أول سرية في تاريخ الإسلام
تُعتبر سرية حمزة بن عبد المطلب أول سرية أرسلها الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد أُقيم فيها أيضًا أول لواء للمسلمين. وقعت هذه السرية في شهر رمضان من العام الأول للهجرة النبوية، وجاءت تنفيذًا لأمر الله سبحانه وتعالى في خوض المعارك، وبث الرعب في قلوب المشركين. إذ علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعودة قافلة قريش المحملة بالسلع والأموال بقيادة أبي جهل، والتي كانت محروسة بثلاثمئة مقاتل، بينما قوبل رجالهم بثلاثين مقاتلاً من المهاجرين. ورغم ذلك، لم يحدث قتال بين الطرفين، حيث تم التوصل إلى مصالحة بوساطة أحد الرجال من بني جهينة. وقد ترتبت على هذه السرية العديد من الآثار، منها تزايد الخوف في قلوب المشركين وإدراكهم للتهديد الذي يحيط باقتصادهم وتجارة قريش. أما بالنسبة للمسلمين، فقد شكلت هذه السرية حافزًا معنويًا للقتال ضد الأعداء، وأعطتهم روح الحماس والشجاعة.
السرايا التي أرسلها الرسول
أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما يزيد عن ثلاثة وسبعين سرية، وفيما يلي عدد من السرايا المهمة:
- سرية عبيدة بن الحارث التي وقعت في شهر شوال من السنة الأولى للهجرة، وكانت متوجهة إلى بطن رابغ.
- سرية عبد الله بن جحش التي حدثت في السنة الثانية للهجرة إلى نخلة.
- سرية عمرو بن أبي أمية، التي تمت في السنة الرابعة للهجرة في محاولة لقتل أبي سفيان.
- سرية زيد بن حارثة في السنة السادسة للهجرة، التي كانت إلى بني سليم في شهر ربيع الآخر.
- سرية خالد بن الوليد التي جرت في السنة الثامنة للهجرة، والتي كانت تهدف إلى تدمير صنم العزّى.
السرايا التي سبقت غزوة بدر
تم تنفيذ العديد من السرايا قبل حدوث غزوة بدر، وذلك لتحقيق أهداف متعددة لصالح المسلمين؛ منها: تسليط الضوء على أهمية الاستطلاع العسكري والاستعداد للفتوحات الإسلامية، من خلال معرفة الطرق المؤدية إلى مكة، وكذلك التعرف على القبائل المحيطة بالمدينة، وإبرام معاهدات مع بعضها.