قارة أفريقيا
تُعتبر قارة أفريقيا (بالإنجليزية: Africa) واحدة من أقدم القارات في العالم، حيث تحتوي على ثروة هائلة من الموارد الطبيعية المتنوعة. تحتل أفريقيا المرتبة الثانية عالميًا من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحتها حوالي 30,000,000 كيلومتر مربع، وتضم نحو 54 دولة. رغم تشارك هذه الدول في مجموعة من الخصائص المشتركة، إلا أنها تختلف في ما يتعلق بتوزيع الموارد الطبيعية، والاقتصاد، والكثافة السكانية، والمعالم الجغرافية.
تحظى قارة أفريقيا بنصيب كبير من إنتاج العديد من المواد الخام، ويعتمد الاقتصاد الأفريقي في أسسه على قطاعات الصناعة، والتجارة، والزراعة، والسياحة. ومع ذلك، تواجه القارة تحديات اقتصادية ضخمة نتيجة عدم الاستفادة المثلى من مواردها الطبيعية، وهو ما يتجلى في واقع حياة كثير من سكانها الذين يعانون من الفقر، مما دفع العديد من الدول الأفريقية إلى تصدير السلع الأولية والمواد الخام إلى دول العالم للحصول على العملات الأجنبية.
غينيا الاستوائية: أغنى دولة في أفريقيا
تُعتبر غينيا الاستوائية (بالإنجليزية: Equatorial Guinea) أغنى دولة في أفريقيا لعام 2016 وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي، حيث بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي حوالي 38,699.093 دولار. وفيما يلي معلومات تفصيلية عن غينيا الاستوائية:
الموقع الجغرافي
تقع غينيا الاستوائية في الجزء الغربي من قارة أفريقيا، وتمتد بين خطي طول 5° 30′ شرقًا و11° 20′ شرقًا، ودرجتي عرض 3° 45′ شمالًا و1° 25′ شمالًا. تحدها من الشمال الكاميرون، ومن الجنوب والشرق الغابون، بينما يحدها من الغرب المحيط الأطلسي. تبلغ مساحتها 28,051 كيلومتر مربع، ومالابو هي عاصمتها الرسمية، ويتسم مناخها بالخصائص الاستوائية.
الاقتصاد
ساهم الاعتماد على احتياطات النفط والغاز في التسعينيات في تعزيز النمو الاقتصادي في غينيا الاستوائية، حيث بلغ معدل الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 29,000 دولار في عام 2014. يمثل قطاع الزراعة والغابات جزءًا ثانويًا من الاقتصاد، حيث تعتمد غينيا الاستوائية على محصول الكاكاو كمصدر رئيسي للعائدات المالية.
استضافت غينيا الاستوائية مؤتمرين حول التنوع الاقتصادي في عام 2014 لتعزيز الاستثمار، وتم التركيز على خمسة قطاعات رئيسية: الخدمات المالية، السياحة، البتروكيماويات والتعدين، صيد الأسماك وتربية الماشية، والزراعة. كما تشمل مواردها المعدنية الزنك، والألماس، والذهب وغيرها من المعادن.
السكان
بلغ العدد التقديري لسكّان غينيا الاستوائية في عام 2016 نحو 870,000 نسمة، وفقًا لهيئة الأمم المتحدة. يتكون المجتمع من مجموعات عرقية متنوعة تشمل: فانغ، وبوبي، ومدو، وأنوبون، وبوجيبا، بالإضافة إلى عدة جماعات وأقليات عرقية أخرى. اللغتان الإسبانية والفرنسية هما اللغتان الرسميتان، بينما تُستخدم اللغات المحلية مثل الفانغ والبوبي. الغالبية العظمى من السكان ينتمون إلى الديانة المسيحية، مع وجود أيضًا عبادات وثنية بين بعض المجموعات السكانية.
الجغرافيا
تتميز جغرافيا غينيا الاستوائية بتنوع تضاريسها، ومن أبرز معالمها ساحل ريو موني الذي يمثل الجزء القاري من البلاد مع شواطئ منحدرة نحو الجنوب. يتواجد سهل ساحلي على بعد 12 ميلاً عن التلال الساحلية، مما يؤدي إلى ظهور هضاب داخلية تزداد ارتفاعًا نحو الحدود مع الغابون. يتضمن النطاق المركزي مسطحات مائية تغذيها أنهار مثل نهر مبيني ونهر أوتامبوني. بينما تتكون المناطق النائية من صخور متحولة تتأثر بفعل عوامل التعرية والترشيح، مما يؤثر سلبًا على خصوبة التربة.
المعالم السياحية
تحتوي غينيا الاستوائية على العديد من المعالم الطبيعية والسياحية، ومن أبرزها:
- جزيرة بويكو: جزيرة بركانية تتميز بجمال الطبيعة، وتُغطى بغابات مطيرة وأدغال، وتعد موطنًا للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى شواطئ تحتضن سلاحف بحرية.
- باتا: تمثل المدخل الرئيس لغينيا الاستوائية، وهي تحتوي على طرق جديدة مزودة بالإضاءة الكهربائية، التي ظهرت خلال فترة الابتكارات في المدينة.
- منتزه مونتي ألين الوطني: يقع على بُعد ساعتين من باتا، وهو محمية تمتد على 540 ميلًا مربعًا، موطن للغوريلا، والفيلة، والطيور، والتماسيح.
- جزيرة كورسيكو: تعكس طبيعة الحياة التقليدية في أفريقيا، وتُذكّر بأثر الاستعمار الإسباني، مع وجود مجتمعات صغيرة تحافظ على تراث الحياة التقليدية.
التاريخ
تشير الاكتشافات الأثرية إلى انتشار ثقافة سانغوان في جميع أنحاء غينيا الاستوائية في فترات مبكرة. في عام 1471، اكتشف البرتغاليون أراضي أنوبون، وكانت خالية من السكان آنذاك. حاولوا تطويرها، وفي عام 1778، نقلت البرتغال أراضي فرناندو بو وأنوبون والساحل من النيجر إلى غابون الحديثة لتصبح تحت الاحتلال الإسباني. في عام 1958، سُميت غينيا الاستوائية بغينيا الإسبانية، وأصبحت واحدة من مقاطعات إسبانيا. في عام 1964، أُنشئت مقاطعتان هما ريو موني وفرناندو بو، وفي عام 1968، نالت استقلالها وأصبحت تُعرف باسم جمهورية غينيا الاستوائية.