إجراء عملية تكميم المعدة
تُعتبر عملية تكميم المعدة (بالإنجليزية: Sleeve gastrectomy) واحدة من الجراحات الفعّالة لعلاج السمنة والمساعدة في التخفيف أو التخلص من الأمراض المرتبطة بها. لقد اكتسبت هذه العملية شهرة كبيرة، وهي تُعتبر الخيار الأول في مجال جراحات إنقاص الوزن، حيث تم إجراء أكثر من 125,000 عملية تكميم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2016، مما يمثل حوالي 58% من جميع جراحات إنقاص الوزن التي تمت في ذلك العام. عادةً ما تُجرى هذه العملية باستخدام تقنية المنظار البطني (بالإنجليزية: Laparoscopy)، حيث يقوم الجراح بعمل عدة شقوق صغيرة في الجزء العلوي من البطن لإدخال الأدوات الطبية اللازمة. خلال هذه العملية، يتم استئصال نسبة تصل إلى 80% من حجم المعدة، مما يحولها إلى شكل أنبوبي مشابه لحبة الموز. يتم اللجوء إلى إجراء تكميم المعدة في حال وجود سمنة مفرطة، حيث يكون مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body mass index) أكثر من 40، أو في حالة تواجد مؤشر بين 35 و40 مع وجود مشكلات صحية أخرى ذات صلة بالسمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: High blood pressure) وداء السكري (بالإنجليزية: Diabetes) وانقطاع النفس أثناء النوم (بالإنجليزية: Obstructive sleep apnea).
المخاطر المحتملة لعملية التكميم
تُصنف عملية تكميم المعدة كإجراء جراحي كبير (بالإنجليزية: Major surgery)، وقد يترتب عليها مجموعة من المضاعفات، تتراوح بين الأعراض الحادة التي تظهر على المدى القصير وبعض الأمور التي قد ترتبط بالمريض مدى الحياة. فيما يلي أبرز المضاعفات المتعلقة بجراحة تكميم المعدة:
المضاعفات الحادة
يمكن أن تحدث هذه المضاعفات أثناء أو بعد العملية بوقت قصير، ومن أبرزها:
- التسريب المعدي: (بالإنجليزية: Gastric leak) يعتبر من أخطر المضاعفات، حيث يحدث في حوالي 5% من الحالات. تشمل أعراضه الحمى، تسارع pulse، وضيق في التنفس. يعتمد خطر التسريب على نوعه، فالتسريب الذي ينتشر إلى التجويف البطني أو الصدري يُعتبر أكثر حدة. غالبًا ما يتم اكتشاف التسربات المبكرة خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد العملية، بينما التأخر في اكتشاف التسرب يكون بعد أكثر من 8 أيام.
- النزيف: (بالإنجليزية: Hemorrhage) تتراوح نسبة حالات النزيف بين 1-6%، وقد يحدث إما داخل التجويف أو خارجه. الأعراض تشمل التقيؤ الدموي وخروج براز أسود؛ مما يدل على وجود نزيف في الجهاز الهضمي العلوي.
- تشكيل خُراج داخل البطن: (بالإنجليزية: Intra-abdominal abscess) حيث يعاني المصاب من آلام بالبطن، ارتفاع درجة الحرارة وقشعريرة، بالإضافة إلى الغثيان والتقيؤ.
- مضاعفات أخرى: كالإصابة بالعدوى، والجلطات الدموية، والردود التحسسية تجاه التخدير، وبعض مشكلات التنفس.
المضاعفات المزمنة
تحدث هذه الأضرار على مدى أطول مقارنة بالمضاعفات الحادة، ومن أبرزها:
- الإصابة بالتضيق: (بالإنجليزية: Stricture) غالبًا ما تظهر بعد فترة من إجراء العملية، مع وجود حالات يمكن أن تحدث بشكل حاد جراء تجمع السوائل. ينتج عن هذا التضيق صعوبات في تناول الطعام، والشعور بالغثيان.
- نقص التغذية: (بالإنجليزية: Nutritional deficiencies) قد ينتج عن سوء امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين ب12، وحمض الفوليك، والحديد، والزنك.
- الارتجاع المعدي المريئي: (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease) وهو من الأضرار الشائعة التي قد تحدث بعد إجراء عملية التكميم.
- مضاعفات أخرى: مثل الفتق الجراحي، والتقيؤ، وانخفاض مستوى السكر في الدم.
آلية عمل عملية تكميم المعدة
تشمل عملية تكميم المعدة إزالة الحنيّة الكبرى للمعدة (بالإنجليزية: Greater curvature) وكذلك قاع المعدة (بالإنجليزية: Fundus)، مع الحفاظ على الحنيّة الصغرى (بالإنجليزية: Lesser curvature)، مما يسهم في إنقاص الوزن من خلال آليتين رئيسيتين:
- تقييد كمية الطعام: حيث تقلل العملية من حجم المعدة بما يتراوح بين 70-80%، وتحد من مرونتها. أظهرت الدراسات أن متوسط حجم المعدة يصل إلى 1553 مل قبل العملية، بينما ينخفض بعد العملية إلى 129 مل، مما يساهم في زيادة الضغط داخل المعدة.
- فقدان الشهية: (بالإنجليزية: Anorexia) يتم من خلال التأثير على هرمونات تنظيم الوزن مثل الجريلين (بالإنجليزية: Ghrelin) والببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (بالإنجليزية: glucagon-like peptide-1)، مما يسبب تقليلاً في الشعور بالجوع وزيادة الشعور بالشبع.
فيديو توضيحي عن أعراض تكميم المعدة
لمعرفة المزيد عن أعراض تكميم المعدة، يُرجى مشاهدة الفيديو.