أهمية التوحيد في الإسلام
التوحيد هو المفهوم الذي أرسل الله من أجله رسله، ويعتبر جوهرياً حيث إنه الهدف الذي من أجله خلق الله البشر. ويتعلق الأمر بإفراد الله بالعبادة، وإظهار الحب والإقبال عليه، والابتعاد عن أي شيء سواه. إنه الفطرة التي ينشأ عليها الناس، وقد غرس الله في قلوبهم الميل إلى فهم أحكام الشرع بجوانبها المختلفة. ومن أجل التوحيد، أخذ الله ميثاق بني آدم، وأنزل الكتب السماوية. وهو العنصر الأول الذي يدعو إليه المسلم، وقد انقسم الناس بسببه إلى مؤمن وكافر. كما أنه شرط لتحقيق النصر والتمكين والفلاح، وشرط لقبول الأعمال من العبد، وهو حق الله على عباده، وبه تُغفر الذنوب والخطايا.
فوائد التوحيد
يحمل التوحيد آثاراً وفوائد عظيمة، والتي تتجلى في العديد من الجوانب، منها:
- تحقيق الموحد لمزايا الدنيا والآخرة.
- يُعتبر سبباً لتفريج الكروب في الدارين، حيث يسهم التوحيد في دفع العقوبات ونشر الخيرات.
- غفران الذنوب وتكفير السيئات، بالإضافة إلى الهداية والتوفيق لكل اكتساب وأجر.
- يوفر وقاية للعبد من النار إذا استقر التوحيد في قلبه.
- يعد شرطاً ليتم قبول جميع أعمال العبد، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، حيث يعتمد ذلك على التوحيد.
- يساعد على تسهيل فعل الخيرات وترك المنكرات والصبر على المحن.
- يخفف من مصائب العبد ويهون عليه آلامه، مما يساهم في انشراح صدره.
- يحرر الموحد من الاعتماد على المخلوقين والخوف منهم، مما يعزز شعوره بأنه عبد لله وحده.
تحقيق التوحيد
يتم تحقيق التوحيد من خلال الإقرار بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهو ينقسم إلى درجتين: واحدة واجبة والأخرى مستحبة. تتعلق الدرجة الواجبة بترك الشرك بأنواعه، سواء كان أكبر أو أصغر أو خفياً، بالإضافة إلى ترك البدع والمعاصي بكافة أشكالها. أما الدرجة المستحبة فتتمثل في تفضيل الناس، حيث يقوم العبد بتخليص قلبه مما سوى الله، ويتوجه إليه وحده.