التثاؤب: التعريف والوظائف
يُعرّف التثاؤب بأنه استجابة لا إرادية من الجسم تتمثل في فتح الفم بزاوية واسعة، مما يسمح بدخول كميات كبيرة من الهواء إلى الرئتين، ويصاحبه تمدد طبلة الأذن وإغلاق العينين بشدة. تنتهي هذه العملية الطبيعية بخروج الهواء من الرئتين ببطء. يُعتبر التثاؤب عادةً مؤشراً على التعب والإرهاق، حيث يُلاحظ تكراره بين الأفراد الذين يعملون في مهام مرهقة أو مملة. من اللافت أنه يعتبر سلوكاً مُعدياً ينتشر بين الناس كنوع من الاستجابة العاطفية الطبيعية. يُستحسن عدم كبح التثاؤب، إذ يُعتبر حاجة جسدية؛ ولكن قد يواجه البعض مشكلة التثاؤب المفرط، أي التكرار لأكثر من مرة في الدقيقة، مما قد يشير إلى أسباب بسيطة يسهل التعامل معها، أو قد يكون عرضاً لمشكلة صحية معينة. في مثل هذه الحالات، يُفضل استشارة طبيب للتشخيص والعلاج.
أسباب التثاؤب المتكرر وطرق علاجه
أسباب التثاؤب المتكرر
على الرغم من أن السبب الدقيق وراء التثاؤب المتكرر لا يزال غير واضح، إلا أن هناك مجموعة من العوامل المحتملة التي قد تؤدي إلى هذه الحالة، ومن أبرزها:
- الإحساس بالنعاس أو الإعياء.
- الإصابة باضطرابات النوم مثل انقطاع النفس النومي أو التغفيق.
- رسمياً، يعتبر التثاؤب المفرط أحد الأعراض الجانبية لبعض الأدوية المستخدمة لعلاج القلق والاكتئاب، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
- حصول تغيرات في القلب أو المنطقة المحيطة به.
- بعض الحالات النادرة التي تسبب التثاؤب المتكرر، مثل:
- الإصابة بأورام الدماغ.
- الحصول على نوبة قلبية.
- حالات الصرع.
- التصلب المتعدد.
- فشل الكبد.
- اختلال في قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته.
علاج التثاؤب المتكرر
يعتمد علاج التثاؤب المتكرر على معالجة السبب الرئيسي الكامن وراءه. تشمل بعض الخيارات العلاجية المتاحة:
- تخفيض جرعة الدواء المستخدمة، في حال كانت كثرة التثاؤب مرتبطة بتناوله، ولكن يجب تقييم وتعديل الجرعات بالتشاور مع الطبيب.
- علاج اضطرابات النوم: قد يصف الطبيب أدوية لمساعدتك على النوم، إلى جانب نصائح حول تحسين جودة النوم، مثل:
- استخدام أجهزة التنفس.
- ممارسة تمارين للتخفيف من التوتر.
- الالتزام بجدول زمني محدد لوقت النوم.
- معالجة المشاكل الصحية الأساسية التي تؤدي إلى كثرة التثاؤب.
أهمية التثاؤب وفوائده
هناك فوائد عدة يرتبط بها التثاؤب والتي يمكن توضيح أهمها:
- تبريد الجسم: يحفز الجهاز العصبي التثاؤب كآلية لتبريد الدماغ، حيث يُرافقه تنفس عميق يساعد على إخراج الهواء الساخن من الجسم وإدخال هواء بارد.
- استجابة لنقص النوم: عندما لا يحصل الشخص على كفايته من النوم، ترتفع حرارة الدماغ، مما يتحفز التثاؤب كوسيلة لتبريدها، ويساعد ذلك في إبقاء الفرد مستيقظاً لفترات قصيرة.
- تغيير الحالة الإدراكية: قد يُشير التثاؤب إلى تحول في الحالة الذهنية، سواء في الانتقال من حالة اليقظة إلى النوم، أو نتيجة للملل أو بعد ممارسة التمارين الرياضية الصعبة، حيث يُعتبر مؤشراً لانتقال الدماغ من مستوى عالٍ من النشاط إلى مستوى أقل.
- الوظيفة التنفسية: يساعد التثاؤب على زيادة كمية الأكسجين في الدم، مما يُساهم في تحسين تدفق الدم وتخليص الجسم من السموم.
- استجابة تنظيمية: يعتقد بعض الأطباء أن التثاؤب قد يُساعد في توصيل مادة تُعرف باسم “منشطات السطح” داخل الرئتين، مما يُسهم في الحفاظ على رطوبتها ومنع الانخماص الرئوي.
طرق للحد من التثاؤب
هناك عدة طرق فعالة يمكن اتباعها لوقف التثاؤب المفرط، منها:
- التنفس العميق من خلال الأنف لزيادة إمدادات الأكسجين.
- زيادة الحركة وكسر الروتين اليومي لتحفيز الجهاز العصبي.
- تبريد الجسم، من خلال التنزه في أماكن ذات طقس بارد، أو شرب الماء البارد، أو تناول الأطعمة المنعشة مثل الفاكهة.