نعمة العافية بعد الإسلام
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: (سَلوا اللهَ العفوَ والعافيةَ، فإنَّ أحداً لم يُعطَ بعدَ اليقينِ خيراً منَ العافية)، ورغم أن نعم الله -تعالى- على عباده لا تُحصى، فإن العفو والعافية يأتيان في مقدمة النعم التي ينبغي أن يشكر عليها العبد بعد نعمة الإسلام. يتضمن لفظ العفو والعافية جميع جوانب حياة المؤمن في الدنيا والآخرة؛ فالعافية في الدين تعني الحماية من الشبهات والفتن، والعافية في الحياة اليومية تعني السلامة من الهموم والأمراض والأحزان. وبما أن العفو والعافية تشمل جميع جوانب حياة العبد، فإنهما يُعتبران مطلباً دينياً ودنيوياً؛ لذا نجد النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرص على الدعاء بهما في جميع الأوقات، ويوصي أصحابه بذلك كجزء من أذكارهم اليومية.
كيفية المحافظة على نعمة العافية
إذا كانت العافية من أفضل النعم التي منحها الله للعبد، فإنها تستدعي الالتزام بالمحافظة عليها، ومن أبرز السبل لتحقيق ذلك:
- الالتزام بأوامر الله -تعالى- والابتعاد عن نواهيه، وتجنب ما يُشتبه به في الدين.
- الرجوع إلى أهل العلم والاستشارة في حال الشك أو تساؤلات حول الدين.
- الحرص على ستر الله -تعالى- في حياتهما.
- اتباع أنماط حياة صحية، وعلاج الأمراض بأساليب مشروعة.
- شكر الله -تعالى- على نعمة العافية.
- الدعاء الدائم لله -تعالى- لطلب تمام العافية.
الصبر على المصاعب والدعاء بالعافية
لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوجه أصحابه إلى أهمية الدعاء للعافية في شتى أمور حياتهم، حتى إنه نهى أحدهم عن مطالبة الله -تعالى- بمعاقبته عاجلاً بسبب ذنوبه، بل أرشده إلى سؤال الله العافية في جميع أموره. إن سؤال العبد ربه العافية في وقت البلاء لا يتعارض مع صبره، بل يعكس جمعه بين الصبر والدعاء، مما يُنمي الخير للعباد.