تتناول الأحاديث النبوية الصحيحة المتعلقة بفتن آخر الزمان كيفية التمييز بين الأحاديث الصحيحة من حيث المصدر والسند، والأحاديث غير الصحيحة. لقد تركت لنا السنة النبوية أرثًا عظيمًا من الأحاديث التي تناولت مختلف القضايا والمشكلات في الحياة.
لذا، من الضروري أن نولي أهتمامًا خاصًا لفهم الفروق بين الأحاديث الصحيحة وغير الصحيحة بشأن موضوعات حساسة مثل نهاية الزمان.
أحاديث حول تسلط الفتن في آخر الزمان
كثير من الناس يجدون صعوبة في تحديد صحة بعض الأحاديث النبوية المتعلقة بمتى سيحدث آخر الزمان. إليكم بعض الأحاديث الصحيحة في هذا السياق:
- تتحدث عدد من الأحاديث عن أحداث وآثار آخر الزمان، مثل الحديث الشريف الذي رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- “لَيأتِينَّ على الناسِ زَمانٌ قلوبُهم كقلوبِ الأعاجمِ، حُبُّ الدُّنيا، سُنَّتُهم كَسُنَّةِ الأعرابِ، ما أتتهم من رزقٍ جعلوه في الحيوانِ، يرون الجهادَ ضَررًا، والزكاةَ مَغْرمًا.”
- وفي رواية أخرى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- “يكون في هذه الأُمَّةِ في آخِرِ الزَّمانِ رجالٌ معهم أسياطٌ كأنها أذنابُ البقرِ، يغدونَ في سَخَطِ اللهِ، ويَروحونَ في غَضَبِه.”
- حديثٌ آخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
- “يأتي على الناسِ زمانٌ ما يُبَالِي الرجلُ من أين أصاب المالَ، مِن حلالٍ أو حرامٍ.”
- كما قال صلى الله عليه وسلم:
- “أنَّ بينَ يَدَيِ السَّاعَةِ تسليمُ الخاصَّةِ، وفَشْوُ التَّجارَةِ، حينَ تُعِينُ المرأةُ زَوجَها على التجارةِ، وقطعُ الأرحامِ، وشهادةُ الزورِ، وكتمانُ شهادةِ الحقِّ، وظهورُ العلْمِ.”
- وقال أيضًا:
- “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يمرَّ الرجلُ بقبرِ الرجلِ فيقولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ.”
- ويذكر أحد الأحاديث المهمة عن موعد الساعة:
- “أول أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب.”
أحاديث عن مصر في آخر الزمان
توجد أحاديث معينة تتناول بعض البلدان، ومنها مصر، فيما يتعلق بأحداث آخر الزمان. ونقلاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم، إليكم بعض هذه الأحاديث:
- قال أبو ذر رضي الله عنه عن النبي:
- “سيكون بمصرَ رجلٌ من بني أمية أخنسُ يلي سلطانًا ثم يغلبُ عليه أو ينتزعُ منه فيفرُّ إلى الرومِ فيأتي بهم إلى الإسكندريةِ فيقاتلُ أهلَ الإسلامِ بها فذلك أولُ الملاحمِ.”
- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- “إنَّكم سَتفتَحُونَ أرضًا يُذكَرُ فيها القِيراطُ، فاستَوصوا بأهلِها خيرًا؛ فإنَّ لهم ذِمَّةً ورحمًا.”
أحاديث عن الشام في آخر الزمان
تتناول بعض الأحاديث بلاد الشام خلال الحديث عن آخر الزمان، ومن أبرزها:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- “اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَأْمِنَا، وَبارك لنا في يَمَنِنَا.”
- وذكر النبي أيضًا:
- “بَيْنا أنا في مَنامي، أتَتْني الملائكةُ، فحَمَلَتْ عَمودَ الكتابِ من تحتِ وِسادَتي فعمَدَتْ به إلى الشامِ، ألَا فالإيمانُ حيث تقعُ الفتنُ بالشام.”
أحاديث عن الفتن في آخر الزمان
روى الإمام البخاري ومسلم حديثًا عن الفتن، يشير إلى أنه:
- “ستكونُ فتن القاعدُ فيها خير من القائِم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، مَن يُشْرفْ لها تَسْتَشْرِفْه.”
- ثم أضاف: “فمن وجد فيها مَلْجأ أو مَعَاذًا فَلْيَعُدْ به.”
