يعتبر الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني واحدًا من أبرز الأئمة الذين كرسوا حياتهم لخدمة علم الحديث. في هذا السياق، يقدم موقع مقال maqall.net لمحة شاملة عن سيرة هذا الإمام وتلاميذه البارزين.
ابن ماجه
- كان ابن ماجه موضع ثقة وتقدير من قبل معاصريه، ويعتبر من الأئمة الكبار وفحول المحدثين، حيث كثيرًا ما أشار المؤرخون إلى تفوقه في هذا المجال.
- ومن أبرز الشهادات التي أُعطيت له، وصف صاحب كتاب “التدوين في تاريخ قزوين” له بأنه (إمام من أئمة المسلمين، عظيم متقن، مقبول بالإجماع)، وأيضًا ما قاله الذهبي عنه بأنه (حافظ صدوق واسع العلم).
- رغم هذه الإنجازات، للأسف تعرضت العديد من مؤلفاته لعدم الاهتمام والضياع، حيث وصف ابن كثير في كتابه “البداية” تفسيره للقرآن بأنه تفسير غني، وأشار إليه الأسيوطي في “الإتقان في علوم القرآن”.
- كما كان لدى ابن ماجه كتاب في التاريخ؛ ظل موجودًا لفترة طويلة بعد رحيله، حيث اطلع عليه الحافظ ابن طاهر المقدسي الذي رأى عليه تعليقات من أحد تلاميذه (جعفر بن إدريس)، وأشاد به ابن كثير بأنه تاريخ شامل، فيما أشار ابن خلكان إلى أنه تاريخ جميل.
- يعتبر كتاب “السنن” لابن ماجه العمل الوحيد المتبقي من كتبه الأخرى، وهو يُعد الكتاب الرابع من بين كتب السنن المعروفة والتي تشمل: سنن أبي داود والترمذي والنسائي.
- قضى ابن ماجه الراتب المتبقي من حياته في قزوين مكرسًا جهوده لتحصيل علم الحديث وروايته، حتى وافته المنية يوم الإثنين وتم دفنه يوم الثلاثاء في 22 رمضان عام 273 هجريًا.
المعلومات حول أشهر تلاميذ ابن ماجه
- تنوع وتعدد طلاب العلم الذين تتلمذوا على يد الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه.
- فمنهم من اقتصر على رواية الأحاديث عنه.
- بعضهم روى كتاب “السنن” عنه.
- بينما تميز آخرون بعلمهم الغزير وشهرتهم حتى أصبحت رواياتهم الأكثر قبولًا، وكان لهم دور في اشتهار كتاب “السنن”.
أشهر تلاميذ ابن ماجه
من أبرز تلاميذ ابن ماجه هم الذين رووا عنه كتاب “السنن”، ويشمل ذلك:
الحافظ أبو الحسن
- الحافظ أبو الحسن بن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القطّان القزويني، يعتبر من أهم تلاميذ ابن ماجه، واشتهر بالصلاح وكثرة العبادة.
- وُلد عام 254 هجريًا وتوفي عام 345 هجريًا، وله ثلاثة أبناء هم: محمد، الحسن، والحسين.
- كان حافظًا للعديد من العلوم مثل: التفسير، الفقه، النحو، وعلم اللغة.
- في مجال الحديث، أضاف توضيحات على كتاب شيخه “السنن” مستفيدا من المزيد من الشيوخ الآخرين.
أبو عبد الله أحمد
- أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن الخليل الخليلي، جد أحد الحفظة المعروفين، أبو يعلى الخليلي.
- قام حفيده الخليلي بالإشارة إلى شغف جده بالعلم الذي قاده للسفر بين عدد من المشايخ لاستماع الحديث من مناطق متعددة مثل: نهاوند وهمذان.
- وذكر الخليلي أيضًا أن جده سمع الأحاديث من ابن ماجه وهو متواجد في قزوين، وشارك في كتابة مسنده أيضًا.
أبو داود سليمان
- أبو داود سليمان بن يزيد بن سليمان الفامي القزويني.
- كان شيخًا كبير السن، وسافر إلى العديد من المناطق مثل: الري والعراق ومكة وصنعاء.
- توفي عام 339 هجريًا.
تلاميذ آخرون لابن ماجه
- أبو جعفر محمد بن عيسى المثطوعي الأبهري.
- أبو بكر حامد بن ليقوية الأبهري.
- سليمان بن يزيد الفامي.
أشهر تلاميذ ابن ماجه الذين قاموا برواية بعض الأحاديث عنه
- علي بن سعيد بن عبد الله الغداني.
- إبراهيم بن دينار الحوشبي الهمذاني.
- أبو الطيب أحمد بن روح الشعراني.
- إسحاق بن محمد القزويني.
- جعفر بن إدريس.
- الحسين بن علي بن يزدانيار.
- محمد بن عيسى الصفار.
- أبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المديني الأصبهاني.
- محمد بن علي بن خشرماه القزويني.
- محمد بن عبد الله الأصبهاني أبو بكر القزويني.
نشأة ابن ماجه وحياته
ابن ماجه، المعروف أيضًا باسم محمد بن يزيد بن ماجه، هو من العلماء البارزين في الإسلام. وُلد في نيسابور خلال القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، وهى مدينة تقع على ما يُعرف الآن في إيران. توفي عام 273 هـ (حوالي 886 م) في مدينة بغداد.
ابن ماجه كان عالمًا بارعًا في علوم الحديث، حيث قام بجمع وتحقيق الأحاديث النبوية، وألف كتابًا مشهورًا يُعرف باسم “سنن ابن ماجه”، الذي يُعتبر من بين الكتب الستة التي تُعد الأصح في مجال الحديث النبوي الشريف. يُعتبر هذا الكتاب من المصادر الهامة لفهم ودراسة السنة النبوية.
بالإضافة إلى ذلك، كان ابن ماجه معروفًا بمساهماته في مجالات عدة، بما في ذلك الفقه وعلم الكلام والتصوف. كان له تأثير كبير على العلماء والمفكرين في عهده وفي العصور اللاحقة.
ترك ابن ماجه إرثًا علميًا قيمًا في مجال الإسلام، ويُعتبر إسهامه في جمع وتنقيح الأحاديث النبوية أحد أبرز إنجازاته.