النفايات
تُعتبر النفايات مصدر خطر كبير على البيئة، حيث تأتي من مجموعة متنوعة من المصادر وتظهر في أشكال عديدة مثل الحالة السائلة أو الصلبة أو الحمأة أو الغازات. وتزداد مخاطرها بشكل كبير أثناء عملية التخزين أو النقل أو المعالجة، أو عند حدوث أي تغيير عليها. من بين هذه النفايات، هناك ما يتراكم فوق المياه ويتسرب إلى طبقات المياه الجوفية، مما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الكائنات الحية عبر شرب المياه الملوثة. كما تمثل النفايات في مواقع الطمر تهديدًا للأشخاص الذين يعيشون بجوارها، حيث يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
يمكن تقليل الأضرار البيئية الناتجة عن النفايات من خلال إعادة التدوير والتقليل من كميات النفايات المستهلكة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن معالجة النفايات بطرق كيميائية مثل التبادل الأيوني أو التمخيس أو الأكسدة. هناك أيضًا الأساليب الحرارية التي تساهم في تدمير الجزيئات السامة عند تطبيق درجات حرارة عالية باستخدام أجهزة متخصصة مثل الأفران الدوارة والمواقد. ومع ذلك، يجب التنبيه إلى أن هذه الطريقة قد تسهم في تلوث الهواء. من جهة أخرى، يمكن استخدام طرق فيزيائية مثل الترسيب والتبخر والتصلب والترشيح، أو طرق المعالجة البيولوجية التي تستهدف بعض أنواع النفايات العضوية.
أنواع النفايات
فيما يلي نستعرض أنواع النفايات وتأثيرها على البيئة ومصادرها المختلفة:
نوع النفايات | مصدر النفايات |
---|---|
النفايات التجارية | المتاجر والأسواق والمراكز التجارية والمطاعم والأماكن الترفيهية والفنادق |
النفايات الخضراء | الحدائق والمنتزهات العامة والخاصة، الحشائش والأشجار، وأشغال التقليم وصيانة المساحات الخضراء |
النفايات الكبيرة الحجم | أجزاء السيارات، قطع الأثاث، الأجهزة الكهربائية، وجذوع الأشجار |
النفايات الصناعية الخطيرة | المواد المذيبة، المواد المزيلة للشحوم والزيوت، المواد المشعة، الأحبار، الرواسب العجينية، الأحماض، والقلويات |
النفايات الإدارية | المدارس، الجامعات، الوزارات، والمكاتب الإدارية |
أضرار تلوث البيئة بالنفايات
تُنتج النفايات مواد سامة أو قابلة للاشتعال أو مُعدية، وقد تحمل إشعاعات خطيرة تضر البيئة بما فيها الإنسان نفسه. ونستعرض فيما يلي بعض الأضرار وفقًا لنوع الضرر:
- أضرار النفايات السامة: تأثير هذا النوع من النفايات كبير ولا يعتمد على حجمه فحسب، إذ قد يتسبب في الأمراض المزمنة أو الوفاة أو حتى السرطان مع التعرض المستمر لفترات طويلة. كما تؤدي النفايات السامة إلى ظهور طفرات قد تغير الخصائص البيولوجية للبيئة.
- أضرار النفايات القابلة للتفاعل: تشمل بعض أنواع النفايات غير المستقرة كيميائيًا، حيث تتفاعل مع مكونات البيئة مثل الهواء أو الماء، مما يؤدي إلى تكوين أبخرة سامة أو حتى انفجارات. ومن المعروف أن درجات الحرارة المنخفضة يمكن أن تحفز النفايات القابلة للاشتعال لتسبب حرائق فورية.
- أضرار النفايات المُعدية: تؤثر هذه النفايات بشكل كبير على صحة الإنسان، وذلك لأنها تحتوي على مخلّفات مثل إبر المستشفيات وضمادات المصابين، مما يسبب انتشار الأمراض المعدية.
- أضرار النفايات المُشعة: يتمثل هذا الضرر في أن هذه النفايات لا تتحلل بشكل فوري، بل تستمر في التأثير لآلاف السنين، حيث تمتلك طاقة مؤينة تضر الكائنات الحية في البيئة.
أضرار النفايات على الهواء
تؤثر النفايات العضوية المتراكمة في مكبات النفايات بشكل كبير على جودة الهواء، حيث تُنتج غازات تؤدي إلى تلوث الهواء مثل أكاسيد الكربون وغاز الميثان. فيما يلي بعض هذه الغازات وتأثيراتها الضارة على البيئة.
غاز أول أكسيد الكربون
يُعتبر غاز أول أكسيد الكربون من أكثر الغازات السامة تأثيراً على الكائنات الحية؛ فهو يطلق تفاعلات مع الحديد الذي يُعَد عاملاً مهماً في بعض الأنزيمات التنفسية، مما يُعيق وظيفتها. كما يرتبط هذا الغاز مع الهيموجلوبين في الدم ليكون مركبًا يُعرف بـ”كربوكسيل الهيموجلوبين”، مما قد يؤدي إلى ضعف حاسة البصر وأضرار في القلب والجهاز العصبي والجهاز التنفسي، مما قد ينتهي إلى الوفاة.
غاز ثاني أكسيد الكربون
يسبب غاز ثاني أكسيد الكربون تهيجاً في الأغشية المخاطية ويتسبب في التهاب القصبات الهوائية، مما يصعب عملية التنفس ويؤدي إلى الإختناق.
غاز الأمونيا
يُعرف غاز الأمونيا أيضًا بالنشادر، وهو ضار جدًا بالأغشية المخاطية للعين والجيوب الأنفية والحنجرة، وزيادته في الجسم قد تؤثر على بعض الأنزيمات مما يسبب العقم.
غاز كبريتيد الهيدروجين
يُعرف غاز كبريتيد الهيدروجين أيضًا باسم غاز الهيدروجين، وهو ناتج عن تحلل النفايات الكبريتية بواسطة البكتيريا. هذا الغاز يفتقر إلى اللون ويتميز برائحة قوية مُشابهة لرائحة البيض الفاسد. ويمكن استنشاقه دون الإحساس برائحته، مما قد يؤدي فعليًا إلى آثار صحية خطيرة مثل الآلام في الجهاز العصبي المركزي وكسل التفكير، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على عملية التنفس. يُسهم ذلك في التهابات في القصبات الهوائية والحنجرة، ويؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية، كما يعوق القدرة على نقل الأكسجين بواسطة الهيموجلوبين.