السمنة: المفهوم والتداعيات الصحية
تُعرَّف السمنة على أنها تراكم مفرط للدهون في الجسم، بينما يشير مصطلح الوزن الزائد إلى زيادة الوزن بشكل غير طبيعي، والتي قد تأتي من عوامل متعددة تشمل العضلات والعظام والدهون، وكذلك السوائل الموجودة في الجسم. يدل كلا المصطلحين على أن وزن الشخص يتجاوز الحدود الطبيعية. تحدث السمنة عندما يتجاوز استهلاك السعرات الحرارية المدخول اليومي من الطاقة المحترقة، وغالبًا ما يرتبط ذلك بقلة النشاط البدني وارتفاع استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون. من الأهمية بمكان ملاحظة أن السمنة تزيد من احتمال الإصابة بمشكلات صحية متعددة، مثل داء السكري، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية، والتهاب المفاصل، وأنواع معينة من السرطان. وقد أظهرت الأبحاث أن فقدان 5-10% من الوزن يمكن أن يسهم في تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض.
أسباب الزيادة السريعة في الوزن
تُعتبر الزيادة السريعة وغير المقصودة في الوزن ظاهرة تحدث دون زيادة في استهلاك السعرات الحرارية أو تقليل النشاط البدني، وهناك عدة عوامل تؤدي إلى ذلك، ومنها:
- الحمل: يُعتبر الحمل من الأسباب الشائعة لزيادة الوزن غير المخطط لها. تميل العديد من النساء إلى تناول مزيد من الطعام لدعم نمو الجنين. وعادة، يتخلصن من معظم الوزن الزائد بعد الولادة، والذي عادة ما يتكون من وزن الطفل والمشيمة والسائل الأمينوسي (Amniotic fluid).
- التغيرات الهرمونية: تعاني النساء في سن اليأس، بين 45 و55 عامًا، من تغييرات هرمونية تؤثر على الوزن. هذا التغيير يشمل انخفاض هرمون الإستروجين، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن في منطقة البطن والوركين. كذلك، قد تعاني النساء اللواتي لديهن متلازمة تكيّس المبايض (PCOS) من زيادة الوزن. بالإضافة إلى ذلك، فإن التغيرات الهرمونية المرتبطة بالسن قد تُبطئ عملية الأيض، مما يساهم في زيادة الوزن. هناك حالات طبية أخرى تؤثر على الهرمونات وتشمل:
- قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism).
- متلازمة كوشينغ (Cushing’s syndrome).
- زيادة إنتاج الكورتيزول (Cortisol).
- الحيض: قد تؤدي التغيرات في مستويات هرموني الاستروجين والبروجسترون إلى زيادة وزن دورية، حيث تعاني النساء من احتباس الماء والانتفاخ خلال فترة الحيض، لكن غالبًا ما يتخلصن من هذا الوزن بمجرد انتهاء الدورة الشهرية.
- احتباس السوائل: قد يكون من أسباب الزيادة السريعة وغير المبررة في الوزن وجود احتباس للسوائل (وذمة)، والذي يحدث لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل قصور القلب أو أمراض الكلى، بالإضافة إلى الأدوية التي تؤدي لهذه الحالة، مما يتسبب في تورم الأطراف أو البطن.
- الأدوية: يمكن لبعض الأدوية أن تتسبب في زيادة الوزن غير المقصود، ومنها:
- الستيرويدات القشرية (Corticosteroids).
- مضادات الاكتئاب (Antidepressants).
- الأدوية المضادة للذهان (Antipsychotic medications).
- حبوب منع الحمل (Birth control pills).
- قلة النوم: تؤثر قلة النوم على وزن الجسم بطرق متعددة، إذ تزيد من احتمالية تناول الوجبات الخفيفة في الليل وتسبب تغييرات هرمونية تؤدي إلى زيادة الشهية مع تقليل الإحساس بالشبع.
- التوتر: مع تزايد ضغوط الحياة، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول المعروف بهرمون التوتر، مما يؤدي إلى زيادة الشهية والرغبة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، مما يسهم في زيادة الوزن.
استراتيجيات فقدان الوزن
رغم الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الوزن غير المقصود، إلا أن هناك عدة خطوات يمكن اتباعها للمساعدة في خسارة الوزن الزائد، ومن هذه الخطوات:
- زيادة استهلاك البروتين: يساعد البروتين في تقليل الشهية وزيادة معدل الأيض بحوالي 80-100 سعر حراري يوميًا، وتعتبر وجبة الإفطار الغنية بالبروتين فعالة بشكل خاص في هذا الصدد.
- تجنب الأطعمة المصنعة: تتسم الأطعمة المصنعة بارتفاع محتواها من السعرات الحرارية والدهون والسكريات المضافة، وغالبًا ما تكون مسببة للإدمان.
- شرب المياه: يُعتبر الماء من المشروبات المفيدة في خسارة الوزن، خاصًة عند استخدامه كبديل للمشروبات الغنية بالسعرات. تشير الدراسات إلى أن زيادة استهلاك الماء قد يؤدي لرفع معدل حرق السعرات الحرارية بنسبة 24 إلى 30% لمدة ساعة بعد شربه.
- شرب القهوة غير المحلاة: تحتوي القهوة على مضادات أكسدة مهمة تساعد على زيادة معدل حرق السعرات وتعزيز معدل الأيض بنسبة تتراوح بين 3-11%.