الرياضة
تعتبر الأنشطة الرياضية ذات أهمية كبيرة في المجتمعات حول العالم، وقد زاد دورها الحيوي في الآونة الأخيرة، نتيجة للاهتمام المتزايد بالصحة والتقليل من مخاطر الأمراض المرتبطة بالسمنة. فاليوم، يسعى مختلف فئات المجتمع للاستفادة من ممارسة الرياضة، سواء من خلال الانضمام إلى الأندية الرياضية، أو متابعة الأحداث الرياضية عبر التلفاز، أو حتى الاستمتاع بممارستها من خلال ألعاب الفيديو.
تأتي أهمية الرياضة من كونها حقاً من حقوق الإنسان، كما أعلنت منظمة الأمم المتحدة. إذ تنص على: (تعد الرياضة واللعب حقاً مشروعاً يجب احترامه وتنفيذه في جميع أرجاء العالم، والاعتراف به بصورة متزايدة، واستغلاله كأداة فعّالة وميسورة التكلفة في الجهود الإنسانية والتنموية وبناء السلام).
فوائد الرياضة
يمكن تلخيص فوائد الرياضة على النحو التالي:
- تعمل الرياضة على تحسين المزاج، حيث يساهم الانخراط في النشاط البدني في إفراز الدماغ لمواد كيميائية تعزز شعور السعادة والراحة والاسترخاء.
- تساهم في تحسين اللياقة البدنية عبر خوض تحديات رياضية جديدة ضمن فرق اللعب.
- تمكّن الأفراد من إقامة علاقات اجتماعية قوية في بيئات ترفيهية مفيدة.
- تحسن الذاكرة وتساعد في الحفاظ على المهارات العقلية الأساسية مثل التفكير والاستيعاب، بخاصة مع التقدم في العمر. حيث أظهرت الدراسات أن ممارسة التمارين الهوائية جنباً إلى جنب مع تمارين القوة لمدة نصف ساعة، وبمعدل ثلاث إلى خمس مرات أسبوعياً، يؤدي إلى تحسينات كبيرة على الصعيدين الصحي والعقلي.
- تقلل من التوتر والاكتئاب، إذ تحفز الأنشطة البدنية إنتاج هرمون الإندورفين الذي يعزز المزاج ويقلل من هرمونات التوتر، مما قد يخفض من فرص الشعور بالاكتئاب. يجمع الخبراء على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد العلاقة الدقيقة بين الرياضة والاكتئاب.
- تحسن نوعية النوم، حيث تسهم ممارسة التمارين الرياضية في النوم بسرعة وبعمق، مما يعزز الأداء العقلي خلال اليوم التالي. ينصح بتجنب ممارسة الرياضة في ساعات متأخرة من الليل لتفادي الشعور بالقلق وتقليل ساعات النوم.
- تساعد في الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة، حيث توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية (CDC) بالمشاركة المستمرة في الأنشطة الرياضية كوسيلة فعالة للحفاظ على الوزن وتفادي الأمراض المزمنة. تشمل هذه الأنشطة الرياضات الفردية مثل الجري ورفع الأثقال وركوب الدراجات التي تعتبر فعالة في حرق السعرات الحرارية وبالتالي فقدان الوزن.
- تعزز الثقة بالنفس وتحسن احترام الذات، مما يزيد من القدرة على التحمل والشعور بالإيجابية والطاقة المتجددة، مما يساهم في النجاح بمختلف المهام سواء داخل الملعب أو خارجه.
أثر الرياضة على صحة الفرد
تؤثر الرياضة والأنشطة البدنية الأخرى تأثيراً كبيراً على الصحة الجسدية، ويمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية:
فقدان الوزن
تساعد الرياضة على فقدان الوزن وزيادة معدل الأيض في الجسم، مما يعزز الكتلة العضلية ويقلل الكتلة الدهنية الضارة. رغم اختلاف معدل حرق الدهون بين الأفراد وفقاً لمكونات الجسم ونوع النشاط البدني، إلا أن ممارسة الرياضة تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على وزن صحي. أكدت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية أن القيام بنشاط بدني معتدل لمدة تتراوح بين ساعتين ونصف إلى خمس ساعات أسبوعياً يمكن أن يساعد في الحفاظ على الوزن. بينما تساهم الرياضات عالية الكثافة في تقليص الوزن بشكل أكبر.
صحة القلب والرئتين
تساهم الرياضة في الحفاظ على صحة القلب والرئتين والأوعية الدموية، وتقلل بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض الشريان التاجي. أشار المكتب البرلماني البريطاني للعلوم والتكنولوجيا إلى أن حوالي 40% من الوفيات المرتبطة بأمراض القلب التاجية تعود إلى عدة عوامل منها السمنة وارتفاع ضغط الدم وقلة النشاط البدني. يساعد أداء التمارين الرياضية في معالجة هذه القضايا وتقليص مخاطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي بنسبة تصل إلى 50%.
صحة العضلات والعظام
تلعب الرياضة دورًا هامًا في المحافظة على صحة العظام والمفاصل والعضلات، خصوصاً مع التقدم في العمر، بالإضافة إلى قدرتها على بناء العظام والعضلات لدى الأطفال.
الحماية من السرطان
تساعد الرياضة على تقليل خطر الإصابة بسرطانات مثل سرطان الثدي وسرطان القولون، حيث أكدت الدراسات أن ممارسة الرياضة قد تخفض الإصابة بسرطان القولون بنسبة تصل إلى 300%. علاوة على ذلك، تلعب الرياضة دورًا في حماية الجسم من خطر الإصابة بسرطانات الرئة والرحم.
الصحة النفسية
تدعم الرياضة الصحة النفسية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، إذ يمكن أن تُعتبر وسيلة علاج نفسي، خاصةً لمن يواجهون الاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس. كما تساهم الرياضة في تقليل مخاطر التدهور المعرفي الناجم عن الشيخوخة وتقليل القلق لدى المراهقين.