تأثير التدخين على تلوث البيئة المنزلية
يُعتبر الدخان الناجم عن التدخين مصدرًا للعديد من المواد السامة التي تنتشر بسهولة في الأماكن المغلقة. يزيد هذا من نسبة ذرات الهواء الملوثة، حيث تلتصق هذه السموم بالمفروشات والملابس الموجودة داخل المنزل، مما يؤثر سلبًا على من يتعامل معها بشكل مباشر. عواقب ذلك تشمل الإصابة بمجموعة من الأمراض لأفراد الأسرة، بالإضافة إلى تلوث الهواء بالسموم، مما يزيد من احتمالية استنشاقها وإحداث مشاكل صحية متعددة. يُعتبر رمي أعقاب السجائر على المفروشات من الأسباب الأساسية لحرائق المنزل.
الدخان الذي يتواجد في الهواء داخل المنزل يُعرف بأنه دخان غير مباشر، أي عندما يستنشق أحد أفراد الأسرة هذا الدخان، يُمكن أن يتعرض لمخاطر أكبر من تلك التي يتعرض لها المدخن مباشرة. تكون نسبة المواد العضوية السامة في هذا الدخان أعلى، مما يعزز خطر الإصابة بالسرطان. علاوة على ذلك، تكون جسيمات الدخان غير المباشر أصغر من تلك الموجودة في الدخان المباشر، مما يسهل دخولها إلى مجرى التنفس دون أي عملية تنقية.
أثر التدخين السلبي على الأطفال
يبدأ تأثير التدخين السلبي على الطفل منذ مرحلة الجنين في بطن أمه إذا كانت الأم تدخن أو تعيش في بيئة ملوثة بالدخان. قد يؤدي هذا إلى أضرار جسيمة في نمو الجنين، بالإضافة إلى الإصابة ببعض الأمراض التنفسية والمشكلات في نمو الدماغ بشكل سليم. كما أنهم يكونون أكثر عرضة للوفاة المفاجئة مقارنة بأقرانهم الذين لا يتعرضون للدخان.
استنشاق الدخان من قبل الأطفال يُزيد من فرصة إصابتهم بالعديد من أمراض الجهاز التنفسي. كما يؤثر على قدرتهم على التركيز وأداء المهام الدراسية، مما يجعل أداؤهم أقل من الأطفال الذين لا يتعرضون لهذه المواد السامة. من الأعراض الشائعة التي يعانون منها فقدان الشهية وفقر الدم، بالإضافة إلى عدم الاستقرار العاطفي والنفسي، مما يجعلهم أكثر عرضة لتبني هذه العادة الضارة.
يتحتم على الآباء تحمل مسؤولياتهم تجاه أسرهم ولا سيما أطفالهم، من خلال عدم تعرضهم لهذه السموم الضارة. إذا أراد فرد ما ممارسة التدخين وإلحاق الضرر بنفسه، فإنه لا يجب عليه فرض هذا الضرر على الآخرين، وعليه الابتعاد عن المنزل الذي يعد ملاذًا للراحة والأمان وليس مصدرًا للمرض وصعوبة التنفس.