للفضل أخلاق تُعلّم بفضله
- يقول البحتري:
للفَضْلِ أخْلاقٌ تَعلّم بفضله،
ما كانَ يَرغَبُ مثلُها عن مثله
جَمَعَ المَكارِمَ جميعاً بخَلائِقٍ،
لم تُجمع في سيّدٍ من قبله
فمتى يَقِفْ تَقِفِ العُلَى، ومتى يَسرْ
مُتَوَجّهاً تَسِرُ العُلَى في ظله
إحسانُهُ دَرَكُ الرّجاءِ، وقوله
عندَ المواعيد شُعبةٌ من فعله
قسَمَ المُولَّدَ مُباعِداً، ومُقارِباً،
ورأى سَبيلَ الحمدِ أصلحَ سُبله
لم تُجهِدِ الإيجوَادَ غايتُهُم
إلا تَنَاوَلَها بأهْوَنِ رِسْله
يُنْبئكَ عَن قُربِ النبوّةِ هديُهُ،
والشّيءُ يُخبِرُ بعضهُ عن كُلّه
وبحسبهِ المأمونُ والمَهْدِيُّ والمنصورُ
مِن كثرِ الفعالِ وقله
شَرَفٌ، أبَا العَبّاسِ، قُمتَ بحقّه،
فَهَجَرْتَ كلّ دنيئةٍ من أجله
الله يَشهَدُ، وهو أفضَلُ شاهدٍ،
أنّ ابنَ عمّ أبيكَ أفضَلُ رُسله
أخلاق مجدكَ جلت، ما لها خطرٌ
- يقول النابغة الذبياني:
أخلاق مجدكَ جلت، ما لها خطرٌ
في البأس والجود بين العِلم والخبر
متوجٌ بالمعالي، فوق مفرقهِ
وفي الوَغي ضَيغَمٌ في صورة القمر
للفضل أخلاق تُعلم بفضله
- يقول البحتري:
للفَضْلِ أخْلاقٌ تُعلّم بفضله،
ما كانَ يَرغَبُ مثلُها عن مِثلِهِ
جَمَعَ المَكارِمَ كُلّهَا بخَلائِقٍ،
لم تَجتَمِعْ في سيّدٍ مِن قَبْله
فمتى يَقِفْ تَقِفِ العُلاَ، وَمتى يَسرْ
مُتَوَجّهاً تَسِرِ العُلاَ في ظِلّهِ
إحسانُهُ دَرَكُ الرّجَاءِ، وَقَوْلُه
عندَ المَواعيد شُعبةٌ من فِعْله
قَسَمَ التّلادَ مُباعِداً، وَمُقارِباً،
وَرَأى سَبيلَ الحَمدِ أصْلَحَ سُبْلِهِ
لم تُجهِدِ الإيجوَادَ غايَةُ سُؤدَدٍ
إلاّ تَنَاوَلَهَا بأهْوَنِ رِسْلِهِ
يُنْبئكَ عَن قُرْبِ النبوّةِ هَديُهُ،
وَالشّيءُ يُخبِرُ بَعضُهُ عَن كُلّهِ
وبحسبِهِ المأمونُ وَالمَهْدِيُّ وَالمَنْـ
ـصُورُ مِن كُثْرِ الفَعَالِ وَقُلّهِ
شَرَفٌ، أبَا العَبّاسِ، قُمتَ بحقّه،
فَهَجَرْتَ كلّ دَنيئَةٍ مِنْ أجله
الله يَشهَدُ، وَهوَ أفضَلُ شَاهِدٍ،
أنّ ابنَ عَمّ أبيكَ أفضَلُ رُسْله
ألا إن أخلاق الرجال وإن نمت
- يقول محمود سامي البارودي:
ألا، إنَّ أخلاقَ الرجالِ وَ إنْ نمتْ
فأربعةٌ منها تفوقُ على الكلّ:
وَقَارٌ بلا كِبْرٍ، وَصَفْحٌ بلا أَذَىً
وَجُودٌ بلا مَنٍّ، وَحِلْمٌ بلا ذُلِّ
إن المكارم أخلاق مطهرة
- يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إن المكارم أخلاق مطهرة
فالدين أولُها والعقل ثانِيها
والعلم ثالِثُها والحِلْمُ رابِعُها
والجود خامِسُها والفضل سادِسُها
والبر سابعُها والصبر ثامنُها
والشكرُ تاسعُها واللين باقِيَها
والنفس تعلم أني لا أصادقها
ولست أرشد إلا حين أعصيها
هي الأخلاق تنبت كالنبات
- يقول معروف الرصافي:
هي الأخلاقُ تنبتُ كالنبات
إذا سُقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهدها المُربي
على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساقٍ
كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد روحاً
