ألفة الروح ووحشتها: دراسة أدبية لسعاد ناصر
تُعد موضوعات أُلفة الروح ووحشتها من أبرز المحاور الدلالية التي تتناولها المجموعة القصصية “ظلال وارفة” للكاتبة سُعاد ناصر، والتي صدرت عن دار “روافد” في الكويت عام 2007. في ما يلي نظرة عامة على هذه المجموعة القصصية وأفكارها الرئيسية.
نبذة عن كتاب ظلال وارفة
يتكون الكتاب من 20 قصة، ويبلغ عدد صفحاتها 140 صفحة، وقد صدرت في عام 2007 (1428 هـ) عن “روافد” التابعة لإدارة الثقافة الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. من الملاحظ أن هذه المجموعة القصصية يُمكن اعتبارها وقفاً للمستفيدين، حيث كُتب على غلافها الخارجي: “يُهدى ولا يُباع”.
المواضيع الرئيسية في كتاب ظلال وارفة
تتناول المجموعة القصصية “ظلال وارفة” قضايا غربة الروح ووحشتها وأُلفتها، ومن أبرز التجليات لهذه القضايا نجد قصتين مميزتين هما قصة “رجوع” وقصة “حين تُزهر أوراق السفر”. إليكم ملخصًا عن القصتين:
- قصة رجوع
تدور أحداث هذه القصة حول شاب وفتاة كانا يتدرسان معًا. عند اقتراب موعد التخرج، يعترف الشاب بمشاعره تجاه الفتاة ويُعبِّر عن نواياه في خطبتها بمجرد حصوله على عمل مناسب. لكن القدر لم يسعفه، حيث يفقد والده، ويجد نفسه مضطرًا للسفر إلى أوروبا، حيث يتزوج من امرأة هناك لأسباب تتعلق بالمصلحة. وعند عودته في إجازة، يلتقي مع الفتاة ويشاركها معاناته.
- قصة حين تزهر أوراق السفر
في هذه القصة، تستكشف الكاتبة مسألة اغتراب الأبناء من خلال تصوير لحظة وداع أمٍّ لابنها الذي يتعين عليه السفر لإكمال دراسته خارج الوطن. تستعرض الكاتبة مشاعر الأم وعمق حزنها، والأفكار التي تدور في ذهنها، وكذلك القلق المستمر والشوق الذي يعتصر قلبها نحو ابنها.
اقتباسات من كتاب ظلال وارفة
تتميز مجموعة “ظلال وارفة” للكاتبة سعاد ناصر بعدد من الاقتباسات المؤثرة، من بينها:
- “اشتقت إلى حنان أمي، إلى لهفتها عليَّ، افتقدت الجلوس مع عائلتي على مائدة واحدة، نأكل في صحن واحد، نتسابق على قطع اللحم القليلة، نتبادل الضحكات”.
- “كانت أمه تُوقظه مع الفجر ليذهب إلى الشاطئ مع إخوته ومجموعة من أطفال القرية لانتظار السفن الصيد التي خرج بها آباؤهم، فتخرج السفن، ويفرز السمك، ويذهب كل واحد إلى شأنه، ويظل هو في البحر، يضمه بصدره، ويدخل معه في علاقة حميمة خاصة، حوارية أو صامتة، إلى أن تغيب الشمس”.
- “أخذ حجرًا وجلس عليه بين يدي التلفزيون في انتظار موعده مع الرجل الذي وعد بترحيله إلى الضفة الأخرى من البحر بعد أن سلمه كل النقود التي ادَّخَرَها لزواجه من جارته”.