- كما أن بعض الرجال شَكَوْا إلى الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه:
- “اصبِرُوا، فإنَّه لا يَأتي علَيْكُم زَمَانٌ إلَّا الذي بَعْدَهُ شَرٌّ منه.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- “سيَأتي على النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتٌ، يصدَّقُ فيها الكاذبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ.”
- وأيضًا ذكر صلى الله عليه وسلم:
- “سيكونُ في آخرِ الزمانِ خَسْفٌ وقذفٌ ومَسْخٌ، إذا ظَهَرَتِ المعازِفُ والقَيْناتُ.”
- قال أيضًا:
- “يتقارَبُ الزَّمانُ وينقُصُ العِلمُ، وتظهَرُ الفِتنُ، ويُلقى الشُّحُّ.”
- فاستفسروا منه عن الهَرْجِ، فقال: “القتلُ القتلُ.”
علامات الفتن في آخر الزمان
توجد العديد من الأحاديث التي تشير إلى علامات آخر الزمان. ومن بين هذه العلامات:
- يستشري الجهل بدلًا من العلم.
- ازدياد الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات.
- غياب البركة من الأرض.
- صعوبة التمييز بين الحق والباطل.
- تتابع هذه العلامات بشكل سريع دون فواصل.
- المعاناة من الفتنة والمحن.
- نقص عدد المسلمين وازدياد الكافرين.
- الإصابة بهذه العلامات لكل من الظالمين والصالحين.
- تفكك الجماعات واضمحلال الأمن.
- سيادة الخوف وانعدام الشعور بالأمان.
كيف نثبت ونقاوم فتن آخر الزمان؟
بالرغم من أن وقت آخر الزمان لا يُحدَّد، إلا أنه بالإمكان التقليل من آثار الفتن من خلال استراتيجيات بسيطة:
- اتباع تعاليم الدين الإسلامي كما هي.
- مواصلة اتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
- تجنب المرتكبات المحرمة التي تضعف الإيمان.
- الابتعاد عن الفواحش والموبقات.
- تجنب الاستماع إلى الشائعات أو الأخبار الكاذبة.
- القرب من الله عز وجل للأعمال الصالحة.
- الأخذ بالأسباب والتوكل على الله.
- تجنب الانغماس في متاع الدنيا وفتنها.
أحاديث إرشادية حول تصرفات المرء في آخر الزمان
في ظل الفتن والمحن، ينبغي على المؤمنين التمسك بهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد جاءت العديد من الأحاديث لتوجيه المسلمين في أوقات الفتن، ومنها:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أثَرَةً وأُمُورًا تُنْكِرُونَها. قالوا: فَما تَأْمُرُنا يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: أدُّوا إليهِم حَقَّهُمْ، وسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ.”
- ورد أيضًا:
- “يُوشِكُ الفُرَاتُ أن يُحسَرَ عن كَنْزٍ مِن ذَهَبٍ، فمَن حضَره فلا يأخُذْ منه شيئًا.”
- قال أيضًا:
- “تَصَدَّقُوا فَسَيَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بصَدَقَتِهِ، فلا يَجِدُ مَن يَقْبَلُها.”
- ومن الأحاديث الأخرى قوله:
- “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتانِ عَظِيمَتانِ، يَكونُ بينَهُما مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ.
- وتستمر الأحداث، حتى يتقارب الزمان وتكثر الفتن ويزداد القتل.
أحاديث في فضائل آخر الزمان
تعتبر الأحاديث النبوية التي تبرز فضائل آخر الزمان مصدرًا هامًا للأمل والتشجيع في الأوقات الصعبة، تتناول ما يلي:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ المالَ ولا يَعُدُّهُ.”
- وأيضًا:
- “يُقالُ لِلْأَرْضِ: أَنْبِتي ثَمَرَتَكِ، ورُدِّي بَرَكَتَكِ.”
- وستكون بركات كبيرة على الناس.
- قال أيضًا:
- “إنَّكم في زمانٍ من ترَك منكم عشرَ ما أمرَ بِه هلَك ثمَّ يأتي زمانٌ من عملَ منكم بعشرِ ما أمرَ بِه نجا.”
- وقال النبي:
- “لا تَزالُ طائفةٌ مِن أُمَّتي على الحَقِّ ظاهرينَ، لا يَضُرُّهم مَن خالَفَهم حتى يَأتيَ أمْرُ اللهِ.”
- وأخيرًا:
- “فيَهْزِمُ اللهُ اليهودَ، فلا يَبْقَى شيءٌ مما خلق اللهُ عَزَّ وجَلَّ يتواقَى به يهوديٌّ، إلا أَنْطَقَ اللهُ ذلك الشيءَ.”