بازهارٍ لها متضوعات
ولم أرَ للخلائق من محلٍّ
يُهذِّبها كحضن الأمهات
فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ
بتربيةِ البنين أو البنات
وأخلاق الوليدِ تقاس حسناً
بأخلاق النساءِ الوالداتِ
وليس ربيبُ عاليةِ المزايا
كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنانٍ
كمثل النبت ينبت في الفَلاة
فيا صدرَ الفتاةِ رحبت صدراً
فأنت مَقرُّ أسنى العاطفات
نراك إذا ضممتَ الطفل لوحاً
يفوق جميع الواح الحياة
إذا استند الوليد عليك لاحت
تصاوير الحنان مصورات
لأخلاق الصبىّ بكُّ انعكاس
كما انعكس الخيالُ على المِرآة
وما ضَرَبانُ قلبك غير درس
لتلقين الخصال الفاضلات
فأوَّل درس تهذيب السجايا
يكون عليك يا صدر الفتاة
فكيف نظنُّ بالأبناء خيراً
إذا نشأوا بحضن الجاهلات
وهل يُرجَى لأطفال كمال
إذا ارتضعوا ثديّ الناقصات
فما للأمهات جهلن حتى
أتَيْن بكل طيَّاش الحصاة
حَنوْنَ على الرضيع بغير علم
فضاع حنوّ تلك المرضعات
أأمُّ المؤْمنين إليك نشكو
مصيبتنا بجهل المؤمنات
فتلك مصيبة يا أمُّ منها
«نَكاد نغصُّ بالماءِ الفراتِ»
تجعلنا بعدك العادات ديناً
فأشقى المسلمون المسلمات
فقد سلكوا بهنَّ سبيلَ خُسرٍ
وصدّوهنَّ عن سبل الحياة
بحيث لزِمْن قعرَ البيت حتى
نزلنَ به بمنزلة الأدَاة
وعدّوهن ضعيفات كذباب
بلا جنح وأهون من شذاة
وقالوا شرعة الاسلام تقضي
بتفضيل «الذين على اللواتي»
وقالوا إن معنى العلم شيء
تضيق به الصدور الغانيات
وقالوا الجاهلات أعفُّ نَفساً
عن الفحشا من المتعلمات
لقد كذبوا على الاسلام كذباً
تزول الشمُّ منهُ مُزَلزَلات
أليس العلم في الاسلام فرضاً
على أبنائه وعلى البنات
وكانت أمنا في العلم بحراً
تحل لسائليها المشكلات
وعلمها النبي أجَلَّ علمٍ
فكانت من أجلّ العالمات
لذا قال ارجِعُوا أبداً إليها
بثلثيْ دينكم ذي البينات
وكان العلم تلقيناً فأمسى
يحصل بانتياب المدرسات
وبالتقرير من كتب ضخامات
وبالقلم الممدّ من الدواة
ألم نرَ في الحسان الغيد قبلاً
أوانسَ كاتبات شاعرات
أخ طاهر الأخلاق عذب كأنه
- يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ
جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ
يزيد على الأيام فضل موده
وَشِدَّة َ إِخْلاَصٍ وَرَعْيَ ذِمَامِ
إذا ابتدرَ الناسُ المكارمَ بزَّهم
- يقول كثير عزة:
إذا ابتدرَ الناسُ المكارمَ بزَّهم
عَرَاضَة أَخْلاَقِ ابنِ لَيْلَى وَطُولُها
وإنَّ ابنَ ليلى فَاهَ لي بِمَقَالَةٍ
ولو سرتُ فيها كنتُ ممّن ينيلُها
عَجِبْتُ لِتَرْكِي خُطَّة َ الرُّشْدِ بَعْدَمَا
بَدَا ليَ مِنْ عَبْدِ العَزِيزِ قَبُولُها
وأمِّيَ صعباتِ الأمورِ أروضُها
وقدْ أمكنتني يومئذٍ ذلوُلها
حلفتُ بربِّ الرّاقصاتِ إلى منى
يَغُولُ البلادَ نَصُّها وَذَمِيلُها
لئن عادَ لي عبدُ العزيزِ بمثلِها
وأَمْكَنَنِي مِنْهَا إذاً لا أُقِيلُها
فهل أنتَ إن راجعتُكَ القولَ مرّةً
بأَحْسَنَ منها عَائِدٌ فَمُنوِيلُها