يسعى العديد من الأشخاص لفهم ما هو أثقل شيء يوضع في ميزان الأعمال يوم القيامة، حيث إن ذلك اليوم يُعتبر نهاية الحياة ووجود كل البشر والمخلوقات. ويُشترك في هذا الاعتقاد عبر الأديان الإبراهيمية بما في ذلك الإسلام واليهودية والمسيحية.
أثقل ما يُدخل في الميزان يوم القيامة: حسن الخلق
- ذكر العالم الجليل رحمه الله في بيان أهمية حسن الخلق حديثاً عن أبي الدرداء رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من شيءٍ يُوضَع في المِيزانِ أثْقَل من حسنِ الخلقِ)، وقد رواه الترمذي.
- هذا الحديث يوضح أن حسن الخلق هو من الأمور التي تشهد للمؤمن وتُقربه لله، وهو أثقل شيء يُمكن أن يُوضع في الميزان، رغم وجود أشياء أخرى قد تعادل حسن الخلق، إلا أن لا شيء يُمكن أن يتفوق عليه في الوزن.
- لذا، فإن حسن الخلق يُعتبر أثقل ما يُوزن يوم القيامة، وهو يوصف بأفعال وأقوال المسلم تجاه الآخرين.
- قد ربط الرسول صلى الله عليه وسلم قيمة حسن الخلق بالصيام والقيام، حيث أن الثقل الحقيقي في الميزان مرتبط بالأخلاق.
- وهذا يعني أن الصيام والقيام يمثلان مجهودات فردية، بينما يُظهر حسن الخلق العلاقة التي تجمع المؤمن مع الآخرين وضرورة تحسين تعاملاته معهم.
- أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يمكن أن يُدرك مكانة رفيعة بحسن خلقه.
- كما أشار إلى أن أصحاب الأخلاق الحسنة هم الأقرب إليه يوم القيامة، حيث قال: (ألا أخبركم بأحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟ فأعادها مرتين أو ثلاثاً، قالوا: نعم يا رسول الله! قال: أحسنكم خلقاً).
مجالات حسن الخلق
- يتسم المسلم بمكارم الأخلاق، حيث يكون حسن خُلُقه نابعاً من إخلاصه لله، لذا يقوم المسلم بإظهار الرضا بما كتبه الله له، ويقبل ذلك بإيجابية.
- عند مواجهة ما يُكره، يتحلى المسلم بالصبر وقبول القدر برضا وثقة.
- ويجب على المسلم أن يُصدق آيات الله ويقبلها دون شك وأن ينفذ أوامره بإخلاص.
- أما مع الآخرين، فإن حسن الخلق يُظهر في تجنب الأذى وبتفاؤل وبشاشة الوجه عند لقائهم.
فضل حسن الخلق
- لقد جعل الله تعالى لحسن الخلق فضائل جليلة، بعضٌ منها وُرد في القرآن والسنة، وهي تعود بالنفع على صاحبها في الدنيا والآخرة.
- وقد وصف بعض السلف حسن الخلق بأنه الأساس الذي يُبنى عليه الإسلام، كما وصف الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
تشمل فضائل حسن الخلق عدة جوانب، منها:
امتثال أمر الله تعالى
- كما ورد في القرآن: (خذِ العَفوَ وَأمر بِالعرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ).
الاقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم
- هذا الأمر يساعد في تحقيق السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة، حيث قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً).
القرب من النبي يوم القيامة
- قال النبي عليه السلام: (إن مِن أحبِّكم إليَّ وأقربكم منّي مجلساً يوم القيامة أحاسِنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم منّي مجلساً يوم القيامة الثَثرَثارونَ، والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقونَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ! قد عَلِمنا الثَثرَثارينَ والمتشدِّقين، فما المتفَيهِقونَ؟ قال: المتكبِّرونَ).
تحصيل فضائل الخير
- يجمع حسن الخلق جميع فضائل الخير، حيث قال رسول الله: (البِر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطّلع عليه الناس).
دخول الجنة
- أكثر الأشخاص دخولاً للجنة هم الذين يتصفون بالتقوى وحسن الخلق، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه سُئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فأجاب: تقوى الله وحسن الخلق، وسُئل بعد ذلك عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج.
بيت أعلى الجنة
- قد ضمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحب حسن الخلق بيتاً في أعلى الجنة، حيث قال: (أنا زعيم بيتٍ في ربضِ الجنةِ لمن ترك المِراءَ وإن كان محقًّا، وبيتٍ في وسطِ الجنة لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وبيتٍ في أعلى الجنةِ لمن أحسن خلقه).
لمزيد من المعرفة، يمكنكم التعرف على:
أعمال تثقل في الميزان
قول المسلم: سبحان الله والحمد لله
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطْر الإيمانِ، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماوات والأرض).
قول المسلم: سبحان الله وبحمده، وسبحان الله العظيم
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتانِ خفيفتانِ على اللِّسانِ، ثقيلتانِ في الميزانِ، حبيبتانِ إلى الرحمنِ، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم).
اعتناء الفرس في سبيل الله
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنِ احتبسَ فَرَسًا في سبيلِ اللهِ إيمانًا باللهِ وتصدِيقًا بوعده، فإنَّ شِبَعَه ورِيَه ورَوْثَه وبَوْلَه في ميزانه يوم القيامة).