أنواع مرض السل

تشير الإصابة بعدوى السل، والمعروفة أيضاً بالتدرن أو الدرن (بالإنجليزية: Tuberculosis) واختصارًا TB، إلى وجود بكتيريا في جسم الفرد، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه مصاب بالمرض. هناك نوعان رئيسيان من هذا المرض، وسنوضح كل منهما بالتفصيل أدناه:

السل الكامن

السل الكامن (بالإنجليزية: Latent tuberculosis) هو حالة غير معدية تتميز بوجود البكتيريا في الجسم بشكل غير نشط. في هذه الحالة، لا تتكاثر البكتيريا ولا تسبب أي أعراض، مما يعني أن الشخص المصاب يصبح غير مدرك لإصابته. غالبية الأشخاص المصابين بالسل الكامن يحتفظون بالبكتيريا في حالة خاملة طوال حياتهم. قد يتمكن جهاز المناعة في بعض الأحيان من القضاء على أو السيطرة على البكتيريا، مما يمنع تطور السل الكامن إلى شكل نشط.

عند إجراء اختبارات الكشف عن السل، تظهر نتائج إيجابية، سواء من خلال اختبار الجلد أو اختبار الدم، وتكون صور الأشعة السينية للصدر طبيعية. كما لا تحتوي البلغم أو اللعاب على البكتيريا. تشير الدراسات إلى أن غالبية الأشخاص المصابين بعدوى السل الكامن لا تتطور إصابتهم إلى السل النشط عند تلقي العلاج المناسب، ورغم ذلك، يبقى هناك إمكانية لتطور infection خلال المستقبل.

السل النشط

السل النشط (بالإنجليزية: Active tuberculosis) يحدث عادةً نتيجة استنشاق هواء يحتوي على بكتيريا السل. بينما يحاول جهاز المناعة مقاومة تكاثر هذه البكتيريا، إلا أنه قد يفشل في ضرب جميعها، مما يؤدي لنموها في الأنسجة الخاصة بالعدوى الأولية. وعادةً ما تبقى هذه البكتيريا غير نشطة لسنوات. إذا تعرض جهاز المناعة لبعض الضعف، تبدأ البكتيريا في التكاثر وتؤدي إلى ظهور الأعراض بعد حوالي ستة إلى ثمانية أسابيع من الإصابة الأولية.

في حالة السل النشط، تظهر الأعراض وتكون نتائج الاختبارات إيجابية. كما يُظهر اللعاب أو البلغم بكتيريا السل، وتكشف الأشعة السينية عن وجود المرض، خصوصاً إذا كانت البكتيريا تعيش في الرئتين، حيث يمكن أن يقوم هؤلاء الأشخاص بنقل العدوى إلى الآخرين.

غالبية حالات السل النشط بين البالغين تعود إلى إعادة تنشيط عدوى السل الكامن. وهناك عوامل عديدة تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، مثل:

الأشخاص المسنون.
الأفراد ذوي التغذية السيئة، مثل الأطفال في الدول النامية.
الإفراط في استهلاك الكحول.
الأطفال الصغار والرضع.
الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو السرطان أو مشاكل الكلى أو فيروس نقص المناعة البشرية.
من يتناولون أدوية تؤثر على جهاز المناعة.
الأشخاص الذين يتلقون علاجًا غير مناسب للسل.
المتعاطون للعلاج الكيميائي للسرطان.
الأشخاص الذين عانوا من جراحة لاستئصال أو جزء من المعدة.
فقدان الوزن الكبير.
استخدام المخدرات عبر الحقن.
الذين تعرضوا لعدوى السل لأول مرة خلال السنتين إلى الخمس سنوات الماضية.
عوامل غير معروفة تؤدي لإعادة تنشيط عدوى السل الكامن.

السل الرئوي

يُعتبر السل الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary tuberculosis) الأكثر تأثراً بالرئتين، ويسبب أعراضاً مختلفة، تشمل:

سعال مستمر يمتد لأكثر من ثلاثة أسابيع.
سعال ينتج عنه بلغم، قد يتضمن دمًا في بعض الحالات.
ألم في الصدر وصعوبة في التنفس.

السل الدخني

السل الدخني (بالإنجليزية: Miliary tuberculosis) هو نوع من السل النشط، يمتد انتشاره إلى خارج الرئتين. تنتقل بكتيريا السل من الرئتين عبر مجرى الدم إلى أجزاء مختلفة من الجسم، مما يؤدي إلى تكون درنات صغيرة تشبه الجبن. يُعتبر هذا النوع من السل شديد الخطورة وقد يهدد الحياة.

السل خارج الرئوي

السل خارج الرئوي (بالإنجليزية: Extrapulmonary tuberculosis) يحدث عندما يصبح السل نشطًا في أجزاء أخرى من الجسم مثل العظام أو الكليتين أو العقد اللمفاوية أو المثانة أو الجهاز التناسلي أو الجهاز العصبي. تتأثر هذه الأجزاء سواء كانت الرئتين مصابتين أم لا. قد تمتد العدوى إلى العمود الفقري أو حتى الجلد، حيث تنتقل البكتيريا من خلال مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي إلى أجزاء الجسم المختلفة. غالباً ما يكون هذا النوع من السل أكثر شيوعًا بين الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وتعتمد العلامات والأعراض على مكان العدوى.

السل المقاوم للأدوية المتعددة

السل المقاوم للأدوية المتعددة (بالإنجليزية: Multidrug-resistant tuberculosis) أو MDR-TB هو شكل من أشكال السل النشط حيث تُظهر البكتيريا مقاومة للأدوية المخصصة كخط دفاع أول، مثل الأيزونيازيد (بالإنجليزية: Isoniazid) والريفايمبسين (بالإنجليزية: Rifampicin). يتطلب علاج هذا النوع من السل أدوية من الخط الثاني، والتي تكون محدودة وتحتاج لعلاج كيميائي مكثف لمدة عامين. كما أن تكلفة العلاج مرتفعة وتترافق مع آثار جانبية عديدة. تتشكل سلالات البكتيريا المقاومة عندما تفشل المضادات الحيوية في القضاء على جميع البكتيريا، مما يؤدي لظهور بكتيريا جديدة مقاومة. وقد ينتج هذا عن سوء استخدام الأدوية أو إيقاف العلاج قبل المدة الموصى بها.

حقائق عن مرض السل

يعتبر السل مرضًا معديًا تسببه بكتيريا تُدعى المتفطرة السلية (بالإنجليزية: Mycobacterium tuberculosis)، والتي تنتقل من شخصٍ إلى آخر من خلال الرذاذ الناتج عن سعال أو عطس أو حديث المصاب. غالباً ما تؤثر هذه البكتيريا على الرئتين، لكنها قد تلحق الأذى بأجزاء أخرى من الجسم أيضًا.

للمزيد من المعلومات حول مرض السل، يمكن مطالعة المقال التالي: (مرض الدرن).

فيديو يوضح أنواع السل

يتناول الفيديو أنواع مرض السل وتفاصيلها.