أمراض القلوب
تنطوي قلوب البشر على مجموعة من الأمراض والعلل التي أشار إليها الله تعالى في كتابه الكريم، ومن أبرزها:
- الإثم؛ فقد قال الله تعالى: (وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ). فالإثم يعتبر من الأمراض التي تسبب الضرر للقلوب، وهو يشمل جميع الذنوب سواء كانت صغيرة أو كبيرة. كما أشار العلامة الشيخ ابن القيم إلى أن الإثم يبدأ كخاطرة، فإذا لم تُعالج تطور إلى وسوسة، ومن ثم إلى شهوة، ثم إلى إرادة، وفي النهاية قد تشتد قوتها فتتحول إلى عزيمة على الفعل، مما يجعل من الصعب التخلص منها.
- الزيغ؛ إن هذا المرض يعني الانحراف عن الحق والاستقامة، والانحراف إلى طرق الضلالة والمعصية.
- الغل؛ وهو يشير إلى الحقد الموجود في النفس، والعداوة والضغينة. قال الله تعالى على لسان عباده المؤمنين: (وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا).
- إباء القلب؛ يعني الرفض للامتثال للحق، واستجابات ما أمر الله به من الإيمان، والانحياز نحو الكفر والعصيان.
- الغلظة؛ تشير إلى شدة وقسوة القلب، وهي عكس الرقة واللطف.
- النفاق؛ يعد من أشد أمراض القلب فتكا، حيث يؤدي إلى موته إذا استشرى وزاد. قال الله تعالى عن المنافقين: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا).
طرق علاج أمراض القلوب في الإسلام
توجد العديد من الوسائل والأساليب التي تساعد في معالجة أمراض القلوب، ومنها:
- قراءة القرآن الكريم، مع الحرص على تدبر آياته؛ فكتاب الله -تعالى- يُعد شفاءً أكيداً من أمراض القلوب وعللها.
- التوبة النصوح؛ حيث أن التوبة من الذنوب والمعاصي تُطهر القلوب وتُعطرها من الأدران والأمراض.
- الاجتهاد في الأعمال الصالحة والإكثار من النوافل مثل الصلاة والصيام، بالإضافة إلى المحافظة على الأذكار مثل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وأيضاً الإنفاق في سبيل الله.
- ملازمة الأخيار والصالحين، والابتعاد عن رفقاء السوء.
- تعزيز المحبة لله -تعالى-؛ بحيث يحب العبد ويبغض في الله. فإذا استحوذت محبة الله على القلب، كانت تلك من العوامل الأساسية لعلاج أمراض القلب.
- الإخلاص في النية ومراقبة النفس ومحاسبتها؛ فإن النفس إن لم تُراقب وتُحاسب، قد تضلّ وتتبع الهوى مما يؤدي إلى الهلاك.
أسباب أمراض القلوب
تتعدد أسباب أمراض القلوب، ومن أبرزها الفتن التي تعصف بالقلوب؛ فإذا رفضها القلب، نجا وأفلح، وإذا لم يستطع ذلك، فقد يتعرض للخذلان. كما أن الشهوات والمعاصي، والانشغال بالدنيا وما فيها من ملذات، والغفلة عن ذكر الله، واتباع الهوى والشبهات، وأكل المحرمات مثل الربا والرشوة، تُعد من العوامل المساهمة في ظهور هذه الأمراض.