الفواكه الواردة في القرآن الكريم
سنستعرض في هذا المقال الفواكه التي ذُكرت في القرآن الكريم:
- التمر
قال -تعالى-: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ). وقد أشار الإمام الرازي في كتابه “مختار الصحاح” إلى أنواع التمر، حيث قال: “أوله طَلْعٌ، ثم خَلَالٌ، ثم بَلَحٌ، ثم بُسْرٌ، ثم رُطَبٌ، ثم تَمْرٌ”.
شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- النخلة بالمؤمن في ديمومة نفعه وإحسانه، حيث قال: (إنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ ورَقُها، وإنَّها مَثَلُ المُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي ما هي؟ فَوَقَعَ النَّاسُ في شَجَرِ البَوادِي. قالَ عبدُ اللَّهِ بن عمر: ووَقَعَ في نَفْسِي أنَّها النَّخْلَةُ، فاسْتَحْيَيْتُ، ثم قالوا: حَدِّثْنا ما هي يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: هي النَّخْلَةُ).
وردت العديد من الأحاديث في فضل التمر، منها: (يا عائِشَةُ، بَيْتٌ لا تَمْرَ فيه جِياعٌ أهْلُهُ). عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنهما- قال: (رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يَأْكُلُ القِثَّاءَ بالرُّطَبِ).
يتميز التمر بفوائد صحية عديدة، منها:
- هو طعام متكامل، ويعتبر بمثابة كنز غذائي، حيث كان الصحابي يتسلم تمرة واحدة في بعض المعارك عند نقص المؤن. قال جابر بن عبد الله: (بَعَثَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- وَأَمَّرَ عَلَيْنَا أَبَا عُبَيْدَةَ، نَتَلَقَّى عِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَزَوَّدَنَا جِرَابًا مِن تَمْرٍ لَمْ يَجِدْ لَنَا غَيْرَهُ، فَكانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعْطِينَا تَمْرَةً تَمْرَةً، فَقُلْتُ: كيفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بها؟ قالَ: نَمَصُّهَا كما يَمَصُّ الصَّبِيُّ، ثُمَّ نَشْرَبُ عَلَيْهَا مِنَ المَاء، فَتَكْفِينَا يَوْمَنَا إلى اللَّيْلِ).
- يحتوي على هرمون الأوكسيتوس، الذي يعزز من سرعة المخاض ويقلل النزيف بعد الولادة، ويساهم في خفض ضغط الدم. يتجلى ذلك في حكمة الله -تعالى- عندما أمر مريم العذراء بأكل التمر أثناء ولادتها: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً* فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً﴾.
- العنب
ذُكرت كلمة العنب في القرآن ثلاث مرات، منها: ﴿يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
- التين
أقسم الله -تعالى- به في القرآن الكريم، حيث قال: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾. من الغريب في شجرة التين أنها تُخرج الثمرة قبل أن تُلبس نفسها بالأوراق، في حين أن باقي الأشجار تبدأ بنفسها ثم بغيرها، وهذا يُعبر عن الإيثار.
- الرمان
ورد ذكره في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، منها: ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾.
- الموز
ذُكر الموز في قوله -تعالى-: ﴿وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ﴾، حيث أشار القرطبي إلى أن الطَّلْحَ هو شجر الموز، وواحده يُطلق عليه طَلْحَة.
الخضروات المذكورة في القرآن الكريم
طلب بنو إسرائيل من موسى -عليه السلام- الخضروات من الأرض، حيث قالوا: ﴿فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا﴾. وهنا نستعرض أصناف الخضروات المذكورة في القرآن:
- البقل
يُعرف البقل بأنه كل نبات ليس له ساق، ويتميز بفوائده الكثيرة التي تعزز صحة الجسم وتمنحه الطاقة.
- القثاء
تشمل أنواع القثاء كلاً من الخيار والفقوس.
- العدس والبصل
قال -تعالى-: ﴿فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا﴾.
- اليقطين
هو النبات الذي نبت ليونس -عليه السلام- بعد أن ألقاه الحوت على شاطئ البحر، حيث قال -تعالى-: ﴿وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ﴾. كما توجد أصناف أخرى ذُكرت في القرآن مثل السدر والزنجبيل والزيتون، وتندرج تحت النباتات المذكورة في القرآن.
حكمة ذكر الفواكه والخضروات في القرآن الكريم
تمت الإشارة إلى كلمة (فاكهة) و(فواكه) في القرآن الكريم في (12) موضعًا، مثل: ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾، ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ﴾، ﴿وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾.
وتتجلى حكم ذكر الفواكه والخضروات في النقاط التالية:
- توضيح فضل الله -تعالى- على عباده
ليكونوا ممتنين لنعم الله ولا ينسوا آلائه: ﴿كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ﴾.
- التأمل في عظمة خلق الله
(انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
تقديم الفاكهة على اللحم
قدم القرآن ذكر الفاكهة قبل ذكر اللحم، فقال: ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾. ويُعتقد أن الحكمة من تقديم الفاكهة هي كونها ألطف وأسرع هضماً وأكثر صحية، مما يحفز شهية الأكل ويهيئ النفس للطعام. وقد روي أن -صلى الله عليه وسلم- كان يفضل أن يفطر على ثلاث تمرات.