إشكالية الإفراط في شرب الماء
تُعرف الحالة المعروفة بفرط التميُّه (بالإنجليزية: Hyperhydration) أو التسمم بالماء (بالإنجليزية: Water intoxication) على أنها اختلال في توازن السوائل داخل الجسم. ويحدث ذلك عندما يحصل الجسم على كميات كبيرة من السوائل تتجاوز ما يتم فقده بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى حاجة مفرطة للماء. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه الحالة نادرة الحدوث، حيث تستطيع الكلى السليمة التخلص من كميات تتراوح بين 20 و28 لتراً يومياً، أي بمعدل يتراوح بين 800 و1,000 ميلليلتر في الساعة. ومع ذلك، يمكن أن تتعرض لهذه الحالة حالات نادرة، خاصة بين الرياضيين الذين يمارسون تمارين شاقة، والأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الكلى. فيما يلي، نناقش أضرار الإفراط في شرب الماء والأعراض المتعلقة بها:
- نقص صوديوم الدم: (بالإنجليزية: Hyponatremia) يتمثل الخطر الأساسي في التسمم بالماء في تقليل تركيز الصوديوم في الدم، حيث يُعتبر نقص صوديوم الدم حالة خطيرة عندما يقل مستوى الصوديوم في الدم عن 135 ميلليمول/لتر. يمكن أن يؤدي هذا الوضع إلى انتفاخ الخلايا بسبب دخول السوائل إلى داخلها عبر خاصية الأسموزية، مما يسبب ضغطًا متزايدًا على الأنسجة الدماغية وتأثيرًا سلبيًا على الوظائف الطبيعية للدماغ. في حالات شديدة، يمكن أن يؤدي نقص الصوديوم إلى فقدان الوعي أو حتى حدوث الغيبوبة.
- أضرار شائعة: تشمل الغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية، والتعب، والتململ، ومشاكل في الهضم، وتغيرات مزاجية، وانخفاض توازن الأحماض في الجسم.
- أضرار في الجهاز العصبي المركزي: تحدث نتيجة انتفاخ خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى صداع، ارتباك، نعاس، وخمول.
- أضرار خطيرة في الحالات الشديدة: تشمل ارتفاع ضغط الدم، الارتباك، ازدواجية الرؤية، فقدان الوعي، النوبات، وزيادة خطر الإصابة بالسكتة، صعوبة التنفس، وضعف العضلات.
الفئات المعرّضة للإفراط في شرب الماء
بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإفراط في شرب الماء، ومن منهم:
- الرياضيون: قد يكون الرياضيون، خاصة الذين يشاركون في ماراثونات، أكثر عرضة لهذه المشكلة بسبب شرب كميات كبيرة من الماء خلال فترة قصيرة مع فقدانة للسوائل عبر التعرق. وقد أظهرت دراسة نشرت في مجلة The New England Journal of Medicine في عام 2002 أن 13% من المشاركين في ماراثون بوسطن عانوا من أعراض نقص صوديوم الدم.
- الأشخاص في التدريب العسكري: أفاد تقرير نشرت في مجلة Military Medicine عام 2001 بأن 17 عسكريًا أصيبوا بنقص صوديوم الدم بعد شرب كميات كبيرة من السوائل أثناء التدريب، بينما حدثت حالة وفاة نتيجة التسمم بالماء بعد شرب أكثر من 5 لترات خلال عدة ساعات.
- الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية: مثل العطاش الابتدائي (بالإنجليزية: Psychogenic polydipsia)، الذي يتضمن الإفراط في شرب السوائل دون الشعور بالعطش، وهو شائع بين المرضى المصابين بالفصام والذهان.
نصائح لتفادي الإفراط في شرب الماء
تستند تقليل فرط التميُّه على سبب حدوثه وشدته. بشكل عام، يُوصى بتقليل استهلاك السوائل بعد استشارة طبيب. يُفضل توزيع شرب الماء على فترات زمنية وذلك بدلاً من شربه دفعة واحدة، بالإضافة إلى الشرب عند الحاجة. من الضروري أيضًا معالجة الأسباب المحتملة لفرط التميُّه، مثل تقليل استهلاك الصوديوم في حالات المرض أو التوقف عن تناول بعض الأدوية التي تؤدي لذلك. في حالة الرياضيين، يُنصح بمراقبة الوزن قبل وبعد النشاط الرياضي لتقدير كمية السوائل اللازمة للتعويض.
يوصى بشرب 2-4 أكواب من السوائل في ساعة واحدة، وزيادة الكمية عند الشعور بالعطش. يمكن أيضًا اعتماد المشروبات الرياضية خلال التمارين الطويلة لتعويض السوائل المفقودة والصوديوم والبوتاسيوم.
يعتبر لون البول مؤشراً على مستويات الترطيب؛ حيث يدل البول الشفاف على فرط التميُّه، بينما يشير البول الأصفر الفاتح إلى مستوى جيد من الترطيب، في حين يعد البول الداكن علامة على نقص الترطيب.
الكمية اليومية الموصى بها من الماء
تتفاوت الكمية المناسبة من الماء التي ينبغي على الأفراد شربها يومياً، وتختلف أيضًا حسب العوامل المؤثرة مثل النشاط البدني، الطقس، والحالات الصحية. توصي المنظمات الصحية بشرب حوالي 15.5 كوب (3.7 لتر) للرجال و11.5 كوب (2.7 لتر) للنساء يومياً.
أهمية شرب الماء
تشكل نسبة الماء نحو 60% من جسم الإنسان، حيث تعتمد عليه الأعضاء الحيوية للقيام بوظائف حيوية مثل إنتاج العصارة الهضمية، امتصاص المغذيات، تكوين الدم، وتنظيم درجة حرارة الجسم. يعتمد جسم الإنسان بشكل يومي على شرب السوائل وتناول الأغذية الغنية بالماء لتعويض الفقد الناتج عن عمليات التنفس، والهضم، والتعرّق، والتبول.
للمزيد من المعلومات حول فوائد شرب الماء، يمكنك مراجعة مقال “فوائد شرب الماء للجسم”.