أسباب الحكة أثناء النوم
تُعتبر الحكة الجسدية التي تظهر عند النوم من القضايا الشائعة التي يواجهها الكثير من الأفراد. وغالبًا ما تكون ناتجة عن تغيرات طبيعية تحدث في الجسم، لكنها قد ترتبط أيضًا بأسباب صحية مختلفة. نستعرض فيما يلي أبرز الأسباب المتعلقة بهذه المشكلة:
النظام اليومي
النظام اليومي أو الرزنامة البيولوجية (Circadian rhythm) هو نمط من التغيرات الطبيعية التي تطرأ على الجسم خلال اليوم. هذه التغيرات يمكن أن تؤدي إلى شعور بالحكة خلال الليل عن طريق التأثير على بعض وظائف الجلد، مثل تنظيم درجة الحرارة وتوازن السوائل. تشمل هذه التغيرات:
- زيادة فقدان الماء من الجلد خلال الليل، مما يجعل البشرة أكثر جفافًا ويؤدي إلى الحكة، مشابهة للحكة التي قد تحدث في فصل الشتاء.
- زيادة إفراز السيتوكين (Cytokine) في الليل، وهو مركب يساهم في تفاقم الالتهاب، بينما يحدث في الوقت نفسه انخفاض في إفراز الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids) المسؤولة عن تقليل الالتهاب.
- زيادة تدفق الدم إلى الجلد وارتفاع درجة حرارة الجسم، مما يؤدي أيضًا إلى شعور الحكة.
- تغير مستويات البروستاغلاندين (Prostaglandin)، وهو الهرمون الذي يساهم في توسيع الأوعية الدموية.
الحمل وانقطاع الطمث
تشعر العديد من النساء الحوامل بالحكة لأسباب مختلفة تشمل:
- تغيرات الهرمونات في الجسم، مما يؤدي إلى حكة شاملة قد تتحسن غالبًا بعد الولادة، وغالبًا ما تكون خفيفة وغير مستمرة.
- مشكلات صحية مثل الطفح الجلدي أو الأمراض الجلدية كالصَّدفية (Psoriasis) أو حتى حب الشباب.
أما عند النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause) وفي فترة انقطاع الطمث (Menopause)، فقد تكون الحكة نتيجة لتغيرات جلدية ناجمة عن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين (Estrogen)، الذي يلعب دورًا في إنتاج الكولاجين (Collagen) الذي يساعد على تقليل شعور الحكة. قد تظهر الحكة في مناطق متعددة مثل الوجه، الذراعين، الساقين، والصدر.
جفاف الجلد
يُعتبر جفاف الجلد عمومًا مشكلة بسيطة، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن التعرض لعوامل الطقس مثل الرطوبة أو الاستحمام في الماء الساخن. ومع ذلك، يمكن أن يصبح الجفاف مزمنًا لدى بعض الأشخاص. تعتمد أعراض جفاف الجلد على مجموعة من العوامل مثل:
- العمر.
- الحالة الصحية.
- مدة التعرض للعوامل الخارجية.
- المكان الذي يقيم فيه الفرد.
- سبب جفاف الجلد.
يمكن أن يظهر جفاف الجلد بعدة أعراض، بما في ذلك:
- الحكة.
- احمرار الجلد.
- خشونة الجلد.
- الشعور بشدّ الجلد بعد الاستحمام.
- ظهور تشققات عميقة قد تسبب نزيف.
- تقشر الجلد.
- وجود خطوط رفيعة على الجلد.
- تغير لون الجلد إلى الرمادي.
حساسية الطعام
يمكن أن يتسبب تناول بعض الأطعمة في حدوث رد فعل تحسسي يُرافقه حكة جلدية قد تنتشر أحيانًا في جميع أنحاء الجسم. الأطعمة مثل الفستق، المأكولات البحرية، البيض، الصويا، والقمح تُعتبر من المحفزات الشائعة للحساسية، وقد تظهر الأعراض ليلاً، خاصة بعد تناول العشاء.
