جرينلاند: أكبر جزيرة على وجه الأرض
تُعتبر جرينلاند، المعروفة أيضًا باسم غرينلاند، أكبر جزيرة في العالم، إذ تبلغ مساحتها حوالي 2,166,086 كم²، مما يجعلها ثلاثة أضعاف مساحة ولاية تكساس الأمريكية. تُعتبر جرينلاند جزءًا من مملكة الدنمارك، لكنها تمتاز بنظام حكم ذاتي. إليكم المزيد من المعلومات حول هذه الجزيرة الفريدة:
الموقع الجغرافي
تتمتع جرينلاند بموقع استثنائي يشمل الخصائص التالية:
- ثلثا مساحة الجزيرة يقع داخل الدائرة القطبية الشمالية، حيث يمتد غطاءها الجليدي ليشمل حوالي 1,800,000 كم²، مما يجعلها في المرتبة الثانية بعد القارة القطبية الجنوبية من حيث مساحة الغطاء الجليدي.
- تمتد الجزيرة بطول حوالي 2,670 كم من الشمال إلى الجنوب، وحوالي 1,050 كم من الشرق إلى الغرب، ويبلغ طول ساحلها نحو 39,330 كم.
- تقع جرينلاند على بعد حوالي 26 كم من جزيرة إليسمير الكندية من الشمال، وتعتبر آيسلندا الأقرب إليها من الدول الأوروبية، حيث تفصل بينهما 320 كم عبر مضيق الدنمارك إلى الجنوب الشرقي.
السكان
يبلغ عدد سكان جرينلاند حوالي 56,000 نسمة، حيث يقيم حوالي 18,000 منهم في العاصمة نوك، وفقًا لإحصاءات عام 2021. يعيش معظم السكان في المناطق غير المغطاة بالجليد التي تمثل 20% فقط من إجمالي مساحة الجزيرة.
اللغة
تُعتبر اللغة الجرينلاندية اللغة الرسمية، وهي تتكون من أربع لهجات وتتميز بكلماتها الطويلة، حيث قد يصل طول الكلمة الواحدة إلى طول جملة كاملة في العديد من اللغات الأخرى.
تأتي اللغة الدنماركية في المرتبة الثانية كلغة مستخدمة في الجزيرة، حيث بدأت تستخدمها بعض الفئات السكانية في أوائل القرن الثامن عشر، وأصبحت شائعة بشكل خاص في المدن الكبرى وفي القطاعات الحكومية.
المعالم السياحية
تحتوي جرينلاند على العديد من المعالم السياحية الفريدة، من أبرزها:
- مضيق إيلوليسات الجليدي:
يمتد مضيق إيلوليسات الجليدي (Ilulissat Icefjord) على مسافة 40 كم من الغطاء الجليدي إلى خليج ديسكو، وقد تم تصنيفه كموقع تراث عالمي من قِبل اليونسكو في عام 2004.
- متحف كنود راسموسنس:
يكرم متحف كنود راسموسنس (Knud Rasmussen’s Museum) المستكشف الدنماركي، مشيرًا إلى إسهاماته في تاريخ الجزيرة. ويتميز بأصالته المعمارية المستوحاة من أسلوب بناء المنازل الريفية الإنجليزية.
- خليج ديسكو:
يقع خليج ديسكو (Disko Bay) على الساحل الغربي للجزيرة ويحتوي على معالم تاريخية مهمة، مثل ارتباطه بالمستكشف الإسكندنافي إريك الأحمر، إضافة إلى تنوع الحياة البحرية والطيور على شواطئه.
التاريخ
شهدت الجزيرة أول استيطان من قِبل شعب الإنويت، المعروف أيضًا بشعب الإسكيمو، في حوالي عام 2500 قبل الميلاد، حيث بدأت سلسلة من الهجرات إلى مختلف مناطق الجزيرة، حتى وصول شعوب الثول في عام 1100 ميلادي، حيث تطورت ثقافات جديدة في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، بالتزامن مع ظهور الفايكنج في الجزيرة.
توالت الرحلات الاستكشافية من بريطانيا والدول الشمالية، وفي عام 1721، استعمرت جرينلاند من قبل الدنمارك. خلال الاحتلال الألماني للدنمارك في الحرب العالمية الثانية، كانت الجزيرة تحت حماية الولايات المتحدة، لكنها عادت إلى الدنمارك في عام 1945.
استمرت الجزيرة تحت سيطرة الدنمارك حتى عام 1953، حيث تم إجراء تعديلات دستورية تمنحها بعض الحكم الذاتي. وفي عام 2009، حصلت جرينلاند على استقلال رسمي في معظم المجالات، ما عدا السياسة الخارجية والأمن، حيث لا تزال تتبع مملكة الدنمارك.