أمثلة على منهج الاستقراء
تُعتبر الفلسفة الاستقرائية موضوعًا شائعًا، وهنا نقدم بعض الأمثلة المهمة عنها:
الحجج الاستقرائية المُحكمة
يستعمل منهج الاستقراء كوسيلة للتبرير المنطقي للوصول إلى نتائج تعود صحتها إلى صحة جميع المقدمات المنطقية، على النحو التالي:
- A1 يساوي B1.
- A2 يساوي B2.
- An يساوي Bn.
بناءً عليه، يمكن القول إن جميع A تساوي جميع B.
كمثال عملي على ذلك، يُعتبر القول بأن جميع الغربان سوداء دليلاً على الاستقراء القوي، إذ إن كل غراب تمت ملاحظته كان أسود، وهو ما يدعم الاستنتاج بناءً على تكرار الملاحظات ذاتها.
الحجج الاستقرائية الضعيفة
تُظهر الحجج الاستقرائية الضعيفة مبدأ التعميم الاستقرائي، إذ يتم الاستناد إلى حالات خاصة لتعميمها، مما يُعتبر سمة بارزة لهذا المنهج، حيث يعتمد ذلك على عدد مرات تكرار الحالة لتدعيم الحجة. وعلى الرغم من شيوع هذا النوع في الحياة اليومية، إلا أنه يعد غير مقبول في مجالات المعرفة العلمية والعديد من الحجج المنطقية.
كمثال، إذا قيل إن السماء تمطر كل شتاء، فمن الممكن استنتاج أنها ستمطر هذا الشتاء أيضاً، حيث اعتمدت الحجة على تكرار المقدمة في الماضي. ومع ذلك، فإن هذا الاستنتاج يبقى غير مؤكد، مما يشكل إحدى مشكلات منهج الاستقراء.
الحجج الاستقرائية الرياضية
يشير الاستقراء الرياضي إلى العملية التي تُستخدم للوصول إلى نتيجة استنتاجية تعتمد على ما يسمى “التعريف الاستقرائي” أو “التعريف التكراري”. حيث تحدد هذه التعريفات مجموعات من المتغيرات والثوابت الرياضية، وتتكون من جملة أساسية تُعرف العناصر الأساسية للمجموعة، وجمل استقرائية واحدة أو أكثر.
تحدد الجمل الاستقرائية كيفية استنتاج مجموعات إضافية من العناصر القائمة وتنتهي بشرط نهائي ينص على أن جميع العناصر في المجموعة إما أساسية أو تندرج ضمن المجموعة بسبب انطباق الجمل الاستقرائية عليها. على سبيل المثال، يمكن تعريف مجموعة الأعداد الطبيعية (N) على النحو التالي:
- الشرط الأساسي: العدد صفر هو عنصر في N.
- الشرط الاستقرائي: لأي عنصر (x)، إذا كان x عنصرًا في N، فإن (x + 1) أيضاً عنصر في N.
- الشرط النهائي: لا يُعتبر أي عنصر آخر من ضمن المجموعة N إلا إذا استوفى الشرط (1) أو (2).
ما هو الاستقراء؟
الاستقراء (بالإنجليزية: Induction) هو أحد الأساليب المنطقية التي تُستخدم للاجتزاء من الخصائص العامة إلى الخصائص الخاصة، حيث يتم توظيف مقدمة منطقية لإثبات صحة النتيجة خلال البرهان. وفي الحجج الاستقرائية، تعطي صحة المقدمات المنطقية دعمًا معينًا للنتيجة، لكنها ليست حتمية. ويتجلى الفرق بين المنهج الاستقرائي والاستنتاجي في أنه لا تُلزم النتيجة بأن تكون صحيحة بشكل قاطع.
تتجلى المشكلة في منهج الاستقراء في أنه قد يوفر دعمًا لفرضية معينة، لكنه لا يضمن صحتها قطعيًا. فإمكانية تبرير الحجج عبر الاستقراء تشكل تحديًا قد يُضعف القبول العام لهذه الحجج. وقد أشار الفيلسوف ديفيد هيوم إلى هذه التحديات واصفًا إياها “بمشكلة الاستقراء”، حيث تتطلب أن تكون الحجج الاستقرائية محكمة لكي تُقبل.