الأعشاب الضارة بالمرضع
يعتبر حليب الأم مصدرًا غذائيًا أساسيًا للطفل الرضيع، حيث يُعد مصدرًا للعناصر الغذائية المتنوعة. لذا، من المهم أن تأخذ المرضع الحيطة والحذر وتستشير الطبيب قبل استخدام أي أعشاب أو علاجات شعبية خلال فترة الرضاعة، خاصة في الأسابيع الأولى من حياة الطفل أو في حالات ولادته المبكرة. وينطبق ذلك أيضًا على المكملات الغذائية العشبية، ويمكن تفسير ذلك لعدة أسباب، على النحو التالي:
- عدم وجود دراسات كافية تثبت أمان استخدام أنواع الأعشاب المختلفة خلال فترة الرضاعة، سواء بالنسبة للأم أو للطفل. فقد تحتوي بعض المكملات العشبية على مستويات من المعادن الثقيلة التي تشكل خطرًا على الصحة، وذلك بسبب عدم وجود رقابة على إنتاجها من قبل الهيئات المختصة.
- عدم التأكد من فعالية الأعشاب أو المكملات العشبية التي تلجأ النساء إلى استخدامها عادةً لزيادة إدرار الحليب.
- يمكن أن تصل بعض الأعشاب والمكملات العشبية إلى حليب الأم كما هو الحال مع بعض الأدوية، مما قد يؤدي إلى آثار سلبية على صحة الطفل الرضيع.
وفيما يلي بعض الأعشاب التي ينبغي على المرضع تجنبها:
أعشاب تؤثر على الجهاز العصبي
يجب على المرضع تجنب استخدام جرعات عالية من الأعشاب التي تحتوي على الألكلويدات أو أشباه القلويات، وخاصة تلك التي تؤثر على الجهاز العصبي. ومن بين هذه الأعشاب:
- القُبْطيس (Coptis) الذي يحتوي على ألكلويدات البِربارين (Berberine alkaloids).
- شجرة الحب (Phellodendron)، التي تحتوي أيضًا على ألكلويدات البِربارين.
- جذور نبتة الصفيراء (Sophora root)، المحتوية على الأوكسيماترين (Oxymatrine).
أعشاب تؤثر في الهرمونات
بعض الأعشاب لها تأثير هرموني قوي على الجسم، خصوصًا إذا تم استخدامها لفترات طويلة وبكميات كبيرة، مثل اليانسون والشمر. لذا ينبغي التعامل مع هذه الأعشاب بحذر خلال فترة الرضاعة، بينما يمكن استخدامها بكميات صغيرة للمساعدة في عملية الهضم.
أعشاب تسبب المغص للرضع
بعض الأعشاب التي تتناولها المرضع قد تتسبب في مغص للرضيع، وتشمل:
- الأعشاب التي تحتوي على مركبات البيروليزيدين (Pyrolizidine)، التي قد تتراكم في الكبد عند استخدامها يوميًا، ومن أمثلتها:
- حشيشة السعال (Coltsfoot).
- العشب المعمّر (Comfrey).
- الألوي (Aloe).
- جذور الروند (Rhubarb root).
- السَّنَا (Senna).
أعشاب يُعتقد أنها تقلل إدرار الحليب
قد يؤدي استهلاك كميات كبيرة من بعض الأعشاب إلى تقليل إدرار الحليب لدى المرضع، كما قد تُستخدم في إيقاف إنتاج الحليب لدى الأمهات اللاتي توقفتن عن الرضاعة. بينما عادةً لا تؤثر كميات صغيرة لهذه الأعشاب في إدرار الحليب، مثل استخدامها لإضفاء نكهة على الطعام. من بين هذه الأعشاب:
- الميرمية.
- إكليل الجبل.
- الزعتر.
- النعناع.
- البقدونس.
أعشاب أخرى
هناك مجموعة من الأعشاب الأخرى التي يُعتقد أنها قد تسبب آثارًا جانبية على المرأة المرضع أو الطفل، مما يستدعي تجنبها خلال فترة الرضاعة، ومنها:
- الألوفيرا (Aloe vera).
- الكوهوش الأزرق (Blue cohosh).
- أوراق لسان الثور (Borage leaf).
- أوراق الكومفري (Comfrey leaf).
- شاي الكومبوتشا (Kombucha).
هل توجد أعشاب مفيدة للمرضع؟
كما ذُكر سابقًا، يُنصح بتجنب جميع أشكال العلاجات العشبية خلال فترة الرضاعة، نظرًا لعدم توفر دراسات تؤكد سلامتها. ومن بين الأعشاب التي قد تُستخدم الشائعة بين المرضعات هي الحلبة. حيث وُجد في تحليل شامل نُشر في مجلة “Phytotherapy Research” عام 2017، أن استهلاك نبتة الحلبة لدى 122 من الأمهات المرضعات كان له تأثير إيجابي على إدرار الحليب.