المكونات الكيميائية في مستحضرات العناية بالبشرة
بعض مستحضرات العناية بالبشرة تحتوي على مواد كيميائية قد تحفز الحساسية أو الحكة لدى بعض الأفراد، ومن هذه المستحضرات:
- الكريمات الطاردة للبعوض.
- مزيلات العرق.
- المنظفات مثل الصابون.
استخدام بعض الأدوية
يمكن أن تكون بعض الأدوية سببًا في حكة الجلد كأثر جانبي. ومن أمثلة هذه الأدوية:
- بعض أدوية ضغط الدم.
- مدرات البول.
- الإستروجين.
- الأدوية المضادة للغازات والانتفاخ.
- مضادات الفطريات.
- الستاتينات (Statins) التي تساهم في خفض الكوليسترول.
- بعض المضادات الحيوية.
- المسكنات الأفيونية (Opioid) أو الناركوتية (Narcotics).
لدغات الحشرات
تسبب لدغات وقرصات بعض الحشرات عادةً تورمًا أحمر في الجلد، قد يترافق مع حكة شديدة أو ألم. غالبًا ما تزول الأعراض خلال ساعات أو أيام. في بعض الحالات، قد تؤدي هذه اللدغات إلى رد فعل تحسسي خفيف، مما يتسبب في احمرار وانتفاخ الجلد في المنطقة المحيطة. تكون أعراض اللدغات عادةً طبيعية وتختفي في غضون أسبوع.
أمثلة على الحشرات التي قد تسبب حكة تشمل:
- حشرة الفراش (Bed bug).
- بعض أنواع الذباب.
- القمل.
- البراغيث.
مشكلات صحية
بعض الحالات الصحية يمكن أن تؤدي إلى حكة الجلد، وخاصة خلال الليل. تشمل هذه الحالات:
- أمراض الكلى والكبد.
- متلازمة تململ الساقين (Restless legs syndrome).
- فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
- بعض الاضطرابات العصبية مثل التصلب اللويحي (Multiple sclerosis) والحزام الناري (Shingles).
- الاضطرابات النفسية مثل التوتر والاكتئاب.
- بعض أنواع السرطان مثل اللوكيميا وسرطان الغدد الليمفاوية.
- الشرية (Hives).
- الصدفية.
- جدري الماء (Chickenpox).
- التوتر العصبي.
- التعرق المفرط.
- الإكزيما (Eczema) التي تسبب حكة مستمرة وطفح جلدي.
- العدوى الفطرية مثل القدم الرياضي (Athlete’s foot).
- الحالات المرتبطة بالغدة الدرقية، خصوصًا فرط نشاط الغدة.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يُفضل استشارة الطبيب عند حدوث حكة الجلد خلال النوم في الحالات التالية:
- استمرارها لفترة طويلة أو كونها مزمنة، خاصة في حال عدم وجود حالة صحية معروفة.
- الشعور بعدم الارتياح أثناء الليل بسبب الحكة وجفاف البشرة.
- تأثير الحكة على الأنشطة اليومية.
يجب البحث عن رعاية طبية فورية في الحالات التالية:
- حدوث حكة مفاجئة وغير مفسرة لفترة تتجاوز أسبوعين.
- جفاف أو حكة تؤثر على جميع أجزاء الجسم.
- عدم استجابة جفاف الجلد للتدابير المنزلية أو تغيير نمط الحياة.
- تأثير جفاف البشرة سلبًا على نوعية النوم.
- ظهور أعراض إضافية، مثل تغييرات في الجلد، الحمى، التعب، أو فقدان الوزن.
خلاصة المقال
تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى الحكة أثناء النوم، بدءًا من التغيرات الطبيعية التي تحدث في الجسم، إلى جفاف الجلد، الحساسية، لدغات الحشرات، واستخدام مواد مهيجة في مستحضرات العناية بالبشرة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون بعض الأمراض الصحية سببًا للحكة. بالنسبة للنساء، فقد تعود الحكة إلى الحمل أو دخول سن اليأس. عموماً، يُنصح بمراجعة الطبيب عند مواجهتها بشكل متكرر لتحديد الأسباب المحتملة ووضع خطة علاج مناسبة.