أبواب الجنة الثمانية وأسماؤها
عدد أبواب الجنة
تتكون أبواب الجنة من ثمانية أبواب، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية في عدة مواقع. ومن الآيات الدالة على ذلك قوله -تعالى-: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ).
كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ). وتحديد عدد الأبواب إلى ثمانية قد ورد أيضًا في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال: (فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائِمُونَ).
أسماء أبواب الجنة
تم التأكيد على عدد من أسماء أبواب الجنة في السنة النبوية؛ ومن أبرزها:
- باب الصلاة.
- باب الجهاد.
- باب الصيام -الريان-.
- باب الصدقة.
هذه الأسماء الأربعة تتأكد من خلال حديث واحد، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (فمَن كانَ مِن أهْلِ الصَّلاةِ، دُعِيَ مِن بابِ الصَّلاةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الجِهادِ، دُعِيَ مِن بابِ الجِهادِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِن بابِ الصَّدَقَةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصِّيامِ، دُعِيَ مِن بابِ الرَّيّانِ).
أما بالنسبة لبقية الأبواب، فهناك أقوال متعددة، منها:
- باب الحج
وتم ذكره من قبل العلماء لكونه من أركان الإسلام، مع عدم وجود نص صريح بشأنه.
- باب الوالد
قال -صلى الله عليه وسلم-: (الوالدُ أَوْسَطُ أبوابِ الجنةِ).
- الباب الأيمن
وهو خاص بالمتوكلين الذين يدخلون منه بلا حساب، حيث قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: (فيقالُ يا محمَّدُ أدخِل الجنَّةَ من أمَّتِك من لا حسابَ عليهِ منَ البابِ الأيمنِ، وهم شُركاءُ الناسِ فيما سِوى ذلِكَ منَ الأبوابِ).
- باب الذكر
صفة أبواب الجنة
تم وصف أبواب الجنة في الأحاديث النبوية، حيث تبرز الصفات التالية:
- الأبواب واسعة
قال -صلى الله عليه وسلم-: (والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيدِهِ، إنَّ ما بينَ المِصْراعَيْنِ من مَصارِيعِ الجَنَّةِ لَكما بينَ مَكَّةَ وهَجَرٍ، أوْ كما بينَ مَكَّةَ وبُصْرَى). وقد ذكر عتبة بن غزوان في خطبته: (وَلَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أنَّ ما بينَ مِصْرَاعَيْنِ من مَصَارِيعِ الجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً).
- تفتح الأبواب يوم القيامة لأهلها تقديراً لهم
قال -تعالى-: (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ).
- لا يدخل من باب إلا أهل العبادة الخاصة به
قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أَحَدٌ غَيْرُهُمْ).
- لا تُفتح الأبواب لأحد قبَل الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-
قال -صلى الله عليه وسلم-: (آتي بابَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ فأسْتفْتِحُ، فيقولُ الخازِنُ: مَن أنْتَ؟ فأقولُ: مُحَمَّدٌ، فيَقولُ: بكَ أُمِرْتُ لا أفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ).
- (إنَّ أبوابَ الجَنَّةِ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ)، مما يعني أن الجهاد هو الطريق إلى الجنة.
- تفتح الأبواب بأمر وليس بيد، حيث يُقال افتحي فتفتح، أغلقي فتغلق، وقد يُقال إن الملائكة هم من يقومون بفتحها.
- تُنسب أسماء أبواب الجنة لأعمال عبادية مميزة.
متى تفتح أبواب الجنة؟
تفتح أبواب الجنة للمسلم في مجموعة من الحالات، من أبرزها:
- في رمضان
قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبوابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ).
- كل اثنين وخميس
قال -صلى الله عليه وسلم-: (تُفْتَحُ أبوابُ الجَنَّةِ يَوْمَ الإثْنَيْنِ، ويَوْمَ الخَمِيسِ، فيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، فيُقالُ: أنظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا. قالَ قُتَيْبَةُ: إلَّا المُهْتَجِرَيْن).
- عند الوضوء
قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِنكُم مِن أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ يُسْبِغُ الوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ ورَسُولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ).
- قبل دخول الجنة
قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ اللهِ نُودِيَ في الجَنَّةِ: يا عَبْدَ اللهِ، هذا خَيْرٌ، فمَن كانَ مِن أهْلِ الصَّلاةِ، دُعِيَ مِن بابِ الصَّلاةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الجِهادِ، دُعِيَ مِن بابِ الجِهادِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِن بابِ الصَّدَقَةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصِّيامِ، دُعِيَ مِن بابِ الرَّيَّانِ. قالَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يا رَسولَ اللهِ، هل يُدعى أحَدٌ من تِلكَ الأبوابِ مِن ضَرُورَةٍ؟ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ، وأَرْجُو أنْ تَكُونَ منهم).