أبرز مؤلفات الإمام الشافعي
كتاب الأم
يُعَدُّ كتاب الأم من أبرز المؤلفات للإمام الشافعي، حيث اتفق العلماء على صحة محتواه وأنه يُنسب للإمام بشكل موثوق. يمثل الكتاب مرجعًا أساسيًا في المذهب الشافعي، وقد قام الإمام الشافعي بكتابته أثناء تواجده في مصر، حيث صاغه وفق أبواب الفقه. بدأ الكتاب، كما هو متبع في الأعمال العلمية، بآية البسملة، وتناول في بدايته موضوع الطهارة مستشهدًا بقول الله سبحانه وتعالى: (إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ). ومن الملاحظ أن الإمام الشافعي كان يقدم آراءه مدعومةً بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
أُطلق على الكتاب هذا الاسم كونه يمثل خلاصة فقه الإمام الشافعي. ولم يقم الإمام بتدوين الكتاب بنفسه، بل كان يُلقيه على طلابه في مصر، ليقوم تلميذه البويطي بتدوينه، ثم أعاد ترتيبه الربيع بن سليمان المرادي، وهو أيضًا من تلاميذه، حيث تم ترتيبه على نمط عمل الإمام أبي حنيفة.
كتاب الرسالة
يمثل كتاب الرسالة إحدى المؤلفات ذات الأهمية الكبرى عند الإمام الشافعي، حيث قام بتأليفه مرتين. كانت المرة الأولى في بغداد، بناءً على طلب عبد الرحمن بن مهدي، الذي سأل الإمام أن يؤلف كتابًا يوضح فيه شروط الاستدلال بالقرآن والسنة والإجماع والقياس ومواضيع أخرى، وهو ما حققه الإمام الشافعي وأرسل نسخه للمهدي، ولذا وُصف الكتاب بالرسالة القديمة. وعندما انتقل الشافعي إلى مصر، أعاد تأليفه مؤلفًا جديدًا أطلق عليه اسم الرسالة الجديدة.
يُعتبر كتاب الرسالة أول عمل مُفصل في أصول الفقه، وقد حرص الإمام الشافعي على أن تكون جميع الأحاديث المُستشهد بها ثابتة ودقيقة. كما كان منهجه يتمثل في الاختصار، بحيث جاء الكتاب بصيغة سؤال وجواب. وأشار الإمام المزني إلى أن هذا الكتاب قد قرأه خمسمائة مرة، وكل قراءة كانت تضيف له فائدة جديدة.
مسند الإمام الشافعي
يُعتبر كتاب مسند الإمام الشافعي تجميعًا لمرويات الإمام، وتم جمع تلك الروايات من قبل تلميذه الربيع بن سليمان. يحتوي الكتاب على (1675) حديثًا، تم ترتيبها بحسب الأبواب الفقهية، حيث بدأت بباب الوضوء وانتهت بكتاب اختلاف علي وعبد الله. كان هناك العديد من العلماء الذين اهتموا بترتيب هذا الكتاب، بما في ذلك الأمير سنجر بن عبد الله الجاولي والدكتور ماهر الفحل. وقد قام الإمام أبو السعادات ابن الأثير بترتيب الكتاب حسب الأبواب الفقهية بشكل مجرد من الأسانيد.
تفسير الإمام الشافعي
يُعَدُّ تفسير الإمام الشافعي من الكتب الحيوية في تفسير القرآن الكريم، حيث أظهر الإمام الشافعي مكانة رفيعة في هذا المجال. وقد أثنى عليه شيخه سفيان بن عيينة وأشار إلى أنه ينبغي للناس الرجوع إليه في تفسير كتاب الله. من بين ميزات تفسير الإمام الشافعي:
- وضوح الألفاظ وبساطة العبارات، مما يسهل على القارئ والدارس استيعاب المعاني دون مشقة.
- اعتماده على قواعد وأصول المذهب الشافعي في تفسير الآيات.
- استخدامه عدة مصادر لتفسير القرآن، بدءًا بتفسير القرآن بالقرآن، ثم السنة، وأقوال الصحابة، ثم إجماع أهل العلم، قبل اللجوء إلى القياس وتفسيرات العلماء السابقين والمعاصرين، وأخيرًا لغتنا العربية لدعم النصوص بمفهومها.