أبو حنيفة النعمان
أبو حنيفة النعمان هو أحد أبرز المحدثين والمفسرين ضمن المذاهب الفقهية الأربعة المعتمدة في الإسلام، واسمه الكامل النعمان بن ثابت. وُلد في الكوفة خلال الفترة التي عُرفت بعصر صغار الصحابة رضوان الله عليهم، وتحديداً في سنة 80 للهجرة. وقد أتيحت له الفرصة لرؤية الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، وتردّد أنه شهد سبعة من الصحابة. يُعد أبو حنيفة من التابعين، واشتهر بفطنته وذكائه الحاد، وقدرته الفائقة على استنباط الحجج والأدلة. بالإضافة إلى ذلك، كان شخصية كريم وعابد لله عز وجل، زاهد في الدنيا، ومهتم بما عند الله تعالى. عمل في تجارة الحرير لفترة واسعة، حيث اكتسب شهرة بصدقه وأمانته في العمل، مما أكسبه خبرة واسعة في التعامل الاجتماعي، عُرف بخصاله الحميدة مثل الصمت والتفكير العميق، وحله المهيب، مما جعله يتمتع بسلوك أصيل في تعبداته وعلاقاته الإنسانية.
أشهر تلاميذ أبي حنيفة النعمان
تخرج على يديه العديد من الشيوخ، ومن أبرزهم: عطاء بن أبي رباح، عمرو بن دينار، عبد الله بن دينار، ابن شهاب الزهري، ونافع مولى ابن عمر. وكان لديه عدد كبير من التلاميذ، ومن أشهرهم:
أبو يوسف القاضي
هو إبراهيم بن يعقوب، الذي يُعتبر أول من دوّن وكتب أصول ومسائل مذهب الإمام أبي حنيفة. عُرف بلقب “صاحب الإمام”، وقد تقلد منصب القضاء، مما ساعد على نشر كتبه وتعاليمه. اشتهر بذكائه وقوة حجته، ومن أهم مؤلفاته: كتاب الخراج، كتاب البيوع، وكتاب الفرائض. وقد أثنى عليه العديد من العلماء وأصحاب الحديث، حيث عُرف بمقدارته في القضاء ومواعظه المؤثرة. تولى أبو يوسف القاضي مكانة شيخه أبي حنيفة في الدروس، واستعدت إليه المدرسة الحنفية بعد وفاة شيخه والإمام زفر رحمهم الله جميعاً. توفي عام 182 للهجرة، وترك وصية مالية لأهل مكة والمدينة وبغداد والكوفة، رحمه الله تعالى.
محمد بن الحسن الشيباني
- محمد بن الحسن هو أبو عبد الله من موالي شيبان، وكان قاضياً معروفاً في الإسلام، وله دور بارز في نشر علم أبي حنيفة النعمان، رغم قصر فترة دراسته تحت إشرافه. تميز بفصاحته وبلاغته حيث أثنى عليه الشافعي، وعُرف أيضاً بنباهته ورجاحة عقله كما وصفه الخطيب البغدادي. بعد وفاة شيخه، واصل دراسته في الفقه عند أبو يوسف القاضي والثوري والأوزاعي.
- انطلق في مسيرته الأكاديمية، واستقطبت دروسه طلبة من مختلف المناطق. عُرف بتفانيه في العمل وولائه للكتاب والسنة، وترك العديد من المؤلفات الهامة مثل: كتاب الجامع الكبير، وكتاب السير الكبير، والذي يعد من الأعمال الرائدة في الإسلام. توفي عام 189 للهجرة، تاركًا ورائه علمًا نافعًا يُستفاد منه، رحمه الله تعالى.