قصيدة رحلة في العيون الزرق
أَسُوحُ في تلكَ العيونِ
كالسفن التي تبحرُ عبر الظنونِ
هذا الصفاءُ الحنونُ
أَشُقُّ صبحي .. أَشُقُّ
وتَعْلمُ عيناكِ أنني
أُجَدِّفُ عبرَ القُرُونِ
كالجُزرِ .. فهل تدركين؟
أنا أولُ المبحرينَ على
حِبالي هناكَ .. فكيفَ
تقولين أن هذا جُفُونٌ؟
تجرحُ صدرَ السكونِ
تساءلتِ، والفُلْكُ سَكْرَى
أفي أبدٍ من نجومٍ
ستُبحرُ؟ أليس هذا جنونًا؟
قَذَفْتُ قُلُوعي إلى البحر
لو فكرتْ أنْ تَهونَ
على مرفأ لن يكون ..
عزائي إذا لم أعدْ
أفي أبدٍ من نجومٍ
ستُبحرُ؟ أليس هذا جنونًا؟
قَذَفْتُ قُلُوعي إلى البحر
لو فكرتْ أنْ تَهونَ
وسيُسعدني أن ألُوبَ
على مرفأٍ لن يكون ..
عزائي إذا لم أعدْ
أن يُقالَ: انتهى في عيونٍ..
قصيدة كم الدانتيل
يا كُمَّها الثَرْثَارَ .. يا مَشْتَلْ
رافِهْ عن الدنيا ولا تَبْخَلْ
ونَقِّطِ الثلجَ على جُرحنا
يا رائع التطريز .. يا أهْدَلْ
يا شَفَةً مُتَفَتِّحَةً مُمْكِنٌ
ويا سُؤالاً، لم يُسْأَلْ بعدُ ..
أَقْبَلْتَ يا صَيْفِيُ في جَوْقَةٍ
من السّنونو، والشذى المُرْسَلْ
يا كُمَّها المُنْشَالَ عن ثروةٍ
إذْهَلْ .. فإنَّ الخيرَ أن تذهَلْ
أليسَ لي زاويةٌ رَطْبَةٌ
بين حِراجي اللوز والصندل؟
يا كُمَّها .. أنا الحريقُ الذي
أصبحَ في هُنَيْهةٍ جَدْوَلْ
مساندُ التفاح، مرفُوعةٌ
أمامَ عيني، كيف لا أقبَلْ؟
والزنبقُ الأسودُ .. من شوقهِ
يقولُ: كُلْ .. فزهرُنا يُؤكَلْ..
قِطْعَةُ “دَنْتيلٍ” أنا مركبي
إن يَرْتَحِلْ مع الندى .. أَرْحَلْ
اجْدفْ بنا في قمرٍ أسودٍ
أرصُدُه في كوكبٍ مُهْمَلْ
أيا شِراعَ الخير، لا تَخْتَجِلْ
استعنقُ الحرير لا تَخْجَلْ..
غامِرْ .. فإنَّ الريحَ شَرْقِيَّةٌ
ما نَحنُ؟ إن لم نَطْلُبِ الأجْمَلْ ..
لَنَا، بظِلِّ الظلِّ، فُسْقِيَّةٌ
وألفُ ميعادٍ لنا أوَّلْ ..
يا روعةَ الروعةِ، يا كُمَّها
يا مُخْمَلاً صَلَّى على مُخْمَلْ..
قصيدة لا أرى أحدا سواك
أنا لا أفكِّرُ ..
أن أقاومَ، أو أثورَ على هواكِ ..
فأنا وكلُّ قصائدي..
من بعض ما صنعتْ يداكِ ..
إنَّ الغرابةَ كلِّها ..
أنّي محاطٌ بالنساءِ ..
ولا أرى أحداً سواكِ ..
قصيدة في المقهى
جواري اتخذت مقعدها
مثلَ وعاء الورودِ في هدوئها
وكتابٌ ضارعٌ في يدها
يحصد الفضلة من إيمانها
يثب الفنجان من لهفته
في يدي، شوقًا إلى فنجانها
آه من قبعة الشمس التي
يلهث الصيف على خيطانها
جولة الضوء على ركبتها
زلزلت روحي من أركانها
هي من فنجانها شاربة
وأنا أشرب من أجفانها
قصة العينين .. تستعبدني
من رأى الأنجم في طوفانها
كلما حدقت فيها ضحكت
وتعرى الثلج في أسنانها
شاركيني قهوة الصبح .. ولا
تدفني نفسك في أشجانها
إنني جارك يا سيدتي
والربى تسأل عن جيرانها
من أنا .. خلي السؤالات أنا
لوحة تبحث عن ألوانها
موعدًا .. سيدتي! وابتسمت
وأشارت لي إلى عنوانها ..
وتطلعت فلم ألمح سوى
طبعة الحمرة في فنجانها
قصيدة ذات العينين السوداوين
ذاتَ العينينِ السوداوين
ذاتَ العينين الصاحيتينْ الممطرتينْ
لا أطلبُ أبداً من ربي إلا شيئينْ
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيدَ بأيامي يومين
كي أكتبَ شعرًا
في هاتين اللؤلؤتينْ
قصيدة الحب يا حبيبتي
الحبُّ يا حبيبتي
قصيدةٌ جميلةٌ مكتوبةٌ على القمرْ
الحبُّ مرسومٌ على جميعِ أوراقِ الشجر
الحب منقوشٌ على ريش العصافير
وزخات المطر
لكنَّ أيَّ امرأةٍ في وطني
إذا أحبتْ رجلاً
ترمى بخمسينَ حجرْ
قصيدة قدر أنت بشكل امرأة
قدرٌ أنت بشكل امرأة ..
وأنا مقتنعٌ جدًا بهذا القدرِ
إنني بعضك، يا سيدتي
مثلما الآهُ امتدادُ الوتر
مطر يغسلني أنتِ .. فلا
تحرميني من سقوط المطر
بصري أنت. وهل يمكنها
أن ترى العينان دون البصر؟
قصيدة حبيبتي
حبيبتي: إن يسألونك عني
يوماً، فلا تفكري كثيرًا
قولي لهم بكل كبرياء
((… يحبني… يحبني كثيراً ))
صغيرتي: إن عاتبوك يوماً
كيف قصصت شعرك الحريرا
وكيف حطمت إناء طيب
من بعدما ربيته شهورًا
وكان مثل الصيف في بلادي
يوزع الظلال والعبيرا
قولي لهم: ((أنا قصصت شعري
((… لأن من أحبه يحبه قصيرا
أميرتي: إذا معًا رقصنا
على الشموع لحننا الأثيرا
وحول البيان في ثوانٍ
وجودنا أشعة ونورا
وظنك الجميع في ذراعي
فراشة تهم أن تطيرا
فواصلي رقصك في هدوء
… واتخذي من أضلعي سريرا
وتمتمي بكل كبرياء:
((… يحبني… يحبني كثيرًا ))
حبيبتي: إن أخبروك أني
لا أملك العبيد والقصورا
وليس في يدي عقد ماس
به أحيط جيدك الصغيرا
قولي لهم بكل عنفوان
يا حبي الأول والأخيرا
قولي لهم: ((… كفاني
((… بأنه يحبني كثيرًا
حبيبتي يا ألف يا حبيبتي
حبي لعينيك أنا كبير
… وسوف يبقى دائماً كبيرًا