التشبيه المقلوب
يُعرف التشبيه المقلوب بأنه أسلوب يُستخدم فيه جعل المشبه مشبهًا به، مع الادعاء بأن وجه الشبه فيه أكثر قوة ووضوحًا. وقد أشار أبو الفتح عثمان بن جني إلى هذا النوع من التشبيه في كتابه “الخصائص” تحت عنوان “غلبة الفروع على الأصول”. كما يصفه بأنه فصل مميز من فصول العربية، ويتواجد في معاني العرب تمامًا كما يوجد في معاني الأعراب، حيث تكون الغاية منه المبالغة. الشرط الأساسي لاستخدام هذا النوع من التشبيه هو أن يكون قد ورد في إطار ما اعتاد عليه العرب؛ ليظهر بوضوح شكل القلب والانعكاس.
أمثلة على التشبيه المقلوب
ومن الأمثلة على ذلك:
- كأن النسيم في رقتِه أخلاقه.
- كأن نور النهار جبينه.
- كأن الماء في صفائه طباعه.
- كأن روعة البستان تُأسر السير.
- كأن سواد الليل شعر أسود.
- كأن نبل كلامه وبل نواله.
- كأن جرأة الأسد تبرز فيك.
- ركبنا قطارًا كأنه جوادٌ سابق.
- فاح الزهر كما ينعكس ذكرك الجميل.
- قصف الرعد يُشبه صوتك.
- ظهر الصبح كأنه حجة ساطعة.
- اعتلى الفارس سيفًا كأنه عزيمته يوم النزال.
- سارت بنا السفينة في بحر كأنه ثمار جهودك، وقد سطع نور البدر كأنه جمال وجهك.
أمثلة على التشبيه المقلوب في القرآن الكريم
يمكن الإشارة إلى بعض الأمثلة من القرآن كما يلي:
- في قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
- في قوله تعالى: (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا).
أمثلة على التشبيه المقلوب من الشعر العربي
وهناك أمثلة في الشعر العربي كما يلي:
- قال ابن المعتز:
والصبح في طرَّة ليلٍ مسفر
كأنه غرَّة مُهرٍ أشقر
- قال البحتري:
في طلعة البدر شيء من محاسنها
وللقضيب نصيبٌ من تثنيها
- قال البحتري في وصف بركة المتوكل:
كأنها حين لجَّت من تدفقها
يد الخليفة لما سال واديها
- قال البحتري في المدح:
لجرّ عليّ الغيث هدّاب مزنه
أواخرها فيه وأولها عندي
- قال أبو نواس:
لدى نرجس غض القطاف كأنه
إذا ما منحناه العيون عيون
- قال ابن المعتز:
وسارية لا تمل البكا
جرى دمعها في خدود الثرى
سرت تقدح الصبح في ليلها
ببرق كهندية تُنتَضى