التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
تعتبر الزائدة الدودية (Appendix) هي عبارة عن أنبوب مجوف مغلق من أحد طرفيه، وترتبط بالطرف الآخر بأول جزء من الأمعاء الغليظة المعروف باسم الأعور (Cecum). يتراوح طول الزائدة الدودية عادةً بين 8 إلى 10 سم، ولا يتجاوز عرضها 1.3 سم. ويكون تجويف الزائدة في أضيق حالاته عند نقطة التقاء الزائدة بالأعور. لم يثبت حتى الآن وجود وظيفة محددة للزائدة، ولكن هناك بعض الفرضيات التي تشير إلى إمكانية احتوائها على بكتيريا نافعة للجهاز الهضمي، بالإضافة إلى دورها المحتمل في إنتاج خلايا مرتبطة بالجهاز الغدد الصمّاء في الجنين. كما يُعتقد أن لها مهاماً ضمن جهاز المناعة في السنوات الثلاثين الأولى من حياة الإنسان.
يعتبر التهاب الزائدة (Appendicitis) من أبرز أسباب آلام البطن، خاصة لدى الأطفال، ويمثل حالة جراحية طارئة تتطلب تشخيصاً وعلاجاً سريعين عند حدوث ألم في البطن. تتزايد فرصة انفجار الزائدة الملتهبة مع مرور الوقت، حيث تصل نسبة الإصابة بالتهاب الزائدة إلى حوالي 12٪ بين الذكور، وترتفع هذه النسبة إلى حوالي 25٪ عند الإناث. يمكن أن يحدث التهاب الزائدة في أي مرحلة عمرية، لكن غالبية الحالات تسجل ما بين العاشرة والتاسعة عشر.
أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
تتمثل علامات التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال في أعراض متعددة قد تختلف من حالة إلى أخرى. ليس هناك نمط سريري محدد يميز التهاب الزائدة. ومن بين الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى الإصابة نذكر:
- ألم حاد في البطن: قد يكون موضع الألم حول السرة، أو فوق المعدة، أو في وسط البطن، ويتطور ليشمل الجزء السفلي الأيمن بعد ساعات قليلة. يتفاقم الألم عند السعال أو الحركة. يُلاحظ أن الموقع التشريحي للزائدة قد يختلف بين الأفراد، مما يؤدي إلى اختلاف موضع الألم في بعض الأحيان. إذا كانت الزائدة تقع خلف الأعور، قد يشعر المريض بالألم في الظهر أو خاصرته، بينما الزائدة الحوضية تسبب ألماً فوق العانة.
- أعراض الجهاز الهضمي: مثل الغثيان، القيء وفقدان الشهية (Anorexia)، وغالبًا ما تظهر هذه الأعراض بعد ألم البطن.
- حرقة البول: مرفقة بملاحظة وجود دم في البول (Hematuria) نظرًا لقرب الزائدة من المسالك البولية.
- ارتفاع درجة الحرارة: يمكن أن ترتفع درجة الحرارة بشكل طفيف، بين 37.7 و 38.3 درجة مئوية.
- ألم عند الضغط: قد يشعر المصاب بألم عند الضغط على الجزء السفلي الأيمن من البطن، تحديدًا عند نقطة ماكبيرني (McBurney’s point). تعتبر هذه العلامات من الدلالات القوية على التهاب الزائدة. في بعض الحالات، قد يشعر الشخص بالألم في الجزء الأيمن السفلي عند الضغط على الأيسر، وهو ما يعرف بعلامة روفسينغ (Rovsing’s sign).
- علامة القطنية: تتجلى هذه العلامة في زيادة الألم عند استلقاء المريض على جانبه الأيسر مع تمديد رجله اليمنى من منطقة الحوض.
- علامة السدادية: تتمثل بزيادة الألم الناتج عن التهاب الزائدة عند ثني فخذ المريض ولفه نحو الجسم.
أسباب التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
يحدث التهاب الزائدة نتيجة انسداد تجويفها، ويرجع ذلك إلى مجموعة متنوعة من الأسباب مثل فرط تنسج الخلايا اللمفاوية (Lymphoid hyperplasia) أو تجمّع حصوات برازية (Fecalith) داخلها. يمكن أن ينجم الانسداد أيضًا عن وجود أجسام غريبة أو ديدان في الزائدة. يؤدي انسداد الزائدة الدودية إلى زيادة الضغط داخل تجويفها، مما ينتج عنه إفراز سوائل مخاطية، وهذا يتسبب في انتفاخ الزائدة وتدهور الحالة، مما يجعلها عرضة لنقص التروية الدموية والنمو البكتيري المفرط، مما يزيد من حدة الأعراض وقد يؤدي إلى انثقاب الزائدة (Perforation).
علاج التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
تتضمن علاجات التهاب الزائدة مجموعة متنوعة من الخيارات، لكن العلاج الرئيسي يكون من خلال الاستئصال الجراحي للزائدة، سواء من خلال جراحة مفتوحة (Open appendectomy) أو عبر تقنية المنظار (Laparoscopic appendectomy). تُعتبر جراحة المنظار الخيار الأمثل في حال توفرت الأجهزة اللازمة، حيث تسهم في تسريع الشفاء وتقليل فرص الإصابة بالعدوى. قبل القيام بالعملية، يُعطى المصاب مضادات حيوية وريدية مثل أدوية الجيل الثالث من السيفالوسبورين (Third-generation cephalosporins) إذا كانت الزائدة غير مثقوبة، وفي حالات الانثقاب، تُستمر المضادات الحيوية حتى استقرار حالة المريض. تشمل المضادات الحيوية المستخدمة في هذا السياق Carbapenem وPiperacillin-tazobactam وAmpicillin-sulbactam، بالإضافة إلى بعض مسكنات الألم حسب وصف الطبيب.