أبيات شعرية عن الموت
تُعَد لحظة تلقي خبر وفاة أحد الأحباب من أصعب اللحظات التي قد يمر بها الإنسان، بحيث تتفجر الدموع من عينيه ويشعر بوجع في قلبه، ليسأل نفسه: لماذا لم أخصص وقتًا أطول لقضائه مع تلك الروح التي غادرت؟ لماذا تركتني هنا وحيدًا؟ إليكم أبيات شعرية تعكس مشاعر الحزن والألم الناتجة عن خسارة الأحبة:
شعر أبي قاسم الشابي
إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا،
مناصٌ لمن حلَّ هذا الوجودْ.
فأيُ غَناءٍ لهذي الحياة،
وهذا الصراعِ، العنيفِ، الشديد.
وذاك الجمال الذي لا يملُ.
وتلك الأغاني، وذاكَ النّشيد.
وهذا الظلامِ، وذاك الضياءِ وتلكَ النّجومِ، وهذا الصَّعيد.
لماذا نمرّ بوادِي الزمان سِراعاً، ولكنّنا لا نَعُود.
فنشرب من كلّ نبع شراباً ومنهُ الرفيع، ومنه الزَّهيد.
ومنه اللذيذ، ومنه الكريه، ومنه المشيد، ومنه المبيد.
وَنَحْمَل عبْئاً من الذّكرياتِ.
وتلكَ العهودَ التي لا تَعود.
ونشهد أشكالَ هذي الوجوهِ.
وفيها الشَّقيُ، وفيها السَّعيدْ وفيها البَديع.
وفيها الشنيع، وفيها الوديع، وفيها العنيدْ.
فيصبح منها الولي، الحميم ويصبح منها العدو، الحقودْ.
شعر أبو العتاهية
إِنَّ ذا المَوتَ ما عَلَيهِ مجير.
يَهلِك المستَجار وَالمستَجير.
إِن تَكن لَستَ خابِراً بِاللَيالي وَبِأَحداثِها فَإِنّي خَبير.
هنَّ يدنينَنا مِنَ المَوتِ قِدماً فَسَواء صَغيرنا وَالكَبير.
أَيها الطالِب الكَثيرَ لِيَغنى.
كل مَن يَطلب الكَثيرَ فَقير.
وَأَقَل القَليلِ يغني وَيَكفي.
كذلك لَيسَ يغني وَلَيسَ يَكفي الكَثير.
كَيفَ تَعمى عَنِ الهدى كَيفَ تَعمى.
عَجَباً وَالهدى سِراجٌ منير.
أيضا قَد أَتاكَ الهدى مِنَ اللَهِ نصحاً.
وَبِهِ جاءَكَ البَشير النَذير.
وَمَعَ اللَهِ أَنتَ ما دمتَ حَيّاً.
وَإِلى اللَهِ بَعدَ ذاكَ تَصير.
وَالمَنايا رَوائِحٌ وَغَوادٍ.
كذلك كلَّ يَومٍ لَها سَحاب مَطير.
لا تَغرَّنَّكَ العيون فَكَم أَع.
مي تَراه وَإِنَّهو لَبَصير.
أَنا أَغنى العِبادِ ما كانَ لي كِن.
نوَما كانَ لي مَعاش يَسير.
قصيدة الإمام الشافعي عن الموت
إليك إلــه الخـلــق أرفع رغـبـتــي… وإن كنتُ يا ذا المن والجود مذنبــاً.
ولما قسا قلبي، وضاقت مذاهبـي جعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا.
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـه بعفوك ربي كـان عفـوك أعظمـا.
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـا.
فلولاك لم يصمـد لإبليس عابـد فيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا.
فلله در العـارف الـنـدب أنــه تفيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا.
يقيـم إذا مـا الليـل مـد ظلامـه على نفسه من شدة الخوف مأتمـا.
فصيحاً إذا ما كان فـي ذكـر بـه وفيما سواه في الورى كان أعجما.
هكذا يذكر أياماً مضـت مـن شبابـه وما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا.
فصار قرين الهـم طـول نهـاره أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما.
يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـي كفى بك للراجيـن سـؤلاً ومغنمـا.
ألسـت الـذي عديتنـي وهديتنـي ولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا.
عسى من له الإحسان يغفر زلتـي ويستـر أوزاري ومـا قـد تقدمـا.
أبيات حزينة عن الموت
قد خطّت أقلام العديد من الشعراء العظام قصائدهم رثاءً للموتى، حيث أبدعوا في تصوير معاناتهم وآلامهم الناتجة عن هذا الخبر المحزن. إليكم بعض الأبيات الشعرية الحزينة عن الموت:
شعر أبو نواس
ولَيسَ عنَّا بنازحْ.
في كلِّ يومٍ نعِيٌّ.
تصيح مِنه الصَّوائحْ.
تَشْجى القلوبَ.
وتبكي موَلْوِلات النَّوائحْ.
حتَّى مَتى أنتَ تَلـهو.
في غَفْلةٍ وتمازِحْ.
والموت في كلِّ يومٍ في زَندِ.
