أحاديث حول الحزن على الفقيد
توجد مجموعة من الأحاديث التي توضح مدى حزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الفقد، ومن أبرز هذه الأحاديث ما يلي:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن للعين دمعت وللقلب حزنٌ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون).
- روى أسامة بن زيد، قائلاً: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءته رسالة إحدى بناته تدعوه إلى ابنها الذي يوشك على الموت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب وقل لها إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى، فليصبروا ولتحسب). ثم أرسلها الرسول مرة ثانية، مؤكداً أنها ستأتي، فقام النبي عليه الصلاة والسلام بصحبة سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل، وحين دخل عليهم كان الطفل في لحظاته الأخيرة، فدمعت عيناه، فقال سعد للنبي: يا رسول الله! فقال: هذه رحمة وضعها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).
- تروي السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها شاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّل عثمان بن مظعون بعد وفاته، ودموعه تنهمر على لحيته.
مشروعية الحزن على المرحوم
إن الحزن والبكاء على الفقيد جائز، حيث لم يصدر أي فتوى تحرّم ذلك. ولكن المحرم هو النياحة التي تتضمن انتهاكات شرعية، مثل تمزيق الملابس أو ضرب الخدود وإظهار الاعتراض على قدر الله.
عن عبد الله بن عمر قال: (اشتكى سعد بن عبادة فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزوره مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود، وعندما دخل عليه وجده في حالة ضيق. فسأل: هل قد قضى؟ قالوا: لا، يا رسول الله، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاءه بكى الجميع. فقال: ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكنه يعذب بهذا، وأشار إلى لسانه، أو يرحم).
أدعية لمواساة عائلة الفقيد
يمكن للمسلم الدعاء بالآتي لمواساة أهل الفقيد:
- إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى، فليصبروا ولتحسبوا.
- أعظم الله أجركم، وأحسن عزاكم، وغفر لميتكم وجبر مصيبتكم.
- اللهم يا قريب يا مجيب دعوة الداعي إذا دعاك، ارحم الفقيد واغفر له، وامنح أهله الصبر.
- اللهم اغفر له وارحمه وعافه، وأكرم نزله ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغفر لحيّنا وميتانا وكبيرنا وصغيرنا.
- أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزق فقيدكم الجنة بلا حساب، ولا سابقة عذاب، وأن يربط على قلوبكم، ويثلج صدوركم، ويجمع بينكم في جنة الرحمن.
- إنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته، ويعمه بمغفرته، ويتقبله برضا، وأن يحشره مع الصالحين تحت لواء سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
- جبر الله كسركم، وأعانكم على مصابكم، ومنحكم الصبر والسلوان، وأحسن الله عزاءكم، ووقاكم فتنة الحياة والممات، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
- جعلكم الله من الصابرين المحتسبين الذين يوفون أجرهم دون حساب، ورفع درجاتكم وغفر لميتكم، ومنحكم طول البقاء بعده، ووقاكم فتنة الحياة والممات، وغفر الله لميتكم ورحمه ووسع له في قبره.