أجمل ما قاله محمود درويش
فيما يلي مجموعة من الاقتباسات المميزة من كتاباته الشعرية والنثرية:
أروع ما قيل في النثر
إليكم أبرز الاقتباسات من كتابات محمود درويش النثرية:
الشعر مقابل النثر
- هناك مسافة بين الشعر والنثر تُشبه قفزة في المجهول، فمن الصعب الانتقال من ضفة إلى أخرى دون أن يتعرض الكاتب، الذي يخوض هذه “المغامرة”، لخطر الغرق في الأعماق الحياتية.
- يمثل كل منهما عالمًا مختلفًا، متقاربان ومتباعدان في الوقت نفسه، ومع ذلك يتشبث كل منهما بالآخر خشية الوحدة أو النهاية المأساوية. كلاهما يجسد جحيمًا وفردوسًا، كما يبدو لنا حين نتعلق بأحدهما ونبتعد عن الآخر. هذه العوالم تقع على حافة النصل، كيانان مستقلان، وبينهما منطقة مليئة بالظلال، موجة من المتاهات التي تنتظر من يسقط في أي من العالمين.
- هما توأمان لا يحترمان روابط الأخوة أو حتى صداقة الدم. كُتب عليهما أن يتمسكا بدورانهما في فلك كل منهما. قدران مختلفان، وعندما يحاول أحدهما الاقتراب من الآخر، تشتعل العداوة بينهما لإعلان حالة استنفار قصوى. الرابط الوحيد بينهما هو التعهد بالانفصال الدائم للحفاظ على هوية كلاهما النقية. النثر يسعى لفهم العالم في تكراره الرتيب.
- بينما يسعى الشعر إلى خلط الأوراق وإعادة تنظيمها، بهدف حدوث تحول في شكل ومضمون العالم. الأول يحاول الوصول إلى هدنة، ويتوق للصلح مع العالم، حيث يتمركز طبيعته على عدم تقبل الانقلابات الحاسمة.
مفهوم الوطن
-ما هو الوطن؟
– ليست الخريطة إجابة، وشهادة الميلاد باتت تتغير. لم يتمكن أحد من مواجهة هذا السؤال كما تفعل أنت، منذ الآن وحتى نهاية حياتك، أو في حال توبتك أو خيانتك. قناعتك وحدها لا تكفي، لأنها لا تُحدث تغييراً أو انفجاراً، ولأن التيه كبير.. ليست الصحراء أكبر من الزنزانة دائمًا.
وما هو معنى الوطن؟ ليس سؤالًا يمكن الإجابة عليه ومتابعة الحياة وكأن شيئًا لم يحدث. هو هويتك، ومن الأسهل أن نقول: وطني… حيث وُلدت.. وقد عدت إلى مكان ولادتك، لكنك لم تجد شيئًا، فما معنى ذلك؟ ومن السهل أيضًا أن تقول: وطني حيث أموت.. لكنك قد تموت في أي مكان، وقد تموت على عتبة حدود مكانين، فما معنى ذلك؟ ومع مرور الوقت… سيتعذر عليك الرد.
لماذا هاجرت، لماذا هاجرت؟ تسأل منذ عشرين عامًا: لماذا هاجروا؟ ليست الهجرة إلغاء للوطن… ولكنها إعادة صياغة المسألة في سؤال. لا تؤرخ الآن، فعندما تفعل ذلك ستخرج من الماضي، وما يُطلب منك هو محاسبة الماضي. لا تسجل إلا جراحك، لا تؤرخ إلا غربتك، فأنت هنا… هنا…
حيث وُلدت وحيث يستدعيك الشوق نحو الموت، وما هو الوطن؟ لكنك جزء من كل، والكل غائب ومعرض للإبادة. لماذا تخجل من أن تقول: الوطن هو المكان الذي عاش فيه أجدادي؟ لأنك ترفض حجة أعدائك، وهذا ما يقولونه.
أجمل ما قاله شعراً
إليكم أروع الاقتباسات الشعرية لدرويش:
أحن إلى خبز أمي
أحنُّ إلى خبز أمي،
وقهوة أمي،
ولمسة أمي،
وتكبر فيّ الطفولةُ
يوماً على صدر أمي.
وأعشقُ عمري لأني
إذا متُّ،
أخجل من دمع أمي!
فرحًا بشيءٍ ما
فرحًا بشيءٍ ما خفيِّ، كنت أحتضن
الصباح بقوة الإنشاد، أمشي واثقًا
بخطاي، أمشي واثقًا برؤاي. وحيٌ ما
يناديني: تعال! كأنه إيماءةٌ سحريةٌ،
وكأنه حلمٌ ترجّل كي يعلمني أسراره،
فأكون سيدَ نجمتي في الليل… معتمدًا
على لغتي. أنا حلمي أنا. أنا أمُّ أمي
في الرؤى، وأبو أبي، وابني أنا.
فرحًا بشيءٍ ما خفي، كان يحملني
على آلاته الوتريةِ الإنشاد. يصقلني
ويصقلني كماسٍ أميرة شرقية. ما لم يُغنَّ الآن
في هذا الصباح،
فلن يُغنّى.
أعطنا، يا حبّ، فيضك كله لنخوض
حرب العاطفيين الشريفة، فالمناخ ملائمٌ
والشمس تشحذ في الصباح سلاحنا.
يا حبّ! لا هدفٌ لنا إلا الهزيمة في
حروبك… فانتصر أنت انتصر، واسمع
مديحك من ضحاياك: انتصر! سلمت يداك!
وعُد إلينا خاسرين… وسالمًا!
فرحًا بشيءٍ ما خفي، كنتُ أمشي
حالماً بقصيدة زرقاء من سطرين، من
سطرين… عن فرح خفيف الوزن،
مرئي وسري معًا.
من لا يحب الآن، في هذا الصباح،
فلن يُحبّ!