قصيدة روحي لكَ يا زائرُ في الليلِ فدى
- يقول الشاعر ابن الفارض في قصيدته:
روحي لكَ يا زائرُ في الليلِ فدى،
يا مؤنسَ وحشتي إذا الليلُ هدى.
إن كان فراقنا مع الصبحِ بدا،
لا أسفَرَ، بعدَ ذاكَ، صبحٌ أبَدَا.
قصيدة لي سكرة بالحب عند الصباح
- يقول الشاعر ابن شيخان السالمي في قصيدته:
لي سكرة بالحب عند الصباح،
لا غرو إن أفصح دمعي وباح.
كتم الهوى مُرٌّ لأربابه،
ولذة العاشق في الافتضاح.
وما لقلبي من نسيم الصبا،
إذ هبّ من نجدٍ سوى الارتياح.
توقدت نار الجوى في الحشا،
وزادها وَقْدًا هبوب الصباح.
بالله يا نسمة نجدٍ متى،
عهدكم بالساكنات البطاح.
نشيدة وهي فؤادي بها،
قد ضاع في تلك النواحي وطاح.
يا حلو دهرٍ مرّ بي عندها،
قضيته ما بين كأس وراح.
من لي برد الروح وهناً إلى،
روحي من الجرداء للإنشراح.
وكيف أبغي ردّة وهو إن،
عاد أطار القلب نحو الملاح.
يا هل درى أحبابنا أنني،
بعدهم صرت كسير الجناح.
لو جبُروا ما هاض من خاطري،
بنظرة منهم فهل من جناح.
ولاحٍ استرشد في عذله،
وقد أضاء بارق دمعي ولاح.
فما درى إلا وقد أغرقت،
سيول دمعي عضله ثم ساح.
يعذلني في حب مَنْ وجهها،
غار على الليل بضوء الصباح.
قصيدة تخشى أسنان الزهرة
- تقول الشاعرة غادة السمان في قصيدتها:
قلت للزهرة اللطيفة: صباح الخير،
أخرجت أسنانها وأكلتني!…
ومن يومها وأنا أهرب من حكايات الحب،
لأجلس على الضفة الأخرى.
أكتب قصائد الحب للحب – كما الفن للفن!
أيتها المرأة الوحيدة، لماذا تحبين الحب وتكرهين الحبيب؟
قالت المرأة الوحيدة كحبة فستق منسية في الصحن:
لأنني أخاف أسنان الأزهار!
قصيدة صباحك سكر
- يقول الشاعر نزار قباني في قصيدته:
إذا مرّ يوم ولم أتذكر،
به أن أقول: صباحك سكر…
ورحت أكتب كطفل صغير،
كلامًا غريبًا على وجه دفتر.
فلا تضجري من ذهولي وصمتي،
ولا تحسبي أن شيئًا تغيّر.
فحين أنا لا أقول: أحبك،
فمعناه أني أحبكِ أكثر.
إذا جئتني ذات يوم بثوبٍ،
كعشب البحيرات.. أخضر.. أخضر.
وشعرك ملقى على كتفيكِ،
كبحرٍ.. كأبعاد ليلٍ مبعثر.
شهيّ.. شهيّ.. كطعنة خنجر.
ورحت أعب دخاني بعمق،
وأرشف حبري وأسكر.
فلا تنعتيني بموت الشعور،
ولا تحسبي أن قلبي تحجّر.
وبالوهم أزرع شعرك دفلى،
وقمحًا.. ولوزًا.. وغابات زعتر.
إذا ما جلستِ طويلاً أمامي،
كمملكة من عبير ومرمر.
وأغمضت عن طيباتك عيني،
وأهملت شكوَى القميص المعطر.
فلا تحسبي أنني لا أراك،
فبعض المواضيع بالذهن يبصر.
ففي الظل يغدو لعطرك صوت،
وتصبح أبعاد عينيك أكبر.
أحبك فوق المحبّة.. لكن،
دعيني أراك كما أتصوّر.
قصيدة صباحك
- يقول الشاعر صباح الحكيم:
صباحك حب وشهد وعنبر،
صباحك مسك وورد وأكثر،
صباحك بشرى لكل بعيد،
لكل غريب،
أضاع الطريق وتاه تعثر،
صباحك نور،
وقلبي الشجي،
وهذا الزمان الشقي المكدر.