عيشِكَ قادِحْ فاعمَلْ ليومٍ عبوس.
من شدّةِ الهوْلِ كالِحْ.
ولا يغرَّنْكَ دنيا.
Nَعيـمها عنَكَ نازحْ.
وبغْضها لكَ زَيْنٌ.
وحبّها لك فاضِحْ.
كلمات الإمام الشافعي عن الموت
لما قسا قلبي، وضاقت مذاهبـي.
جعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا.
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـه.
بعفوك ربي كـان عفـوك أعظمـا.
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل.
تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـا.
فلولاك لم يصمـد لإبليس عابـد.
فيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا.
فلله در العـارف الـنـدب أنــه.
تفيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا.
يقيـم إذا مـا الليـل مـد ظلامـه على نفسه.
من شدة الخوف مأتمـا فصيحاً.
إذا ما كان فـي ذكـر بـه.
وفي ما سواه في الورى كان أعجما.
ويذكر أياماً مضـت مـن شبابـه.
وما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا.
فصار قرين الهـم طـول نهـاره.
أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما.
يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـي.
كفى بك للراجيـن سـؤلاً ومغنمـا.
ألسـت الـذي عديتنـي وهديتنـي.
ولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا.
عسى من له الإحسان يغفر زلتـي.
ويستـر أوزاري ومـا قـد تقدما.
قصيدة أبي العتاهية عن الموت
لَقَد لَعِبت وَجَدَّ المَوت في طَلَبي.
وَإِنَّ في المَوتِ لي شغلاً عَنِ اللَعِبِ.
لَو شَمَّرَت فِكرَتي فيما شلِقت لَ.
كذلك هما اِشتَدَّ حِرصي عَلى الدنيا وَلا طَلَب.
كذلك يسبحانَ مَن لَيسَ مِن شَيءٍ يعادِله.
إِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ.
قصيدة “دع الأيام تفعل ما تشاء”
هكذا دَعِ الأَيّامَ تَفعَل ما تَشاء *** وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاء.
وَلا تَجزع لِحادِثَةِ اللَيالي *** فَما لِحَوادِثِ الدنيا بَقاء.
وَكن رَجلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً *** وَشيمَتكَ السَماحَة وَالوَفاء.
وَإِن كَثرَت عيوبكَ في البَرايا*** وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاء.
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكل عَيبٍ***يغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاء.
وَلا ترِ لِلأَعادي قَط ذلّاً**** فَإِنَّ شَماتَةَ الأعداء بَلاء.
وَلا تَرج السَماحَةَ مِن بَخيلٍ**** فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماء.
وَرِزقكَ لَيسَ ينقِصه التَأَنّي***ويلَيسَ يَزيد في الرِزقِ العَناء.
وَلا حزنٌ يَدوم وَلا سرورٌ**** وَلا بؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاء.
إِذا ما كنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ ****فَأَنتَ وَمالِك الدنيا سَواء.
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا ****فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماء.
وَأَرض اللَهِ واسِعَةٌ *****وَلَكِن إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَض.
دَعِ الأَيّامَ تَغدِر كلَّ حِينٍ ****فَما يغني عَنِ المَوتِ الدَواء.
أبيات مؤثرة عن الموت
إن الموت هو الشوكة التي تخترق أيامنا ولا يفرق بين كبير وصغير، وفي هذا القسم يمكنك قراءة مجموعة من الأبيات القصيرة التي تبرز ألم فراق الأحبة، والتي كتبت بأيدٍ مبدعة من شعراء مختلفين:
كما قال المتنبي
- نعد المشرفية والعوالي ** وتقتلنا المنون بلا قتال.
- لا بد للإنسان من ضجعة ** لا تقلب المضجع عن جنبه.
قول علي بن أبي طالب
- الموت لا والدا يبقى ولا ولدا ** هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا.
كما قال طرفة بن العبد
- النفس تبكي على الدنيا وقـد علمـت.
أن السعادة فيهـا تـرك مـا فيهـا.
لا دار للمرء بعـد المـوت يسكنهـا.
إلا التي كـان قبـل المـوت يبنيهـا.
فـإن بناهـا بخيـر طـاب مسكنـه.
وإن بناهـا بشـر خــاب بانيهـا.
أموالنـا لـذوي الميـراث نجمعهـا.
ودورنـا لخـراب الدهـر نبنيـهـا.
أين الملوك التـي كانـت مسلطنـة.
حتى سقاها بكأس المـوت ساقيهـا.
فكم مدائن فـي الآفـاق قـد بنيـت.
أمست خرابا وأفنى المـوت أهليهـا.
لا تركنـن إلـى الدنيـا ومـا فيهـا.
فالمـوت لا شـك يفنينـا ويفنيهـا.
لكل نفـس وإن كانـت علـى وجـل.
مـن المنـيـة آمــال تقويـهـا.
المـرء يبسطهـا والدهـر يقبضهـا.
والنفس تنشرهـا والمـوت يطويهـا.
إن المـكـارم أخــلاق مطـهـرة.
الديـن أولهـا والعـقـل ثانيـهـا.