أحاديث حول الفرج بعد الشدة
تأتي الفرج بعد الضيق والمعاناة الشديدة، حيث يرزق الله عباده بفراج واسع عندما تصل الشدّة إلى أقصى درجاتها. وقد وردت العديد من الأحاديث في السنة النبوية الشريفة تشير إلى الفرج بعد الشدّة، ومنها ما يلي:
- عن ابن عباس -رضي الله عنه-: (كنتُ رفيقًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لي: يا غلام، احفظ الله يحافظ عليك، احفظ الله تجدْه أمامَك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة).
(قد جفَّ القلم بما هو كائن، فلو أراد جميع الخلق أن ينفعوك بشيء لم يقضيه الله لك، لم يقدروا عليه، ولو أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك، لم يضروك. واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا).
- عن ابن مسعود عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لو كان العسر في جحر، لدخل عليه اليسر حتى يخرجه. ثم تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن مع العسر يسرا”).
- عن أبي الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سئل عن قول الله -تبارك وتعالى-: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ، قال: من شأنه أن يغفر ذنبًا، ويكشف كربًا، ويرفع قومًا، ويضع آخرين).
- عن عبد الله بن مسعود عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من نزلت به فاقةٌ، فأنزلها بالناس، لم تُسد فاقته، ومن نزلت به فاقةٌ، فأنزلها بالله، يُوشكُ الله له برزق عاجل أو آجل).
أدعية لتفريج الهموم من السنة النبوية
إن الله -تعالى- يفرج هموم عباده إذا لجأوا إليه ودعوه بصدق وإخلاص. وقد وردت في السنة النبوية العديد من الأدعية التي تساعد في تفريج الهموم، منها:
- عن ابن عباس عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل همٍ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب).
- عن أبي سعيد الخدري عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، فقال: ففعلت ذلك فأذهب الله -عز وجل- همي وقضى عني ديني).
- عن علي: (جاءه مكاتَب فقال: إني قد عجزت عن مكاتبتي فأعنّي، قال: ألا أعلمك كلماتٍ علمنيهنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لو كان عليك مثل جبل صير دينًا، أدَّاه الله عنك، قال: قل: اللهمّ اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمّن سواك).
- عن سعد بن أبي وقاص عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أخبركم بشيءٍ إذا نزل برجلٍ منكم كربٌ، أو بلاءٌ، دعا به ففرّج عنه؟ دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
- عن عبد الله بن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللهمّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك).
(أسألك بكل اسم هو لك سميتَ به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، فاذهب الله همّه وحزنه، وأبدله مكانه فرجًا).
الفرج بعد الشدة في القرآن الكريم
عندما يشتد الأمر على المسلم، عليه أن يتوجه إلى الله -تعالى- الذي يستطيع أن يرفع عنه الضيقات والبلاء، ويدعوه بإيمان ليكشف همّه ويزيل كربه، فهو القادر -جل جلاله-، ويجب ألا يتعجل في الفرج؛ فهو قد يأتي في الوقت المناسب، وقد أورد الله لنا أمثلة عن الفرج في كتابه العزيز، ومنها:
- الفرج عن سيدنا أيوب عليه السلام.
قال -تعالى-: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
- الفرج عن أم موسى عليه السلام.
قال -تعالى-: (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ).
- الفرج عن سيدنا يونس عليه السلام.
قال -تعالى-: (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ).
- الفرج عن سيدنا يعقوب عليه السلام.
قال -تعالى-: (فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ).