فهم التخطيط
التخطيط هو مصدر الفعل (خطَّطَ)، وعندما نقول: “خطَّط لمستقبله”، فإننا نعني أنه قام بإعداد استراتيجية لأعماله ومشروعاته المستقبلية. يتضمن التخطيط وضع خطة مدروسة تشمل الجوانب الاقتصادية والتعليمية والإنتاجية وغيرها في الدولة. ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى تعريف موحد للتخطيط، حيث تختلف الآراء بين الباحثين. ويُعتبر التخطيط بمثابة عملية ذكية وتصرف عقلي يهدف إلى تنفيذ الأعمال بشكل منظم، مع ضرورة التفكير قبل البدء في تنفيذ الأعمال، حيث يرتكز على الحقائق والوقائع بدلاً من التخمينات. كما يُعتبر التخطيط من الوظائف الرئيسية للإدارة حيث يتولى مسؤوليات تحديد الاستراتيجيات والأهداف والبرامج والسياسات، بالإضافة إلى اتخاذ القرارات التي تؤثر في شكل المؤسسة. ومن المفيد أن نفهم التخطيط كعملية تفكير تهدف إلى تحديد ما يجب فعله في المستقبل، وكيفية إنجازه، والمدة الزمنية لتنفيذه. يتطلب ذلك وضوحًا في الرؤية، وتوقعات دقيقة، واستعداداً عالياً.
أهمية التخطيط في حياتنا
على الرغم من أن التخطيط يتطلب الوقت والجهد والتكاليف، إلا أنه يُعود بالفائدة على الأفراد والمجتمعات والأطر التعليمية. وفيما يلي عرض لأهمية التخطيط وميزاته بناءً على جانبين رئيسيين:
- أهمية التخطيط العام:
- تسليط الضوء على الأهداف التي يجب على الأفراد والجماعات العمل على تحقيقها.
- تحديد العناصر الأساسية التي تتطلبها إنجاز الأهداف مسبقًا.
- اختيار الطريقة الأكثر ملاءمة لتحقيق الأهداف والتنسيق بين الجهود المختلفة.
- ربط تنفيذ الأعمال بالوقت، والذي يُعتبر عنصراً أساسياً في الإنتاج.
- الإشارة إلى المشكلات والمخاطر المحتملة أثناء تنفيذ الخطط، لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
- زيادة مستوى الرضا عن تنفيذ العمل وفعاليته.
- التأكيد على استخدام الموارد المتاحة بكفاءة.
- تحديد الأولويات بناءً على الاحتياجات الفعلية.
- تحقيق التكامل بين مختلف مراحل العمل وتنسيقه.
- تنبؤ المستقبل ووضع الافتراضات المتوقعة.
- أهمية التخطيط في النظام التعليمي:
- تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية من خلال التوظيف المنظم للعناصر التعليمية.
- تقليل الفاقد التعليمي وتقليل احتمالية الأخطاء من خلال تحسين طرق العمل.
- رفع مستوى كفاءة النظام التعليمي من خلال تطوير أساليب العمل.
- التنبؤ بالتغيرات المتوقعة في أعداد الطلبة والمعلمين وتطوير خطط مناسبة لها.
- تحقيق التكامل بين جميع جوانب النظام التعليمي.
- ربط التنمية التربوية بجوانب التنمية الأخرى ويشمل ذلك الجوانب الاجتماعية والاقتصادية.
خصائص ومزايا التخطيط
هناك العديد من الخصائص والمزايا المتعلقة بالتخطيط بشكل عام، ومن بين أهم مزاياه:
- وضع الأهداف وترجمتها إلى إجراءات قابلة للتنفيذ.
- تطبيق الطرق والأساليب العلمية لاكتشاف الأزمات وتحليلها.
- تحديد المراحل المطلوبة والإجراءات المرتبطة بعملية العمل.
- توفير الموارد البشرية والمادية بشكل منظم، مما يساعد على تحقيق الأهداف.
- تحقيق الرقابة المناسبة على الأعمال والأنشطة وحل المشكلات التي قد تعترضها.
- خلق مناخ أمني نفسي للأفراد داخل مجتمعاتهم.
عوائق التخطيط
توجد عدة عوائق قد تحد من فعالية التخطيط، ومن أبرز هذه العوائق:
- قصور في جمع وتحليل البيانات والمعلومات اللازمة لإعداد الخطط.
- وجود اتجاهات سلبية لدى العاملين تجاه الخطة مما يؤثر على فاعليتها.
- عدم دقة الافتراضات التي تستند إليها الخطط.
- إغفال الجانب الإنساني وتجاهل العاملين أثناء إعداد الخطط.
- الإعتماد على جهات خارجية في وضع الخطط، مما قد ينتج عنه عدم ملاءمتها للظروف المحلية.
- عدم الانتباه للتغيرات الواقعية والظروف المحيطة.
- عدم اتباع الأساليب الصحيحة في عملية التخطيط.
أنواع التخطيط
تتعدد الأهداف التي تسعى المؤسسات لتحقيقها، مما ينتج عنه تنوع في أنواع التخطيط، وفيما يلي أبرز ثلاثة أنواع من التخطيط:
- التخطيط الاستراتيجي: يركز على صياغة الأهداف العامة للمؤسسة وتوجيه مسارها في المستقبل.
- التخطيط التكتيكي: يتعلق بالخطوات التنفيذية لكيفية تنفيذ الخطط الاستراتيجية وفق الموارد المتاحة.
- التخطيط التشغيلي: يركز على إدارة الخطط التشغيلية ويعود إلى الإدارة الدنيا.