هل هناك أطعمة تعيق حدوث الحمل؟
يمكن أن تؤثر التغذية بشكلٍ كبير على القدرة على الإنجاب، ورغم صعوبة فصل تأثير النظام الغذائي عن العوامل الأخرى، تشير الأدلة العلمية الحالية إلى أن تناول الدهون المشبعة والسكريات يرتبط بتقليل الخصوبة عند كل من الرجال والنساء. وقد تم تسليط الضوء على هذا الموضوع في مراجعة شاملة لمجموعة من الدراسات التي نشرت في مجلة Frontiers in Public Health عام 2018.
لتهيئة الجسم للحمل وتعزيز الخصوبة، من الضروري الحفاظ على وزن صحي واختيار الأطعمة التي تدعم صحتهم وصحة الجنين خلال فترة الحمل. يجب أن تتضمن الحمية الغذائية كميات كافية من حمض الفوليك، الحديد، وعناصر غذائية هامة أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يُوصى دائماً باستشارة الطبيب لتقييم الحالة الصحية الفردية وتحديد الخطة العلاجية الملائمة بجانب النظام الغذائي.
أطعمة قد تؤثر على الخصوبة
توجد بعض الأطعمة التي قد تؤثر على الخصوبة، بالتوازي مع عوامل أخرى مثل العمر، الوزن، وبعض الحالات الصحية. إليكم بعض هذه الأطعمة:
الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحولة
يُعتبر تناول الدهون الصحية بشكل يومي أمرًا ضروريًا لتعزيز الخصوبة والصحة العامة. ومع ذلك، فإن استهلاك الدهون المتحولة (Trans fats) يرتبط بزيادة خطر العقم لدى النساء، نتيجة تأثيراتها السلبية على حساسية الإنسولين.
في دراسة موسعة نُشرت في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition عام 2007، شملت أكثر من 18,000 امرأة يعانين من مشاكل في الخصوبة، وُجد أن استهلاك الدهون المتحولة بدلاً من الكربوهيدرات قد يزيد من خطر العقم الناتج عن الاضطرابات في الإباضة. وتوجد هذه الدهون المتحولة في الزيوت النباتية المهدرجة، السمن النباتي، الأطعمة المقلية، والأصناف المُصنعة والمخبوزات.
الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة
مثل الأطعمة المحلاة، العصائر، ومنتجات الحبوب المكررة مثل المعكرونة والخبز والأرز، التي يتم امتصاصها بسرعة في الجسم مما يزيد من مستويات سكر الدم والإنسولين بسرعة. هذه الأطعمة تتمتع بمؤشر جلايسيمي مرتفع، مما يعني أنها تسهم في رفع مستويات سكر الدم بشكل ملحوظ.
جدير بالذكر أن تركيب الإنسولين الكيميائي مشابه لهرمونات المبيض التي تساعد في نضوج البويضات، لهذا فإن ارتفاع مستويات الإنسولين بشكل مستمر قد يُصعب إنتاج كميات كافية من الهرمونات التناسلية، مما يؤدي إلى عدم نضوج البويضات وغياب الإباضة.
الأسماك التي تحتوي على مستويات مرتفعة من الزئبق
تناولت دراسة قائمة على الملاحظة نُشرت في مجلة An International Journal of Obstetrics and Gynaecology، والتي شملت 157 زوجًا يعانون من مشاكل في الخصوبة، العلاقة بين العقم وارتفاع مستويات الزئبق. وقد وُجد أن الاستهلاك المفرط للمنتجات البحرية يؤدي لزيادة هذه المستويات في الدم لدى المشاركين في الدراسة.
من المهم التنبيه إلى أن الجسم يخزن الزئبق، مما يعني أن الجنين قد يتأثر به حتى وإن تناولته الأم قبل حدوث الحمل. لذلك، ينبغي تجنب استهلاك الأسماك الغنية بالزئبق مثل سمكة السيف، الماكريل الملكي، سمك الأسماك، القرش، والتونا المعلبة في مرحلة محاولة الحمل.
الكافيين بكميات مرتفعة
تتباين الدراسات حول تأثير الكافيين على الخصوبة، لذا يُفضل استهلاكه بشكل معتدل. دراسة نشرت في مجلة American Journal of Epidemiology أفادت أن الاستهلاك المفرط للكافيين، الذي يفوق 500 مليغرام يوميًا، قد يؤثر على القدرة على الإنجاب. حيث تُظهر الأدلة أن النساء اللاتي يتناولن كميات كبيرة من الكافيين قد يحتجن إلى وقت أطول للحمل. بينما دراسة أخرى نُشرت في مجلة Acta obstetricia et gynecologica Scandinavica لم تجد تأثيرًا ملحوظًا للكافيين على القدرة على الإنجاب.
بشكل عام، يتفق الخبراء على أن الاستهلاك المعتدل للكافيين، الذي يقل عن 200 مليغرام يوميًا، أي حوالي كوبين من القهوة، لا يؤثر سلبًا على فرص حدوث الحمل.
أطعمة قد تعزز فرص الحمل
رغم عدم وجود طعام معين أو نظام غذائي خاص يُعزز فرص الإنجاب، فإن اتباع نظام غذائي متوازن يُعتبر مهمًا لدعم الصحة العامة، بما يشمل القدرة على الحمل. ومن الأطعمة التي يمكن أن تساهم في تحسين الخصوبة لدى النساء عند تناولها كجزء من الحمية الغذائية المتوازنة:
- البروتينات قليلة الدهون والبروتينات النباتية.
- الدهون الصحية، بما في ذلك الدهون الأحادية غير المشبعة.
- الكربوهيدرات منخفضة المؤشر الجلايسيمي.
- منتجات الألبان الغنية بالدهون.
- الخضراوات، الفواكه، والحبوب الكاملة.
ولمزيد من المعلومات، يمكنكم الاطلاع على مقال حول الأطعمة التي تساعد على الحمل.
نصائح لتحسين فرص الحمل
بعد استشارة الطبيب وتحديد ما إذا كانت هناك مشكلات صحية تؤثر على الحمل، يُمكن اعتناق بعض العادات الحياتية التي تُساهم في تعزيز الصحة العامة وزيادة فرص الحمل. كما تم ذكره سابقًا، يلعب النظام الغذائي دورًا مهمًا في هذه العملية. لذلك ينصح بتناول فيتامينات الحمل، والتي تم التأكيد على أهميتها خلال هذه الفترة. وهنا بعض النصائح التي يمكن اتباعها لزيادة فرص حدوث الحمل:
- تناول فيتامينات الحمل وحمض الفوليك بعد استشارة الطبيب.
- تجنب التدخين.
- الحفاظ على وزن صحي.
- تناول مصادر الحديد من الغذاء أو المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب.
- تناول الأطعمة الصحية التي تعزز الخصوبة وتجنب تلك التي قد تقلل من فرص الإنجاب وفقًا للبحوث.
- تجنب الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تثبيط الإباضة وتقليل إنتاج هرمون البروجستيرون.