تصنيفات الإدغام الكامل والناقص
الإدغام الكامل ومواضيعه
يُعرف الإدغام الكامل في علم التجويد بأنه الحالة التي يُفقد فيها الحرف المدغم وصفته، مما يؤدي إلى قراءة الحرف الثاني مشدداً دون ظهور أثر للحرف الأول. ويتضمن الإدغام الكامل الأقسام التالية:
- إدغام المتماثلين: يحدث هذا النوع عندما يتطابق الحرفان في المخرج والصفة. وتتعدد الأمثلة في القرآن الكريم، منها قوله -تعالى-: (رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ) وقوله -تعالى-: (قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ). أما في قوله -تعالى-: (مَالِيهْ* هَلَكَ) فيوجد وجهان؛ الأول هو السكت وهو الأكثر شيوعًا، والثاني هو الإدغام.
- إدغام المتجانسين: في هذا النوع، يتشابه الحرفان في المخرج ولكنهما يختلفان في الصفات، فيتم قراءة الحرف الثاني بالتشديد مع حذف الحرف الأول. ولهذا الإدغام حالات متعددة، مثل:
- حرف التاء متبوعاً بالدال؛ كما في قوله -تعالى-: (قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا).
- حرف الدال يليه التاء؛ كما في قوله -تعالى-: (قَد تَّبَيَّنَ).
- حرف الثاء بعده الذال؛ كما في قوله -تعالى-: (يَلْهَث ذََلِكَ).
- حرف الذال يلي الظاء؛ كما في قوله -تعالى-: (إِذ ظَّلَمُواْ).
- حرف التاء بعدما الطاء؛ كما في قوله -تعالى-: (وَدَّت طَّآئِفَةٌ).
- حرف الباء متبوعاً بالميم؛ كما في قوله -تعالى-: (ارْكَب مَّعَنَا).
- إدغام المتقاربين: وهو الحالة التي تكون فيها الحروف قريبة في المخرج والصفات، حيث يُحذف الحرف الأول ويظل الحرف الثاني مشدداً. وله هذه الحالات:
- حرف اللام يلي الراء كما في قوله -تعالى-: (وَقُل رَّبِّ).
- حرف القاف بعده الكاف كما في قوله -تعالى-: (أَلَمْ نَخْلُقكُّم).
- الحروف (ر، م، ل) مع النون الساكنة أو التنوين، كما في قوله -تعالى-: (كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ).
- لام التعريف الشمسية مع الحروف الشمسية باستثناء اللام، كما في قوله -تعالى-: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا).
الإدغام الناقص وأنواعه
يتحقق الإدغام الناقص عندما يفقد الحرف المدغم ذاته ولكن تبقى صفته، وعُرف بهذا الاسم نظراً لعدم اكتمال التشديد بسبب بقاء صفة الحرف الأول، ويتنوع الإدغام الناقص إلى نوعين، هما:
- إدغام حرفي الياء والواو في حالات النون الساكنة والتنوين، حيث تبقى الغنّة، مثل: (من يعمل) و(من وليّ).
- إدغام حرف الطاء في التاء، حيث تبقى صفات حرف الطاء ما عدا القلقلة. يُعتبر هذا من إدغام المتجانسين ويفرق في الأداء، كما يتضح في كلمات مثل: (بسطت) و(أحطت).
الإدغام الكامل والناقص بالنسبة للنون الساكنة والتنوين
ينقسم إدغام النون الساكنة والتنوين إلى نوعين؛ الإدغام الكامل والإدغام الناقص، ولكل منهما أحرفه الخاصة كما يلي:
الإدغام الكامل
الإدغام الكامل هو العملية التي يتم فيها محو النون وصفتها (الغنّة). وتشمل أحرف الإدغام الكامل: (ر، ل، ن، م). في حالة الراء واللام، تُحذف النون وغنّتها، مما يعني أن الحرفين يُقرأان في الإدغام بالتشديد دون غنّة، بينما عند إدغام النون والميم تُقرأ بالتشديد مع الغنّة، حيث تمثل النسق المقروء غنّة الحرف الثاني المدغم وليس غنّة الحرف المحذوف، مما يجعل الإدغام في الحالتين كاملاً.
استناداً إلى ما سبق، ينقسم الإدغام الكامل إلى نوعين: إدغام مع الغنّة في حرف النون، كما في قوله -تعالى-: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)، وفي الميم كما في قوله -تعالى-: (وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ)، وإدغام بدون غنّة في حرف الراء كما في قوله -تعالى-: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ)، وفي اللام كما في قوله -تعالى-: (وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ).
الإدغام الناقص
الإدغام الناقص يعني فقدان ذات النون وبقاء صفتها (الغنّة)، ويتضمن حرفي الياء والواو، مما يجعل الإدغام ناقصاً مع الغنّة. ومن الأمثلة على إدغام الياء قوله -تعالى-: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)، وعلى إدغام الواو قوله -تعالى-: (مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ).