أبو صفار (اليرقان) أثناء الحمل
يُعرف مرض أبو صفار أو اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice) بأنه تصبغ في الجلد وبياض العينين باللون الأصفر نتيجة ارتفاع مستويات مادة البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) في الدم. تعتبر البيليروبين مادة كيميائية موجودة في العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد. يحدث هذا الاضطراب عند تعطل إفراز العصارة الصفراوية، مما قد ينجم عن أمراض تصيب الكبد أو المرارة، أو بسبب انسداد في القناة الصفراوية (بالإنجليزية: Bile Duct) أو لأسباب أخرى متنوعة.
تعتبر إصابة الحوامل بمرض أبو صفار أمراً نادراً، ولكن قد تؤثر هذه الحالة على صحة الأم والجنين معًا. في بعض الأحيان، قد تؤدي الأسباب التي تسبب ظهور اليرقان إلى فقدان الحمل. سنناقش في الجزء القادمة من المقالة الأسباب المرتبطة بحدوث أبو صفار أثناء الحمل.
أعراض أبو صفار عند الحامل
يعتبر أبو صفار أحد الأعراض الناتجة عن حالات صحية معينة تعاني منها المرأة الحامل. يرتبط ظهور هذا الاضطراب عادةً بعدة علامات وأعراض، ومن أبرزها:
- اصفرار الجلد.
- اصفرار الأغشية المخاطية.
- تحول لون بياض العينين إلى الأصفر.
- الحكة الجلدية.
- البراز ذو اللون الفاتح.
- البول داكن اللون.
- الشعور بالغثيان والتقيؤ.
- آلام في منطقة البطن.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الضعف العام.
- الصداع.
- ضبابية الذهن.
- انتفاخ البطن.
- تورم القدمين.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- الإسهال وظهور الدم في البراز.
أسباب ظهور أبو صفار عند الحامل
تتنوع الأسباب وراء ظهور أبو صفار أثناء الحمل. فقد يرتبط ظهوره بحالات طبية خاصة بفترة الحمل، أو قد تصاب الحامل بأمراض غير مرتبطة بالحمل تزامنًا مع هذه الفترة. يمكن تناول هذه الأسباب كما يلي:
الأسباب المرتبطة بالحمل
تعد بعض الحالات الطبية المتعلقة بفترة الحمل مسؤولة عن ظهور مرض أبو صفار لدى النساء. من أبرز هذه الحالات:
- القيء الحملي المفرط: (بالإنجليزية: Hyperemesis Gravidarum)، وهو حالة خطيرة تتمثل في الغثيان المفرط والتقيؤ وفقدان الوزن، حيث يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى ظهور الصفار. ويرتبط ظهورها بشكل رئيسي بزيادة مستويات الهرمونات أثناء الحمل.
- الركود الصفراوي أثناء الحمل: (بالإنجليزية: Intrahepatic Cholestasis of Pregnancy)، وهو اضطراب يصيب الكبد ويتسبب في تجمع العصارة الصفراوية، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالصفار. عادةً ما تظهر أعراض هذه الحالة في الثلث الأخير من الحمل وتختفي بعد الولادة.
- مقدمات الارتعاج: (بالإنجليزية: Pre-eclampsia) وهي من المضاعفات الصحية التي تصيب بعض النساء الحوامل، مسببة زيادة ضغط الدم وتلف بعض الأعضاء مثل الكبد والكلى، مما قد يؤدي إلى ظهور أبو صفار.
- متلازمة هيلب: (بالإنجليزية: HELLP syndrome)، وهي حالة نادرة وخطيرة قد تظهر كأحد المضاعفات المناسبة لبعض النساء الحوامل أثناء أو بعد الحمل، تؤدي إلى تضرر الدم والكبد وإمكانية ظهور أبو صفار.
- داء الكبد الدهني الحاد أثناء الحمل: (بالإنجليزية: Acute Fatty Liver of Pregnancy)، وهو حالة تتسم بتجمع الدهون الزائدة في الكبد مما يسبب ظهور أبو صفار.
الأسباب غير المرتبطة بالحمل
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى زيادة مستويات البيليروبين في الجسم والتي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأبو صفار، بغض النظر عن تأثير الحمل. تشمل الأسباب المهمة ما يلي:
- حصى المرارة: (بالإنجليزية: Gallstones)، وهي حصى تتكون من مواد مصلبة مثل الكوليسترول، مما يؤدي إلى ظهور أبو صفار.
- متلازمة جيلبرت: (بالإنجليزية: Gilbert’s Syndrome)، تعيق هذه الحالة الجينية قدرة الكبد على معالجة مادة البيليروبين بشكل سليم، مما يتسبب في زيادة مستوياته في الدم ويؤدي إلى ظهور أبو صفار.
- فشل الكبد: (بالإنجليزية: Liver dysfunction)، ويؤدي عدم قدرة الكبد على أداء وظائفه إلى تراكم البيليروبين في الدم وبالتالي تظهر أعراض أبو صفار.
- التهاب الكبد: (بالإنجليزية: Hepatitis)، يُعتبر من حالات الالتهاب التي تصيب الكبد نتيجة عدوى فيروسية، وقد يقترن تناول بعض الأدوية أو الكحول بالإصابة به، مما يؤدي إلى ظهور الصفار.
- الأسباب قبل الكبدية: (بالإنجليزية: Pre-hepatic causes)، حيث يمكن أن يظهر أبو صفار نتيجة لتفكك مفرط في الدم وزيادة البيليروبين ضمن مجرى الدم، وبالتالي تؤدي بعض الأمراض مثل الملاريا أو الثلاسيميا أو فقر الدم المنجلي وغيرها، إلى ظهور هذه الحالة.
علاج أبو صفار عند الحامل
يعتمد علاج أبو صفار لدى الحوامل على تحديد السبب الرئيس وراء ظهوره. قد يصف الأطباء مضادات الفيروسات أو اللقاحات لعلاج التهاب الكبد. بعض الحالات قد تتطلب تدخلًا جراحيًا. كما يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي منخفض البروتينات وتجنب الأطعمة الضارة بالكبد في تحسين الحالة. من المهم أيضاً الحفاظ على الراحة، وشرب كميات كافية من السوائل، ومراقبة العلامات الحيوية ذات الصلة بأبو صفار.