أهمية التوحيد كأول واجب على المكلف
قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ)، مما يبرز حق الله على العباد بضرورة عبادته وتجريد العبادة له، دون شركاء. ومن جهته، فإن حقّهم عليه -جل جلاله- هو وعدٌ بعدم عذابهم إن هم اتبعوا التوحيد، مما يسهم في إبراز أهمية التوحيد باعتباره الأساس الذي تبنى عليه جميع الشرائع.
ومن يحقق التوحيد يحظى بأعمال صالحة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمعاوية حين أرسله إلى اليمن: (فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله -تعالى-).
أهمية التوحيد كمفهوم وجودي
يعتبر التوحيد أساس الخير وأصله؛ إذ لا يمكن الوصول إلى الجنة دون تحقيقه. من لا يدرك التوحيد كما ورد في رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- فمصيره إلى عذاب النار. لذلك، يُعتبر التوحيد من أروع الفضائل، بينما يُعدّ الشرك من أبشع الرذائل. يقول الله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
أهمية التوحيد في أداء العبادة الفردية
إن الله -تعالى- لا يقبل العبادة إلا بتوحيد خالص، كما أن أي عمل لا يُقبل إلا بتحقيق هذا التوحيد. فالعبادة الخالصة لله شرط أساسي لنيل القبول، حيث إن العديد من العبادات تستلزم ترديد كلمة التوحيد.
فمن الأمثلة على ذلك الأذان، الذي يقوم على التوحيد، وكذلك الصلاة، حيث يقول الله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)، بمعنى أن تُصلى لتذكرني، إذ إن الصلاة تتضمن أذكارًا كثيرة، ولذا حظيت بفضل كبير بين سائر العبادات.
أهمية التوحيد كأحد أسباب النصر والأمان
تحقيق التوحيد يعد من الأسباب الرئيسية للنصر والقوة والتمكين. فتلك القوة التي يُستمدّها الموحّد من الله تبقى نشطة طالما استمر في توحيده. وقد جعل الله -تعالى- من تحقيق التوحيد سببًا رئيسيًا لنصر المؤمنين، بينما الشرك يعتبر سببًا للهزيمة، كما قال الله -تعالى-: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، وأيضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
أهمية التوحيد كسبب في نزول الكتب وبعثة الرسل
إن الهدف الأساسي من بعثة الرسل ومهمة الأنبياء في حياة البشر هو توحيد الله -تعالى-. فلقد كانت دعوة الرسل إلى قومهم تتركز على توحيد الله والإخلاص في العبادة، وهذا هو جوهر الرسالة لجميع الأنبياء، حيث يقول الله -تعالى-: (لَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اعبُدُوا اللَّهَ وَاجتَنِبُوا الطَّاغُوت).
أهمية التوحيد في القرآن والسنة
هناك العديد من النصوص القرآنية والحديث النبوي التي تسلط الضوء على أهمية التوحيد، منها:
- (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ).
- (أَيُشرِكونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ).
- (أَم جَعَلوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِم قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ).
- (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ).
- (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ).
أثر التوحيد في حياة المسلم
يمكن تلخيص بعض الآثار الإيجابية للتوحيد في النقاط التالية:
- أكبر سبب لنيل رضا الله -تعالى-.
- وعد الجنة للمخلصين بإذن الله.
- مغفرة الذنوب.
- تخفيف الكروب في الدنيا والآخرة.
- لا يخلد الموحّد في النار، حتى وإن كان من العصاة.