قصيدة أشهد أن حبك عيد
قصيدة “أشهد أن حبك عيد” هي من تأليف الأديبة السورية غادة السمان، التي ولدت في دمشق عام 1942. حصلت على شهادة البكاليروس في اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق، ثم أكملت دراستها للحصول على درجة الماجستير من الجامعة الأمريكية في بيروت. عملت غادة كمعلمة في كلية الآداب بجامعة دمشق، كما كانت لها تجارب في مجالات الصحافة وإعداد البرامج الإذاعية. اشتهرت بتأليف العديد من الدواوين الشعرية، منها “رحيل المرافئ القديمة”، “السباحة في بحيرة الشيطان”، و”الحب من الوريد إلى الوريد”. وفيما يلي نص قصيدتها “أشهد أن حبك عيد”:
في أي غرف بيتك تقع صور حبيباتك
لأعلق لهن الأزهار وزينات العيد؟
اعذرني .. حبي لك مختلف وغير متحضر
يجهل الغيرة ورغبة التملك
إنه عفوي .. بدائي .. ساذج .. بسيط كالمطر
ينخرط في قبيلة عشقك
دون طقوس أو مراسيم
أو أوسمة أو فواتير أو دموع
افترشت الغربة والتحفت بحبك
فوجدتني في وطني
أي بركان جميل يرحب بي؟
وعاصفة الألعاب النارية تغطي الكواكب
وأمد يدي لأقطف نجمة
وأكتشف معك
طائراً نسيته قبيلتنا منذ سنين اسمه الفرح
اسمك السر وحبك عيد
شارباك انفراجة ابتسامة الأجداد
ذراعاك أرجوحة نسيان
وداخل عينيك دروب أركض فيها إلى الطفولة
وبحيرات كالمرايا أمشي فوق مياهها ولا أبتل
سعيدة لأننا نتحرك في مجرة واحدة
ولأنني مررت يومًا بمدارك ولم أرتطم بكوكبك .. وأحترق
سعيدة لمجرد أنك موجود
ويكفيني أنني عرفتك… وأحببتك
وأعرف أسماء زوجاتك ومحظياتك
وأعرف تضاريس عمرك الشرسة ووهاد مزاجك .. وأحبك
ما كان بوسعي أن أحب سبورة ممسوحة
جديدة لا خدش فيها ولا طعنة ذكرى
أحبك لأنني عرفت معك شيئًا جديدًا غريبًا عني
اسمه الفرح
كل الذين أحببتهم قبلك
صنعوا لي قفصًا وسوطًا ولجامًا
ومقصًا لأجنحتي وكمامة لأغاني الغجرية في أعماقي
فصار الهوى معتقلا والحوار محاكمة
وعلموني الحزن والقسوة واللامبالاة
والغدر والسخرية المصفرة
معك التقيت الشمس صافحت الضحك راقصت البراءة
وقدمت أوراق اعتمادي إلى الشروق
واكتشفت كم همسك الأزرق جميل عند الفجر
لأن الحب حالة ديناميكية
لأن الحب ليس تدجينًا للصدق وتزويرًا للعمر
أحبك كما أنت داخل إطارك
وأحب حكايا حبك للآخرين
مباركة لحظات حنانك الشفاف ولحظات جنونك
مباركة عيون المرأة التي ستحب بعدي
والتي أحبت قبلي
مباركة همساتكما معاً
مبارك اشتعالك بالحب أيا كان الإناء!
فأنا لن أفهم يومًا
لماذا يجب أن يحولني الحب
إلى مؤسسة مكرسة لتخريبك
والتجسس عليك
وشبكة إرهابية تحصي همساتك
لا أفهم لماذا يجعل الحب بعض العشاق
أعداء لمخلوقات هذا الكوكب كله حتى الحبيب!
أن أحبك يعني أن أتصالح مع القمر
والأشجار والفرح والعصافير
والعيد في وطني
أن أحبك يعني أنني أعلنت هدنة مع الحزن
وأعدت علاقاتي الدبلوماسية
ورقصة الليل في دمي
لا تعتب على صمتي فاللغة (ديكور) العواطف
وبعيدًا عن وحل الكلمات
كبر حبي لك
زهرة مائية غامضة تتغذى بالليل والسكون
وضوء القمر المتأجج فضة ..
وثمار غابات العذوبة…
وتعال نكتشف معًا (وحدة قياسية) للحب
غير التدمير المتبادل وجنون الامتلاك ..
حبك سعادة مقطرة .. أفراحك مباركة
في قلبي الذي يجهل رعونة الغيرة
وحده الموت يثير غيرتي إذا انفرد بك!
أتمنى أن أكون ضوءًا في أعماقك
ولا أشتهي تبديل تضاريس المصباح
فهل تقبل حبي؟
وتمنحني تأشيرة دخول إلى دورتك الدموية؟
ابق كما أنت .. عيدًا
ستسعد بك النساء جميعًا
بدلًا من أن تتعس امرأة واحدة!
