الآثار الرومانية في الجزائر
تُعتبر الجزائر واحدة من أكبر الدول في القارة الإفريقية، حيث تحتل المرتبة العاشرة عالمياً من حيث المساحة الإجمالية. تقع هذه الدولة في الجزء الشمالي من القارة، ويغطيها الصحراء بشكل كبير، مع وجود تلال وهضاب تمتد من الشمال وصولًا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، الذي يمتد لحوالي 1200 كيلومتر. يقدم القطاع السياحي في الجزائر مساهمة تقدر بحوالي 1% من الناتج المحلي الإجمالي، مع استقبال البلاد لأكثر من 200,000 سائح سنويًا، معظمهم من الفرنسيين والتونسيين. هذا الكم من السياح يعود إلى وافر المعالم التاريخية، وخصوصًا الرومانية الموجودة في البلاد. سوف نتناول فيما يلي أبرز الآثار الرومانية في الجزائر.
مدينة تيمقاد الرومانية
تُعد مدينة تيمقاد واحدة من أبرز المدن الأثرية التي أنشأها الرومانيون في الجزائر، وذلك في السنة المئة ميلادي خلال فترة الإمبراطور تراجان. تقع هذه المدينة في ولاية باتنة، وكانت تُعرف في البداية باسم “تاموقادي”. بدأت كحصن دفاعي للمنطقة، لكنها تحولت لاحقاً إلى مركز حضاري متكامل لا يزال يحتفظ بشكله حتى اليوم، حيث أُدرجت ضمن قائمة التراث العالمي.
الآثار الرومانية في تيبازة
تقع تيبازة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وترجع أصولها إلى الفينيقيين، قبل أن تقع تحت سيطرة الرومان وتصبح جزءًا من الإمبراطورية الموريتانية. مع مرور الزمن، تحولت المدينة إلى مركز مسيحي، وقد اتخذها الفينيقيون كمستوطنة خلال القرن الخامس قبل الميلاد، حين أُطلقت عليها اسم يُعني “مكان العبور”. شهدت المدينة تطورًا ملحوظًا خلال فترة حكم الملك النوميدي جوبا الثاني.
آثار رومانية أخرى
تُعتبر العديد من المعالم الرومانية في الجزائر من الأبرز، حيث لا تزال آثارها واضحة حتى اليوم. من بين هذه المعالم هو الفوروم، وهو ساحة عامة محاطة بمباني مثل المجلس البلدي وقصر العدالة، بالإضافة إلى معبد الأباطرة ومجموعة من المتاجر والسوق العمومي. كما توجد مسارح خاصة تُستخدم للاحتفالات. شهدت المدينة في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي تطوراً عمرانياً كبيراً، حيث ظهرت العديد من الأحياء السكنية الجديدة وتم بناء مجموعة من المعابد وأماكن العبادة، إلى جانب أربع عشرة حماماً عاماً. بلغت ذروة هذا التطور العمراني في القرن الثالث الميلادي، حيث تم إنشاء المكتبات العامة والأسواق والمساكن الواسعة. وفي القرن الخامس الميلادي، تعرضت المدينة للاحتلال من قبل الونداليين الذين تسبّبوا في تدميرها لقرن كامل، قبل أن يحتلها البيزنطيون ويبنون قلعة قرب المدينة الرومانية.