- المساعدة في الحفاظ على وضعية القامة المستقيمة.
- تمكين الفرد من صعود الدرج.
- تسهيل حركة الورك والفخذين.
- النهوض بعد الجلوس.
القلب
تُعتبر عضلة القلب أكثر عضلات الجسم كفاءة في العمل، حيث تسهم بشكل كبير في ضخ كميات ضخمة من الدم، تصل إلى مئات أو آلاف اللترات يوميًا، عبر جميع أجزاء الجسم. كما ينبض القلب مليارات المرات خلال فترة حياة الإنسان.
عضلات أخرى
توجد مجموعة من العضلات الأخرى التي تعتبر من أقوى العضلات ضمن تعريفات مختلفة للقوة، ومنها:
- عضلة اللسان: يتكون اللسان من مجموعة من العضلات التي تعمل بتناغم لتسهيل عملية مضغ الطعام، تشكيل الحروف، ودفع اللعاب إلى أسفل الحلق بشكل مستمر، حتى أثناء النوم. يحتوي اللسان أيضًا على لوزتين تساعدان في التخلص من الجراثيم.
- عضلات الرحم: تقع في الجزء السفلي من الحوض، وتتحفز انقباض هذه العضلات بفضل إفراز هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) من الغدة النخامية. تُعتبر عضلات الرحم قوية جدًا نظرًا لجهودها الكبيرة أثناء دفع الجنين خلال عملية الولادة.
- العضلة النعليّة (بالإنجليزية: Soleus): تقع تحت عضلة الساق (بالإنجليزية: Gastrocnemius) وتعمل بالتعاون معها لمقاومة قوة الجاذبية، الأمر الذي يساعد في الحفاظ على الجسم في وضع مستقيم، كما أنها تلعب دورًا هامًا في المشي والركض والرقص.
- عضلات العين الخارجية: تتمتع هذه العضلات بدرجة عالية من القوة بسبب حركتها المستمرة تقريبًا. تقوم هذه العضلات بتعديل موضع العينين بالتزامن مع حركة الرأس للحفاظ على نقطة رؤية معينة، وقد تتعرض للجهد أثناء القيام بأنشطة تستلزم حركة متكررة، مثل القراءة، حيث تتحرك هذه العضلات ما يقرب من عشرة آلاف حركة متناسقة عند القراءة لمدة ساعة.
أنواع العضلات
يتكون جسم الإنسان من أكثر من 600 عضلة، تشكل حوالي 40% من إجمالي وزن الجسم. يتم تقسيم عضلات الجسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية كما يلي:
- العضلات الهيكلية (بالإنجليزية: Skeletal muscle): تتميز بمظهر مخطط، وتتصل هذه العضلات بالعظام وتخضع للسيطرة الواعية.
- العضلات الملساء (بالإنجليزية: Smooth muscle): وهذه العضلات تخضع للسيطرة اللاإرادية، وتتميز بشكل مَغزَلِي، مع وجود أليافها في جدران الأعضاء الحشوية المجوفة باستثناء القلب.
- العضلات القلبية (بالإنجليزية: Cardiac muscle): توجد في جدران القلب وتخضع أيضًا للسيطرة اللاإرادية، وهي أيضًا تتمتع بمظهر مخطط.