ومع ذلك، الأبحاث حول تأثير الأعشاب في زيادة إنتاج حليب الثدي لا تزال محدودة، وتحتاج إلى المزيد من الدراسات لإثبات فعاليتها. لذلك، ينبغي دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام أي أعشاب أو مكملات عشبية لزيادة إدرار الحليب، حيث قد تحمل بعض المخاطر الصحية.
للمزيد من المعلومات حول الأعشاب المفيدة للمرضع، يمكنكم الاطلاع على مقال “أعشاب لزيادة حليب الأم”.
أطعمة ينبغي تجنبها أو تقليل تناولها من قِبَل المرضع
الكثير من النساء قد لا يرون ضرورة لتجنب أي أطعمة أثناء فترة الرضاعة، لكن بعض الأطعمة والمشروبات قد تسبب مشاكل صحية للأطفال الرضع أو الأمهات المرضعات، ومن هذه الأطعمة:
- الأطعمة التي تحتوي على فودماب: (FODMAPs) وهي أنواع محددة من السكريات والكربوهيدرات التي قد تسبب ألمًا في البطن. تشمل هذه الأطعمة:
- المانجو، التفاح، الكرز، والخوخ.
- البصل، والثوم.
- القرنبيط.
- الفطر.
- البازلاء والبقوليات.
- منتجات القمح.
- منتجات الألبان الغنية بسكر اللاكتوز.
- السمك مثل القرش، وسمك القرميد، وأبو سيف، والماكريل، والتونة.
- الشاي.
- القهوة.
- المشروبات الغازية.
- الشوكولاتة.
- الأطعمة المعالجة: التي تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية، وقد تؤثر على تفضيل الطفل للطعام في المستقبل.
- منتجات الألبان: في بعض الحالات، يمكن أن يستلزم الأمر الحد من استهلاك منتجات الألبان، مثل الحليب والجبن والزبادي. إذا لاحظت الأم كثرة البصاق أو القيء أو التهيّج أو الطفح الجلدي بعد تناول منتجات الألبان، قد ذلك يشير إلى حساسية الطفل.
نصائح غذائية للمرضع
تحتاج المرضعة إلى سعرات حرارية إضافية خلال فترة الرضاعة لضمان حصولها على العناصر الغذائية اللازمة، لذا يُنصح بإضافة ما بين 450-500 سعرة حرارية يوميًا، من مصادر غذائية صحية. ولتحقيق ذلك، يُفضل اتباع نظام غذائي متوازن يبدأ بقراءة نشرة العناصر الغذائية على المنتجات، للحد من استهلاك السكريات المضافة، الدهون المشبعة، والصوديوم. يجب على المرضعة تضمين مجموعة من الأطعمة الصحية، مثل:
- الخضروات والفواكه المتنوعة.
- حبوب الإفطار المدعمة بالحديد وحمض الفوليك.
- المنتجات التي تحتوي على الحبوب الكاملة، مثل الأرز البني وخبز الحبوب الكاملة.
- الأطعمة البحرية.
- لحوم خالية من الدهون والدواجن.
- البيض.
- البازلاء والفاصوليا.
- المكسرات والبذور غير المُملحة.
- منتجات الصويا مثل حليب الصويا المدعم بالكالسيوم، وفيتامين أ، وفيتامين د.
- الحليب والجبن والزبادي منخفضة الدسم أو منزوع الدسم.
خاتمة المقال
تمتلك العديد من الأعشاب القدرة على زيادة إدرار الحليب خلال فترة الرضاعة، ولكن عددًا قليلًا منها فقط تمت دراسة فعاليته وأمان استخدامه. يوجد بعض الأعشاب التي قد تؤثر سلبًا على إدرار الحليب وصحة الطفل الرضيع مثل التسبب في المغص والإسهال، مما يستدعي ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدام أي من هذه الأعشاب أثناء فترة الرضاعة والتأكد من سلامتها عند استخدامها بكميات معتدلة.
- ↑ “Herbal medicines & breastfeeding”, www.thewomens.org.au, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث “5 Foods to Limit or Avoid While Breastfeeding”, www.healthline.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث “ON TAKING HERBS WHILE BREASTFEEDING”, www.itmonline.org, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ “The Foods to Avoid When Breastfeeding”, www.verywellfamily.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ “nutrition for the breastfeeding mother”, www.albertahealthservices.ca, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ “Is it safe for breastfeeding women to take herbal medicines?”, www.sps.nhs.uk, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ “Galactagogues: 23 Foods That Increase Breast Milk”, www.healthline.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ “Effectiveness of fenugreek as a galactagogue: A network meta-analysis”, onlinelibrary.wiley.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ “10 Herbs to Increase Breast Milk Supply”, www.verywellfamily.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ “Which foods can help with lactation”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ “Foods to avoid when breastfeeding”, www.babycenter.com.au, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ “List of FOOD AVOID – Pregnancy & Feeding”, www.academia.edu, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ “Maternal Diet”, www.cdc.gov, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ “Eat Healthy While Breastfeeding: Quick tips”, health.gov, Retrieved 15/7/2021. Edited.