ما هي أنواع المبتدأ؟
المبتدأ هو الاسم الذي يأتي في بداية الجملة، ولم يسبقه أي عامل لفظي. يُعتبر المبتدأ هو المسند إليه، في حين أن الخبر هو المسند. بمعنى آخر، يحتاج المبتدأ إلى خبر يكمّل معناه، ويكون الخبر مسندًا إليه. في غياب الخبر، يُصبح المبتدأ ناقصًا، وتُسمى الجملة التي تتكون من المبتدأ والخبر بالجملة الاسمية، حيث يأتي المبتدأ دائمًا مرفوعًا.
يُفضل أن يكون المبتدأ معرفة وليس نكرة، لأن النكرة تُعطي معنى غامضًا، وبالتالي قد لا يكون مفيدًا. على سبيل المثال، إذا بدأنا بجملة باستخدام نكرة مثل “شابٌّ طيّب”، فلن نحصل على معنى واضح، لأن هناك الكثير من الشباب الطيبين. لذا، يُشدد في علم النحو على ضرورة أن يكون المبتدأ معرفًا. في حال استخدام نكرة، يجب أن يكون لذلك سبب واضح. وفيما يلي تفصيل أنواع المبتدأ:
1. الاسم الظاهر
الاسم الظاهر، المعروف أيضًا بالاسم الصريح، هو الاسم الذي يأتي بصيغة المفرد أو المثنى أو الجمع، سواء للمذكر أو المؤنث. يُعرب المبتدأ حسب نوع الاسم الصريح: فإذا كان مفردًا، يكون مرفوعًا بالضمة، وإذا كان مثنى، يكون مرفوعًا بالألف، وإذا كان جمعًا، يكون مرفوعًا بالواو. وفي حالة الأسماء الستة، يُرفع أيضًا بالواو. ومن الجدير بالذكر أن المبتدأ قد يأتي مجرورًا لفظًا ويُرفع محلًا في حال سبق بـ “من” أو “الباء” أو “ربّ” الزائدة. لنستعرض مثالًا على ذلك:
- الله ربنا.
- “الله”: لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “ربنا”: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والضمير المتصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- الطالبان مجتهدان.
- “الطالبان”: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- “مجتهدان”: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- المسلمون يؤدون الحج.
- “المسلمون”: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
- “يؤدون”: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- “الحج”: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية في محل رفع خبر مبتدأ.
2. الضمير
المبتدأ قد يأتي أيضًا على شكل ضمير منفصل، في حين أن الضمير المتصل لا يُعتبر مبتدأ لأنه لا يأتي مستقلًا. الضمير المنفصل، مثل “أنا” أو “نحن”، يمثل المتكلم، بينما الضمائر مثل “أنتَ” و”أنتِ” تمثل المخاطب. وعند استخدام الضمير المنفصل في بداية الجملة، يُعرب في محل رفع مبتدأ. إليكم بعض الأمثلة:
- أنا كاتب مجتهد.
- “أنا”: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- “كاتب”: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “مجتهد”: صفة للكاتب مرفوعة، وعلامة رفعها الضمة الظاهرة على آخرها.
- أنتِ فتاة تخافين الله.
- “أنتِ”: ضمير منفصل مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
- “فتاة”: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “تخافين”: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- “الله”: لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية في محل رفع صفة للفتاة.
- هما رجلان ذكيان.
- “هما”: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- “رجلان”: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- “ذكيان”: صفة للرجلين منصوبة، وعلامة نصبها الألف لأنها مثنى.
3. المصدر المؤول
المصدر المؤول هو تركيب يتكون من حرف مصدر يليه جملة اسمية أو فعلية. يُعرب المبتدأ من خلال الحرف المصدري وما يليه من فعل مضارع. على سبيل المثال، في قول الله عز وجل {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ} نجد أن المصدر المؤول المتمثل بالحرف المصدري والفعل المضارع يُعرب في محل رفع مبتدأ، حيث يكون التقدير “صيامُكم خير”. يُستخدم هذا النوع كثيرًا في اللغة العربية. إليك بعض الأمثلة:
- {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}
- “وأن”: الواو استئنافية، وأن حرف مصدري ناصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- “تصوموا”: فعل مضارع منصوب بالحرف المصدري، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والمصدر المؤول في محل رفع مبتدأ.
- “خير”: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “لكم”: اللام حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر اسم مجرور، والميم للجمع.
- أن تعمل بجد خير ورزق.
- “أن”: حرف مصدري ناصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- “تعمل”: فعل مضارع منصوب بالحرف المصدري، وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، والمصدر المؤول في محل رفع مبتدأ، والتقدير “عملك”.
- “بجد”: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، “جد”: اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- “خير”: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “ورزق”: الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، “رزق”: اسم معطوف على “خير” مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
تمارين على أنواع المبتدأ
- أخوك رجل طيب.
- “أخوك”: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الستة، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
- “رجل”: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “طيب”: نعت مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- أنتم رجال الحق.
- “أنتم”: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- “رجال”: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
- “الحق”: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- أن تساعد أمك شرف لك.
- “أن”: حرف مصدري ناصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- “تساعد”: فعل مضارع منصوب بالحرف المصدري، وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، والمصدر المؤول في محل رفع مبتدأ، والتقدير “مساعدتك”.
- “أمك”: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
- “شرف”: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “لك”: اللام حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والكاف ضمير متصل مبني على السكون في محل جر اسم مجرور.
- هذان رجلان مؤدبان:
- “هذان”: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- “رجلان”: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- “مؤدبان”: صفة مرفوعة، وعلامة رفعها الألف لأنها مثنى.
يتضح مما سبق أن المبتدأ يجب أن يأتي في بداية الجملة دون أي عامل قبله. وبمجرد أن يكون مرفوعًا، يحتاج إلى خبر يكمل المعنى، إذ بدون الخبر لا يمكن اعتبار الجملة ذات معنى.