الأسباب التي تدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات
يمر الشباب، وخاصة المراهقين، بفترة حساسة تتسم بتغيرات هرمونية ونمائية تؤثر على تشكيل هويتهم. يمكن أن تؤدي هذه التغيرات إلى مشاعر القلق والارتباك، مما يدفعهم أحيانًا لتبني سلوكيات غير صحية مثل تعاطي المخدرات، اعتقادًا منهم أنها ستساعدهم. إلا أن لهذه السلوكيات عواقب صحية خطيرة وطويلة الأمد في بعض الأحيان حتى بعد التوقف عنها. هناك عدة أسباب تؤدي إلى اتّباع الشباب لمثل هذه الأنماط السلوكية، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
- صعوبة التكيف: يجد بعض المراهقين صعوبة في تكوين صداقات جديدة أو علاقات اجتماعية، مما يولد لديهم شعورًا بعدم الأمان وانخفاض احترام الذات والخوف من الرفض. يدفعهم ذلك إلى تجربة المخدرات كوسيلة لتخفيف التوتر أو بغرض الانضمام إلى مجموعة اجتماعية أكبر سنًا وأكثر جاذبية.
- البحث عن المتعة: يسعى العديد من المراهقين إلى تعاطي المخدرات لتحقيق شعور قوي بالراحة والفرح، وهو شعور قد لا يمكنهم الحصول عليه من خلال وسائل ممتعة أخرى مثل الطعام أو التدخين.
- تحسين الحالة النفسية: يعتقد المراهقون غالبًا أن تعاطي المخدرات يوفر لهم شعورًا بالتحسن ويخفف من مشاعر الاكتئاب والقلق الاجتماعي. ومع ذلك، فإن هذا الشعور ليس سوى وهم مؤقت.
- التجربة والاندفاع: نظرًا لطبيعتهم المتهورة، يميل المراهقون إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة، حيث يحتاج تطوير مهارات ضبط النفس واتخاذ القرارات السليمة إلى المزيد من التجربة والفهم.
- الانجراف خلف المنافسة: يمكن أن تؤدي بيئة تنافسية غير واعية إلى تشجيع بعض الشباب على تعاطي المخدرات، حيث تُعتبر ضمن سياقهم نوعًا من الجرأة وتميزًا اجتماعيًا، ولكن تؤدي هذه المعتقدات إلى عواقب وخيمة في المستقبل.
- الحاجة للفت الانتباه: قد يفتقد بعض المراهقين الدعم العاطفي والتوجيه، مما يؤثر سلبًا على ثقتهم بأنفسهم، ويدفعهم إلى اتخاذ سلوكيات سلبية لإيجاد مكانتهم أو الشعور بالراحة.
- نقص الوعي: يعتاد بعض المراهقين على اعتبار تعاطي المخدرات والكحول سلوكًا طبيعيًا بفعل التأثيرات الثقافية والإعلامية التي تُشدد على تلك الممارسات.
- الإدمان كمحصلة: إن تعاطي المخدرات يزيد من خطر الإدمان، مما يؤدي إلى تبعات خطيرة، حيث يصبح المتعاطي غير قادر على مقاومة هذه المواد.
الفرق بين التعاطي والإدمان
يعتبر الفرق بين تعاطي المخدرات والإدمان بسيطًا للغاية. حيث يشير تعاطي المخدرات إلى الاستخدام غير الصحيح لمادة مخدرة، بينما يتضمن الإدمان الاستمرار في التعاطي. يجدر بالذكر أن بعض المواد تكون أكثر إدمانًا من غيرها، مثل الكراك أو الهيروين، حيث يمكن أن تؤدي كمية قليلة من الاستخدام إلى فقدان السيطرة.
طرق تعاطي المخدرات
تتعدد الطرق التي يمكن للأفراد من خلالها تعاطي المخدرات، بما في ذلك الحقن، والاستنشاق، وابتلاع الحبوب. ويختلف تأثير كل طريقة على الجسم؛ فحقن المواد يؤثر بسرعة في مجرى الدم، بينما يكون تأثير الابتلاع بطئًا.
أساليب العلاج من الإدمان
يمكن أن تشمل أساليب العلاج ما يلي:
- العلاج السلوكي: يساعد الأفراد في تطوير آليات التأقلم الإيجابية ومهارات حل المشكلات.
- العلاج الجماعي: يوفر للأشخاص بيئة لمشاركة تجاربهم والعمل من خلال الجوانب النفسية مع آخرين تحت إشراف مختصين.
- الأدوية: تُستخدم للحد من أعراض الانسحاب التي قد تحدث بعد التوقف عن التعاطي.
- الرعاية الطبية الإضافية: تشمل التدريب المهني لمعالجة المشكلات المرتبطة بالإدمان المستمر.