فقدان الوزن
يفرح العديد من الأشخاص بفكرة فقدان الوزن، ولكن قد لا يفكرون في صحة هذا الأمر. بلا شك، يُعتبر إنقاص الوزن أمرًا إيجابيًا، لكن ذلك يتطلب تعديل النظام الغذائي ليصبح صحيًا ومتوازنًا بجانب ممارسة التمارين الرياضية. من الضروري أن يدرك الأفراد أن فقدان الوزن بشكل مفاجئ دون اتباع نظام لفقدانه يمكن أن يكون مصدر قلق. إذ أن هذا النوع من فقدان الوزن قد يشير إلى مجموعة متنوعة من الأمراض الصحية الخطيرة.
يعتبر تشخيص أسباب فقدان الوزن المفاجئ أمرًا ضروريًا، فإذا شعر الشخص بأنه يتعرض لفقدان وزنه، فمن المهم البحث عن الأسباب. فالانخفاض المفاجئ والسريع في الوزن قد يكون أحد الأعراض الرئيسية للكشف المبكر عن حالات صحية خطيرة، مما يساعد على العلاج السريع والتعافي.
يحدث فقدان الوزن عندما يفقد الجسم كتلة العضلات والسوائل والدهون المتراكمة. الالتزام بنظام غذائي صحي سيساعد بشكل كبير في فقدان الوزن. بالنسبة لما يُعرف بفقدان الوزن السريع، فإنه يُعتبر فقدان حوالي 5% من كتلة الجسم في فترة عام أو أقل دون أي نظام غذائي خاص.
أسباب فقدان الوزن المُفاجئ
اضطرابات الأكل
يتكيف جسم الإنسان مع ما يتناوله. فعند اتباع نظام غذائي متوازن، يصبح الوزن متوازنًا ومتناسقًا مع الطول. وعندما يتوقف الشخص عن تناول الطعام، فإن تقليل الوزن أمر شائع، خصوصًا بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الأكل مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي.
يُعرف فقدان الشهية المرضي العصبي بأنه حالة نفسية يشعر فيها الشخص بالخوف الشديد من زيادة الوزن، مما يدفعه لتقليل كميات الطعام إلى الحد الأدنى، مما يؤدي به إلى النحافة المفرطة. أما في حالة الشره المرضي العصبي، فيقوم الشخص بالإفراط في تناول الطعام ثم يعوض ذلك بممارسة التمارين القاسية للسيطرة على الوزن. لذا، فإن هذه الاضطرابات في تناول الغذاء تُعتبر من الأسباب الرئيسية لفقدان الوزن المفاجئ، ويجب علاجها بسرعة لتفادي تهديد حياة الشخص المعني. ويُعتبر فقدان الشهية مرضًا شائعًا بين الفتيات في سن المراهقة بشكل خاص.
مشاكل نفسية
تساهم بعض المشكلات النفسية، مثل التوتر والقلق، في فقدان الوزن السريع. في العالم الحديث، إذ تكثر العلاقات الشخصية، زادت معدلات التعرض للقلق من مسؤوليات العمل والمشكلات الحياتية. بعض الأشخاص يجدون صعوبة في التعامل مع الظروف الصعبة مما يؤدي إلى زيادة القلق وفقدان الوزن بشكل غير متوقع، وقد يُصاحب هذا أعراض أخرى مثل تسارع التنفس والشعور بالدوار والآلام في الصدر.
بالإضافة إلى القلق، فإن فقدان الوزن قد يكون نتيجة للإصابة بالاكتئاب. فعندما يشعر الشخص بالحزن والقلق بشكل مستمر، قد ينتج ذلك عن عوامل نفسية أو وراثية أو بيئية. حيث غالبًا ما يصاحب الاكتئاب فقدان الشهية، وأحيانًا تظهر مشاكل في الجهاز الهضمي، مما يسبب انخفاضًا حادًا في الوزن.
السرطان
يمكن أن تكون بعض الأمراض الحادة مثل سرطان الدم أو البنكرياس أو الرئة من أسباب فقدان الوزن المفاجئ. يُعتبر فقدان الوزن المفاجئ أحد الأعراض الشائعة المرتبطة بالأورام. فالأورام تُشجع عمليات الأيض في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة في حرق السعرات الحرارية وبالتالي فقدان الوزن.
الإسهال المزمن
يُعتبر الإسهال أحد الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الوزن، وهو نتيجة لاضطرابات في الأمعاء. هذه الحالة قد تصيب الجميع لأسباب متعددة، مثل تناول طعام غير مناسب أو التعرض لدرجات حرارة منخفضة. بالرغم من إمكانية علاج الإسهال بالمضادات الحيوية، فإن الأشخاص الذين يعانون من الإسهال لفترة تتجاوز الأربعة أسابيع قد يتعرضون لانخفاض حاد في الوزن.
مرض السكري
عند الإصابة بداء السكري، يصبح الجسم غير قادر على إنتاج كميات كافية من الأنسولين، مما يُعيق تحلل الجلوكوز. لذا تبقى الطاقة غير متاحة لخلايا الجسم، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في مجرى الدم وبالتالي فقدان الوزن بشكل ملحوظ، جنبًا إلى جنب مع أعراض أخرى تشير إلى مرض السكري.
بجانب الأسباب السابقة، يمكن أن يكون فقدان الوزن نتيجة لمجموعة من الأمراض الأخرى مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، التهاب المفاصل، ارتجاع المريء، السل، الفشل الكلوي، مشاكل الرئة، الإيدز، أو بسبب تعاطي المخدرات، سوء التغذية، أو حتى مرض باركنسون أو انسداد الأمعاء. وتجدر الإشارة إلى أن العمر يُعتبر عاملاً مهمًا في هذا السياق.
علاج فقدان الوزن المفاجئ
يعتمد العلاج على تحديد الأسباب. لذا، ينبغي على الفرد الذي يعاني من فقدان الوزن مراجعة الطبيب لتشخيص حالته ومعرفة العوامل التي أدت إلى المشكلة. ويجب إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد الأسباب، اتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة والتي تشمل اتباع نظام غذائي متوازن، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والخضوع لمرحلة من الراحة والتعافي.
فيديو أسباب فقدان الوزن المفاجئ
جميعنا نتمنى أن نفقد بعض الوزن، حتى لو كان بشكل بسيط. ولكن، هل من الممكن أن نفقد الوزن فجأة؟