خاتم النبوة
يُعتبر خاتم النبوة رمزاً فريداً يتواجد على جسم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- منذ ولادته، وهو من أبرز علامات نبوته. كان هذا الخاتم موجودًا في منطقة الظهر، وتعددت الأوصاف والآراء حوله من قبل العلماء وفقاً لمصادر وروايات مختلفة. ولقد وُجد لكل نبي خاتم نبوته المميز، والذي عادةً ما يكون في يده اليسرى، ولكن خاتم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- خاص ومميز حيث يقع في ظهره بين كتفيه.
وجهات نظر العلماء حول خاتم النبوة
تباينت آراء العلماء حول وصف خاتم النبوة، ومن بين هذه الآراء:
- ذكر الحاكم في مستدركه أن الخاتم هو عبارة عن مجموعة من الشعر المتجمع بين كتفي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- جاء في حديث عمرو بن أخطب أنه كشيء يتم الختم به.
- عند مسلم، وُصف بأنه يشبه بيضة الحمامة.
- وفي الشمائل للترمذي، تم تشبيهه باللحمة الناشزة.
- بينما أشار ابن عساكر إلى أنه يشبه البندقة.
- في سنن الترمذي، تم وصفه كالتفاحة.
- كما ذكر ابن هشام أنه كالمحجم.
- وصف ابن أبي خثيمة الخاتم كشامة خضراء محفورة في اللحم، وفي رواية أخرى كشامة سوداء تميل إلى الصفرة، وحولها شعر كأنه عرف فرس.
- أما عائشة -رضي الله تعالى عنها- فقالت إنه كالتين الصغيرة.
أحاديث نبوية حول خاتم النبوة
توجد عدة أحاديث صحيحة تتعلق بخاتم النبوة -صلى الله عليه وسلم-، منها:
- قال السائب بن يزيد -رضي الله تعالى عنه-: “ذهبت بي خالتي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ، فشربت من وضوئه، وقمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، مثل زر الحجلة.”
- قالت أم خالد -رضي الله تعالى عنها-: “أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أبي وعلي قميص أصفر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سَنَه سَنَه، ثم ذهبت ألعب بخاتم النبوة، فقال لي أبي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: دعها. ثم قال: أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، فبقيت حتى ذكر جني من بقائها.”
- قال جابر بن سمرة: “رأيت خاتماً في ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كأنه بيضة حمام.”
- وقال عبد الله بن سرجس: “رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأكلت معه خبزاً ولحماً أو ثريداً، فقال: أستغفر لك النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قلت: نعم، ولك، ثم تلا هذه الآية: {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}، ثم دُرت خلفه، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، عند ناغض كتفه اليسرى، جُمعاً، عليه خيلان كأمثال الثآليل.”