قصيدة عشق
يحكي الشاعر يحيى السماوي في قصيدته “عشق”:
عشق …
طينه في دمي…
هل أنا جدول ظامئ؟
أَمْ فَنَنْ؟
صوته في فمي…
هل أنا معزف راعف؟
أَمْ شَجَنْ؟
يومه موسمي…
هل أنا روضةٌ
كلما أزهرت ساطت أورادها شوك رعبٍ
وظن؟
خائفٌ … أحتمي
من لظى يقظتي
بضباب الوسن
هل أنا جثةٌ
والحياة كفن؟
يا منى رمّمي
ما أطاح الضغن
قمت من مأتمي
مؤمنا بالسنا
كافرا بالدجن
لست بالمغرم
إن تكن مقلتي
لا ترى جفنها
خيمة للوطن!
قصيدة إني عشقت وهل في العشق من باس
يقول الشاعر أبو نواس في قصيدته “إني عَشِقتُ وهل في العشق من باس”:
إني عَشِقتُ، وهل في العشق من باس؟
ما مر مثل الهوى شيءٌ على راسي
ما لي وللناسِ، كم يلحوّني سفهًا
ديني لنفسي ودين الناس للناس
ما للعدا، إذا ما زُرْتُ مالِكَتي،
كأنّ أوجههم تُطلى بأنقاس؟
الله يعلم ما تركي زيارتكم
إلا مخافة أعدائي وحُرّاسي
ولو قدرنا على الإتـيانِ جئتكُم
سعيا على الوجه أو مشيا على الراسِ
وقد قرأتُ كتابًا من صحائفكم
لا يرحم الله إلا راحمَ الناسِ
قصيدة شرقية
قصيدة “شرقية” للشاعر السوري عامر الصالح، الذي وُلِد عام 1982 في مدينة حلب، ودرس في كلية التربية وعمل مديرًا لمدرسة ابتدائية. بدأ نشر أعماله في بعض الصحف السورية والعربية. وفيما يلي أبيات قصيدته “شرقية”:
اليوم عيد الهوى بالحب يزدهر
فكل عام وأنت الحب يا قمر
بل كل يوم وعين الشعر حافظتان
ما سطّر الله في عينيك والقدر
إني أحبك يا سمراء فابتسمي
ليحلو الحب والأفراح والسهر
إني أحبك لا عذر ولا أسف
وهل بحار لعشق الموج تعتذر؟
يا أبحر الشرق يا أزهار مزرعتي
يا نخلة لثمار الأرض تختصر
أنت الربيع ورمل البحر سيدتي
أنت الجميلات لا ليلى ولا سحر
أسياف خالد في رمشيك أعرفها
ذبّاحة بدم العشاق تقتطر
عيناك يا ليت ذاك البن ملتجئي
كهارب من قضاء الشرق أستتر
عني أنا سطّري ما شئت من قصص
أسطورتي أبدًا.. التبغ والسهر
من ذا يحاكم أزهارًا على عبق؟
أو يرفض الحب في قلبي ويعتذر؟
الخيل والليل والبيداء تعرفني
مع الهوى سيدٌ أعلو وأنتصر
فإن سقطت على يديك منتحرًا
فيا بطولة نسر فيك ينتحر
أنا وأنت جبال الحزن نحملها
وكم بحبه عانى الجفن والبصر
أنا جراح الحسين السمر أشبهها
وكربلاء لحزن القلب تأتزر
سمراء يا قمح السماء معذرة
إن لم تعد مقلة الأشعار تعتصر
اليوم أكملت دين الحب أكمله
وفي العيون ارتضيت النور ينتشر
هذي سطوري وهذا الشعر مشتعلٌ
قصيدة أحبك فوق ما عشقت قلوب
يقول الشاعر المصري إبراهيم ناجي في قصيدته القصيرة “أحبك فوق ما عشقت قلوب”:
أحبك فوق ما عشقت قلوبٌ
ولا أدري الذي من بعد حبي
وأعلم أن كلي فيك فانٍ
وعيني فيك ذائبة وقلبي
وأعلم أن عندك من يُنادي
خفيا هاتفًا وأنا الملبّي
وأعلم أن حبي ليس يشفي
وبعدي ليس يُجديني وقربي
ولما لم أجد للحب حلا
هتفت به كما يرضيك سِر بي
وخذني حيث هند لا تسلني
لأية غاية ولأي دَرب
مقتطفات شعرية لعيد الحب
للتعبير عن الحب أساليب وأشكال متعددة، لذا كُتبت هذه المقتطفات الشعرية التي تركز على طعم الحب والجمال رغم قصرها:
- إنّي رحلت إلى عينيك أطلبها
إمّا الممات وإمّا العود منتصراً
كل القصائد من عينيك أقبسها
ما كنت دونهما في الشعر مقتدراً
صارت عيونك ألحاناً لأغنيتي
والقلب صار لألحان الهوى وتراً
- أحبك جداً.. وجداً.. وجداً
وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا
وما همني إن خرجت من الحب حيًا
وما همني إن خرجت قتيلاً..
- أُعلّل قلبي في الغرام وأكتم
ولكن حالي عن هَواي يُترجم
وكنت خاليًا لست أعرف ما الهوى
فأصبحت حيًا والفؤاد متيّم
- لعيْنيك ما يلقَى الفؤاد وما لقي
وللحُب ما لم يبقَ مني وما بقي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصر جفونك يحب
وبين الرضى والسخط والقرب والنوى
مجال لدمع المقلّة المتراقص