آيات توضح الغاية من إرسال الرسل
أرسل الله -سبحانه وتعالى- الأنبياء والرسل -عليهم السلام- بهدف توجيه البشر إلى وحدانيته وترك الشركاء، بالإضافة إلى دعوتهم إلى الأعمال الصالحة. كانت الغاية الأساسية هي إخراج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ومن عبادة الآخرين إلى عبادة الخالق وحده. وقد كان هذا هو الهدف المشترك لكل الأنبياء والرسل -عليهم السلام-.
وقد تناول القرآن الكريم هذا الموضوع في عدة آيات توضح أسباب إرسال الأنبياء والرسل -عليهم السلام-، ومن هذه الآيات:
- قال الله -تعالى-: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾.
- قال الله -تعالى-: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾.
- قال الله -تعالى-: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ﴾.
- قال الله -تعالى-: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾.
- قال الله -تعالى-: ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾.
- قال الله -تعالى-: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾.
- قال الله -تعالى-: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾.
- قال الله -تعالى-: ﴿ أَلَّا تَعبُدُوا إِلَّا الله إِنَّنِي لَكُم مِّنهُ نَذِير وَبَشِير ﴾.
- قال الله -تعالى-: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴾.
الأبعاد الحكيمة من إرسال الأنبياء والرسل -عليهم السلام-
تتضمن مهمة إرسال الأنبياء والرسل حكماً ومعاني عظيمة، من أبرزها:
- إقامة الحجة على الناس
حتى لا يتذرع أحد بعدم إرسال رسول إليهم ينقل إليهم آيات الله، كما جاء في قوله -تعالى-: ﴿ لَوْلا أَرْسَلْتَ إلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ ونَخْزَى ﴾، بما يقطع الله -عز وجل- الطريق أمام هؤلاء بإرسال الأنبياء والرسل لإقامة الحجة عليهم.
- إرشاد وتوجيه الناس
لإيضاح طريق الحق والهداية، وللخير والصلاح في حياتهم، فمهما بلغ البشر من علم وفهم، يبقى الحاجة إلى رسول يوحى إليه ليعينهم على ما ينفعهم ويبتعد بهم عن ما يضرهم. الأنبياء والرسل -عليهم السلام- يحمون الناس من الأذى ويدعونهم لاتباع الخير.
عدد الأنبياء والرسل -عليهم السلام-
أرسل الله -تعالى- الأنبياء والرسل إلى جميع الأقوام كما أوضح بقوله -تعالى-: ﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾. كما قد ورد في القرآن الكريم ذكر خمسة وعشرين نبيًا ورسولًا، منهم ثمانية عشر في سورة الأنعام، والباقي في سور متفرقة. وفي حديث أبي ذر الغفاري، يُذكر أن عدد الأنبياء هو مائة ألف، بينما عدد الرسل هو ثلاثمائة وخمسة عشر.