الوسواس القهري
غالباً ما يستخدم مصطلح الوسواس لوصف التصرفات المبالغ فيها للأفراد، مثل الحرص على نظافة الأشياء أو ترتيبها بطريقة معينة. ومع ذلك، عند التطرق إلى اضطراب الوسواس القهري (Obsessive-Compulsive Disorder) أو ما يعرف باختصار OCD، نجد أن المشكلة تتعدى الأفعال العادية لتصبح قضية تؤثر بشكل جذري على جودة حياة المصاب، حيث تواجهه العديد من التحديات. يتطور هذا الاضطراب بشكل تدريجي، حيث تظهر أعراضه مع الوقت، وتتضمن سيطرة هواجس أو وساوس تؤدي إلى حيرة وفوضى في حياة الفرد. بعض المصابين قد يعانون من سلوك قهري يتجلى في تكرار بعض الأفعال بشكل دوري أو اتباع نمط معين يشعرهم بالالتزام، مما قد يقود إلى تجارب من الهواجس والسلوك القهري بصورة متزامنة.
أنواع الاضطراب الوسواسي
يمكن تصنيف اضطراب الوسواس القهري إلى عدة أنواع استناداً إلى الأعراض التي يعاني منها المصاب. ومن أبرز هذه الأنواع:
- وسواس التلوث: يعاني الأشخاص الذين يمتلكون هذا النوع من الاضطراب من قلق مفرط والخوف من التلوث، مما يدفعهم للقيام بغسل اليدين والجسم بشكل متكرر أو تنظيف الأشياء بإفراط. يتضمن ذلك تجنب بعض الأماكن مثل المراحيض العامة أو لقاء الآخرين خوفاً من انتقال الجراثيم.
- الاجترار الوسواسي: يتمثل هذا النوع في التفكير المفرط في مواضيع تثير استغراب المريض، حيث يدور في ذهنه دون أي تحصيل لنتائج أو حلول مرضية، وينشغل بال الأفكار غالباً حول قضايا دينية أو فلسفية.
- الأفكار المزعجة: يعاني المصاب من تكرار أفكار مزعجة أو مرعبة تؤثر على سير حياته اليومية وعلاقاته. وتتمثل الشكوك لدى هؤلاء في مختلف نواحي العلاقات أو الاستجابة للميول الجنسية، وقد يؤدي ذلك إلى تجنب بعض الأشخاص أو الأنشطة.
- التفتيش أو التفقّد القهري: هذا الاضطراب يتجلى في تكرار الفحص المفرط للأشياء، مثل التأكد من إغلاق الموقد أو الأبواب. يمضي المصاب فترات طويلة في هذه السلوكيات، مما يؤثر سلباً على حياته اليومية.
- الاكتناز القهري: حيث يقوم الفرد بجمع الأشياء التي يعتبرها عديمة الفائدة بشكل مفرط، ولا يستطيع اتخاذ قرار بالتخلص منها.
- وسواس الترتيب: يعاني المصاب من احتياج مفرط لتنظيم كل شيء بطريقة معينة، ما يؤدي إلى إهدار وقت وجهد كبيرين، خاصةً عند محاولة الحفاظ على ترتيب الأشياء.
عوامل خطر الإصابة بالوسواس القهري
توجد عدة نظريات تفسر أسباب زيادة خطر الإصابة بالوسواس القهري، تشمل العوامل التالية:
- اختلالات المناعة الذاتية: مثل تلك المرتبطة بعدوى بكتيريا العقدية لدى الأطفال، والتي يمكن أن تسبب ظهور أعراض الوسواس القهري.
- العوامل الوراثية: أظهرت الأبحاث أن وجود اضطراب متعلق في العائلة يمكن أن يزيد من المخاطر، على الرغم من عدم تحديد جينات معينة بعد.
- الاضطرابات الكيميائية: تمثل اختلال مستويات السيروتونين في الجسم أحد العوامل المحتملة للإصابة بالوسواس القهري، حيث يلعب هذا الهرمون دوراً في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية.
- التوتر النفسي: يعتبر التعرض لأحداث مؤلمة أو صدمات من العوامل البيئية التي قد تسهم في تفاقم الحالة.
- الاكتئاب: قد يكون الاكتئاب مرتبطاً بالوسواس القهري كأحد النتائج المترتبة على اضطربات الوسواس أو كسبب أساسي له.