الإمام أبو حنيفة
الإمام النعمان بن ثابت بن المرزبان، المعروف بلقب أبي حنيفة، وُلد في عائلة ذات مكانة رفيعة في مجتمعها. ترجع أصوله إلى كابل، وكان إسلام جده المرزبان في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وُلد أبو حنيفة في الكوفة سنة 80 هجرية، ونشأ في أسرة مُعروفة بكرمها وصلاحها وثروتها. تولى أبو حنيفة إدارة تجارتهم في بيع الأثواب، وأتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، كما أدّى فريضة الحج في السادسة عشرة من عمره.
شيوخه وتلامذته
درس أبو حنيفة تحت إشراف عدد من المشايخ البارزين، من بينهم: عطاء بن أبي رباح، وجبلة بن سحيم، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونافع مولى بن عمر، وعمرو بن دينار، وغيرهم. وقد قام بتعليم وتهذيب عدد كبير من العلماء، من ضمنهم: محمد بن الحسن الشيباني، ووكيع بن الجراح، والقاضي أبي يوسف، وزفر بن الهذلي التميمي، وحماد بن أبي حنيفة. كانت مدرسته مركزاً لتعليم الفقه والعلوم الإسلامية.
رحيل الإمام أبو حنيفة
انتقل الإمام أبو حنيفة إلى رحمة الله في بغداد، وذلك في الحادي عشر من جمادى الأولى سنة 150 هجرية، والذي يوافق الرابع عشر من يونيو من عام 767 ميلادي. عُرف الإمام بتقواه وورعه الشديد وخوفه من الله تعالى. وقد وردت العديد من الأقوال التي تبرز مكانته، ومنها ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله: “الناس في الفقه عيالٌ على أبي حنيفة”.