قصائد عن التسامح للإمام الشافعي
- يقول الإمام الشافعي:
لما عفوت ولم أضمر حقداً على أحد
أرحّت نفسي من هموم الكراهية
إني أُحيي عدوي لدى لقائه
لأدفع الشر عن نفسي بالتحيات
وأظهر البشاشة لمن أكرهه
كأنما قد ملأ قلبي محبة
الناس داء ودواءهم قربهم
وفي اعتزالهم قطع الأواصر
- ويضيف:
وعندما قسا قلبي وضاقت آمالي
جعلتُ الرجاء من عفوك سُلّماً
تزايد ذنبي فلما قارنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظم
فلا زلت ذا عفو عن الذنب ولم تزل
تجود وتصفح مِنَّةً وتكرماً
فَلولاكَ لم يصمد لعابدي إبليس
فكيف وقد أغوى صفياً مثلي
فلله درّ العارف المتألم، إنه
تفيض عيونه دماً من فرط الوجد
يستقيم إذا ما الليل غطى ظلامه
على نفسه من شدة الخوف ميتما
فيكون جليلاً إذا ذكر ربه
وفي سواه من الناس يبدو أعجمياً
ويذكر أياماً مضت من شبابه
وما كان فيها بجهالةٍ قد أجرما
فصار قرين الهمّ طوال نهاره
أخو الشهد والنجوى إذا الليل أظلم
يقول: حبيبي أنت سؤلي ومرادي
كفى بك للراجين سؤالاً ومغنماً
أليس أنت الذي غذّيتني وهدّيتني
ولا زلت مَنّاناً عليّ ومتفضلًا
عسى من له الإحسان أن يغفر زلتي
ويستر أوزاري وما قد تقدما
- كما يقول:
قالوا: سكت وقد خُصمتُ، قلت لهم
إن الجواب لفتح الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف
وفيه أيضاً صون العرض وإصلاح
ألا ترى الأسود تُخشى وهي صامتة
والكلب يُخشى لعمري وهو نباح
قصائد مؤثرة عن العفو والتسامح
- يقول الشاعر ظافر الحداد في إحدى قصائده:
أنا المذنب المخطئ، والعفو واسع
ولو لم يكن ذنب لم يُعرف العفو
- ويقول الشاعر جرير:
أنتم أئمة من صلى وعندكم
للطامعين وللجيران معتصم
والمستقادم لهم إما مطاوعاً
عفواً وإما على كره إذا عزموا
يا أعظم الناس عند العفو عافية
وأرهبت الناس صولات إذا انتقموا
قد جربت مصر والضحاك أنهم
قوم إذا حاربوا في حربهم فحموا
- يقول الشاعر الحيص بيص:
ملكنا وكان العفو منا سجيةً
فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الأسارى وطالما
غدونا عن الأسرى نَعُفُّ ونصفح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا
وكل إناء بما فيه ينضح
قصيدة نقطة ضعفي
- يقول الشاعر مانع سعيد العتيبة في قصيدته نقطة ضعفي:
لأن التسامح نقطة ضعفي
فما زلت تحظى بودي ولطفي
وما زلت تطعنني كل يوم
فلا يتصدى لطعنك سيفي
أداوي جراحي بصبري الجميل
فلا القلب يسلو ولا الصبر يشفى
وأسأل ما سر هذا الثبات
على عهد حبي فيشرح نزفي
لو أكن يا شقائي الضيف
رحيماً غفوراً لأشقاك عنفي
فلا تتخيل بأنك أقوى
وأني صبور رغم أنفي
أنا هو بأس العواصف، فافهم
لماذا أصونك من هوى عنفي
لأنك لا تستطيع الصمود
إذا غاب عنك حناني وعطفي
أحبك ما زلت رغم الخطايا
وتشهد بالحب دمعة حرفي
بكيت طويلاً بصمت انتظاري
فأنت انتصاري الأخير وحتفي
أحبك واليأس لا يتناهى
أمام خطايا ونظرة طرفي
وأرض فؤادي إلى الغيث ظمأى
وما أنت إلا سحابة صيف
قصائد متنوعة وجميلة عن التسامح
- يقول الشاعر أبو نواس:
فقل لمن يدعي في العلم فلسفةً
حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء
لا تحظر العفو إن كنت امرأً حرِجاً
فإن حظركه في الدين إزراء
- ويقول الشاعر ابن علوي الحداد:
يا من يرى سر قلبي
حسبي اطلاعك، حسبي
فامح بعفوك ذنبي
وأصلح قصودي والأعمال
ربي عليك اعتمادي
كما إليك استنادي
صدقا وأقصى مرادي
رضاؤك الدائم الحال
رب يا رب إني
أسألك العفو عني
ولم يخب فيك ظني
يا مالك الملك، يا واهب
أشكو إليك وأبكي
من شؤم ظلمي وإفكي
وسوء فعلي وتركي
وشهوة القيل والقال
وحب دنيا ذميمة
من كل خير عقيمة
فيها البلايا مقيمة
وحشوها آفات وأشغال
- يقول الشاعر أبو أذينة:
ما كل يوم ينال المرء ما طلبا
ولا يسوغه المقدار ما وهبا
وأحزم الأنس من إن فرصة عرضت
لم يجعل السبب الموصول مقتضباً
وأنصف الناس في كل المواطن من
سقى المعادين بالكأس الذي شربا
وليس يظلمهم من راح يضربهم
بحد سيف به من قبلهم ضربا
والعفو إلا عن الأكفاء مكرمة
من قال غير الذي قد قلته كذباً
قتلت عمراً وتستبقي يزيد لقد
رأيت رأياً يجر الويل والحربا
لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها
إن كنت شهماً فاتبع رأسها الذنبا
همجرودا السيف، فاجعلهم له جزراً
وأوقدوا النار، فاجعلهم لها حطبا
إن تعف عنهم تقول الناس كلهم
لم يعف حلماً ولمن عفوه رهبا
وكان أحسن من ذا العفو لو هربوا
لكنهم أنفوا من مثلك الهربا
هم أهل غسان ومجدهم
عال، فإن حالوا ملكاً فلا عجبا
وعرضوا بفداء واصفين لنا
خيلاً وابلاً يروق العجم والعربا
أيحلبون دمًا منا ونحلبهم
رسلًا لقد شرفونا في الورى حلبا
علام تقبل منهم فدية وهمو
لا فضة قبلوا ولا ذهب
- يقول البحتري:
لقد حمل المعتز أمة أحمد
على سنن يسري إلى الحق لاحبه
تدارك دين الله من بعد ما عفت
معالمه فينا وغارت كواكبه
- ويضيف:
وأبيض من آل النبي إذا احتبى
لساعة عفو فالنفوس مواهبه
تغمّد بالصفح الذنوب وأسمحت
سجاياه في أعدائه وضرائبه
نضّى السيف حتى انقاد من كان آبياً
فلما استقر الحق شيمته مضاربه