صباحك للحزن،
يشفي،
مصاب،
ويروي البراري إذا ما تصحر.
صباحك غيث وأنت الصفاء،
وأنت السقاء وأنت الشفاء،
لكل يئوس تدر الأمل،
تموت بقربك كل العلل.
صباحك وجه لهذا الزمان،
إذا مال عنه يغيب الأمان.
صباحك عيد لكل جريح،
إذا طاف حولي،
شجوني تطيح،
فأبدو كورد بحقل فسيح،
وألقاك طيفًا ندياً مريحاً.
إذا غاب عني جراحي تصيح،
صباحك نجم بليلي تدلى،
فقام الظلام تنحى وولى،
وصار الضياء على كل ملقى،
ودار الحنان لقلبي المعنى.
صباحك لحن لدربي الحزين،
وصوتك وجد لكل أنين.
إذا قيل حرف بهذا المكان،
تفيض البوادي بشدو الحنان.
فتنأى الجراح ويزهو الزمان،
يصير الوجود لنا كالجنان.
صباحك نبض وأنت الحياة،
صباحك سلوى لكل غداة،
وضوء الأماني لأمسي الفقيد،
وفجر مطل بأفق بعيد.
أدار الضياء فمال الظلام،
فأيقظ حلمي على راحتيه،
وأضحى سواد الليالي بياضًا،
وغنى النخيل لشدو النسيم.
صباحك منه تفوح العطور،
صباحك ضوء لدربي الكئيب،
وقلبي الندي النقي الرطيب.
صباحك هذا الصباح الطهور،
إذا ما تدنى رياضي تبور،
صباحك شعر وأنت بها،
نبيذ الأغاني لروح الدنا.
صباحك يا منيتي كالأغاني،
إذا ما تغنى فؤادي يعاني.
صباحك شهد لا يتغير،
لأنك أصل العبير المعطر.
فعد كي نجدد طريقًا قديمًا،
لقد ضاع عمرًا فلا تتأخر.
إذا ما أتيت ستجفل روحي،
وعين الليالي لأجلك تسهر.
قصيدة صباح
- يقول الشاعر عادل خميس:
كأن مسائي طريق الجنوب،
يكيل النفوس،
يكيل الجروح،
ولا يرعوي أن يحيل الشفاه قفارًا.
وهيهات،
لم يغفُ عن لوعة سانحة.
صباح الصفاء،
تزمّل تحت جفوني السراب،
ولا عابرون يسدّون باب الرياح،
على قبرها.
كيف يرنو ضجيجًا،
رفات صباح ولم يلهُ في عينها،
منذ عامين كحل.
ولا بات (حنا) على جارحة.
صباح الجمال،
تثاءب بعدك – أم البياض – غبار السنين.
على غيظنا،
وارتوت من عروق الليالي قلوب.
فلا أنّة في تراتيل فجر،
ولا بسمة لغروب بعيد.
فلم تبق شمس،
لكي تمنحه.
صباح الغياب،
صباح الغياب،
متى ما نكأت الحنين،
فعنّت حياة.
وردّد من بعدها الطفل:
أم ي.
سنبقى،
نظن مجرد ظن،
وإن كان إثمًا،
بأنّا نعيش.
نعي شئن.
هنيئًا لنا كل هذا الممات،
وتبقى صباح.
ستبقى صباح،
– مكلّلة بالبياض – هي الرابحة.
قصيدة فازددت دهشاً فوق دهش أول
صبّحته عند المساء فقال لي،
ماذا الكلام وظن ذاك مزاحا.
فازددت دهشاً فوق دهش أول،
وعلمت أني قد أتيت جناحا.
أحسن أبا حسن فحسنك راعني،
حتى توهّمت المساء صباحا.
لا تعجبن فإن وجهك لو بدا،
في ظلمة لحسبته مصباحا.
أنت الذي حيرتني بملاحة،
تركت صباح العالمين قباحا.
كم قد فتنت وما سعيت لفتنة،
كم قد قتلت وما حملت سلاحا.